اتفق وزراء الإعلام فى ختام اجتماعاتهم بمصر على تفاصيل خطة التحرك العربى للخارج لدعم القضايا العربية، والارتقاء بالإعلام العربى إلى مستوى أعلى ليكون داعما لبرامج التوعية ومناصرة القضايا الحيوية للمنطقة العربية فى إطار خطة التحرك العربى فى الخارج باعتبار الإعلام يشهد فى الآونة الأخيرة انتشار الأخبار الزائفة وانتهاكات سلوكية مما يجعل إدراج موضوعات ميثاق الشرف الإعلامى والتربية الإعلامية أمرا مهما. حيث ناقش الاجتماع تلك الأمور والتصدى للإرهاب وكذلك الخارطة الإعلامية حول تحقيق التنمية المستدامة وتصحيح صورة العرب والمسلمين لدى الغرب، كل هذا فى إطار الاستراتيجية الإعلامية العربية.

سوسن أبو حسين

كما تم اعتماد مدينة دبى عاصمة للإعلام العربى لعام 2020 وطرابلس (ليبيا) عاصمة للإعلام لعام 2021 والقدس عاصمة أبدية للإعلام العربى.
وأكد وزراء الإعلام على دعم كل الجهود الإعلامية لمكافحة الإرهاب باعتباره أخطر ظاهرة خلال الفترة الأخيرة وكذلك إدراج مادة التربية الإعلامية فى المناهج الدراسية.
وعلق الدكتور سلطان الجابرى وزير الدولة ورئيس المجلس الوطنى للإعلام ورئيس وفد الإمارات فى الاجتماع بشكره لمجلس وزراء الإعلام العرب والوزراء على الموافقة على مقترح دولة الإمارات بأن تكون مدينة دبى عاصمة الإعلام العربى لعام 2020. والذى تقدم به «المجلس الوطنى للإعلام «بالتعاون مع مؤسسة «وطنى الإمارات».
وأضاف أن موافقة وزراء الإعلام على اختيار دبى عاصمة للإعلام العربى 2020 يأتى تأكيداً للدور الرائد للإمارات فى صناعة الإعلام، وتجسيداً للدور الكبير الذى تقوم به إمارة دبى فى مجال الإعلام بتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
بدوره اكد وزير الإعلام السعودى تركى بن عبد الله الشبانة أهمية دور الإعلام العربى فى كشف هوية داعمى الإرهاب وسبل تمويله وإنقاذ الأرواح البريئة من خلال خطة وبرامج توعوية حول هذه الظاهرة المدمرة.
واستهل وزير الإعلام السعودى رئيس الدورة الـ 50 لمجلس وزراء الإعلام العرب فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية حديثه بالتذكر بما أعلنه خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز امام قمم مكة الثلاث وهو ضرورة تعزيز التنمية وتحقيق السلام الدائم لدول المنطقة ثم انتقل الى دعم الإعلام العربى للقضية الفلسطينية مؤكدا بذل كل الطاقات من أجل استعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه المسلوبة».
واعتبر أن أهم البنود المطروحة على هذا المجلس هو دور الإعلام العربى فى التصدى لظاهرة الإرهاب التى تركت أثراً سلبيا على الفرد والمجتمعات العربية.
وشدد على أنه يجب أن يكون الإعلام العربى متيقظا ومحدقاً بالمخاطر المحيطة بالعالم العربي. وشدد على أهمية تطوير العمل الإعلامى العربى لاسيما متابعة الخطة الإعلامية العربية للتحرك الإعلامى بالخارج.
من جانبه، أكد حسن ربحى وزير الاتصال الجزائرى رئيس الدورة السابقة على أهمية الخطة الإعلامية العربية الهادفة للتصدى على المستوى الدولى للقرار الأمريكى الذى يعترف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه تم انتاج مواد مكتوبة ومرئية ومقروءة للترويج لعروبة القدس والتأكيد على هويتها.
ولفت الى إنه تم خلال رئاسة الجزائر لمجلس وزراء الإعلام العرب وضع مشروع الصيغة النهائية لمشروع ميثاق الشرف الإعلامي، وتم الشروع فى تنفيذ الخارطة العربية الإعلامية للتنمية المستدامة التى اعتمدتها القمة العربية فى الرياض إبريل 2018.
وأكد أن للإعلام الجزائرى دورا مهما فى مواكبة مسار المصالحة فى البلاد، مشيرا إلى أن بلاده تولى اهتماما خاصة لتدريب الصحفيين على مجالات حقوق الإنسان.
وأشار إلى أن الكثير من الأحداث أثبتت تورط وسائل الإعلام العالمية فى إثارة مزيد من الكراهية، مؤكدا ضرورة التصدى لمختلف مثل هذه الممارسات من خلال الاستراتيجية العربية الإعلامية المشتركة.
بدوره اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط أن الإعلام العربى قد يكون جزءاً من الأزمات العربية وقد يكون الطريق لحلها قائلا «ان الخيار فى أيدينا، فالإعلام الطائفي، والتحريضى والمروج للعنف والكراهية هو جزء من أزمتنا من دون شك وعلى الجانب الآخر، فإن الإعلام التنويرى الباحث عن نقاط الالتقاء، والذى ينطلق من نشر المعارف والحقائق ويدعو لثقافة الحلول الوسط، والوفاق الوطنى هو طريق مهم ورئيسى للخروج من أزمتنا».
وأكد على ضرورة دعم خطة التحرك الإعلامى العربى فى الخارج، مؤكدا أننا لا زلنا عاجزين إلى اليوم عن التحدث إلى الآخر بصوت يقنعه، ولغة تقترب من عقله ووعيه، ورسالة قادرة على النفاذ إلى ضميره.