صالون الرأي
طرائف ترامب علي كل شكل ولون
By amrأغسطس 18, 2019, 18:15 م
2215
يتداول فيديو شديد الطرفة – بحسب «روسيا اليوم» – ويضم إلى سجل ترامب الحافل بمواقفه الغريبة والطريفة، وترى فى الفيديو مواطنًا هنديًا يمارس طقوسًا دينية أمام تمثال لترامب شيده فى معبده الخاص، ويحكى الهندى الذى يقيم فى ولاية تيلا الهندية أنه أخبر والده عن رغبته فى الموت وهو يحب ترامب، فوافق والده على مساعدته فى صنع تمثال لترامب.
وفى مشهد آخر لا يقل طرافة تعرض شركة التسوق الإليكترونى الشهيرة أمازون على موقعها سلعًا ومنتجات ذات طابع ساخر تحمل اسم ترامب على شكل دمى بأحجام مختلفة، كما ذكر موقع NbN اللبنانى والذى أوضح عن ترويج الشركة لمنطاد مدونًا عليه عبارة «ترامب فى سماء لندن»، وكان البريطانيون قد أطلقوه احتجاجًا على زيارته الأخيرة للعاصمة البريطانية، بعد أن وصف عمدة عاصمتهم لندن «صادق خان» بالفاشل، فضلًا عن إقحام رأيه فى ملف «بريكست» الحساس فى السياسة البريطانية.
ومن بين منتجات الشركة ورق تواليت عليه وجهه، وانتشرت هذه السلع على موقع الشركة عقب التوتر الدائر بين ترامب ومؤسس أمازون «جيف بيزوس»، وذلك بعد أن اتهمه ترامب بعدم دفع شركته الضرائب الكافية واستفادتها من النظام البريدى الأمريكي.
وتتلاحق مواقف ترامب الغريبة والطريفة على وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، وكان أكثرها تداولًا تغريدته التى تندر بها رواد التواصل الاجتماعى على مستوى العالم، والخاصة بوصفه أن القمر جزء من المريخ، وجاءت تغريدته بعد إعلان وكالة ناسا الفضائية عن إرسالها العديد من رواد الفضاء إلى القمر فى عام 2024.
ومن جهة أخرى حدث ولا حرج عن أخطائه اللغوية والإملائية والنحوية المتكررة، والمنتشرة عبر حسابه الشخصى على تويتر، وفى هذا الشأن تلقت «إيفون ماتون» معلمة اللغة الإنجليزية رسالة من ترامب وأعادتها إلى البيت الأبيض، مذيلة عليها تصويباتها اللغوية، والخبر طبقا لما تناقلته مواقع إخبارية مصرية وعربية كموقع أخبار الخليج يقول جاءت الرسالة تعقيبًا على حادث إطلاق النار داخل مدرسة فى يوم عيد الحب الذى خلف 17 قتيلًا، وعلقت المعلمة قائلة إذا كانت الرسالة من كتبها طالب فى مدرسة إعدادية أعطيت له علامة جيد، وإذا كتبها طالب فى الثانوية منحته علامة مقبول، ووجهت له المعلمة نقدًا لما كان مفترضًا أن يفعله الرئيس الأمريكي، وهو أن يدعو إلى لقاء عائلات ضحايا مجزرة المدرسة.
وعندما نتناول تصريحاته نلمس فيها الكثير من السطحية والتناقض، وتصريحه الأخير بعد قراره بوقف الضربة على إيران يحمل بين طياته تناقضًا مثيرًا، فهو يقرر مجددًا بتوجيه حزمة عقوبات جديدة على طهران، ثم يستكمل كلامه بعبارة لنجعل من إيران عظيمة من جديد، والسؤال كيف يسعى إلى تدمير اقتصاد إيران ويلوح من وقت لآخر بضربها، ثم يقول لنجعلها دولة عظيمة؟ وكان هذا المعنى يمثل شعاره الانتخابى «لنجعل أمريكا عظيمة من جديد».
وتسفر مواقفه المستهجنة والمثيرة للطرافة عن عدة دلالات أولها سرعته فى اتخاذ القرارات، وعدم دراستها بشكل كاف، وتشير ثانيًا إلى تخليه عن قواعد السلوك السوى لرئيس دولة كبرى فى كثير من لقاءاته الرسمية، وشاهدناه حينما ترك رئيس الأرجنتين وحيدًا على المنصة فى اجتماع مجموعة العشرين فى بوينس إيرس فى قمة 2018، وسمعنا حين فاجأ ترامب الرئيس البرتغالى بحديثه، وخلط فيه الرياضة بالسياسة خلال لقائهما بالبيت الأبيض.
والعاقبة الحتمية لهذه المؤشرات تصاعد العداء مع العديد من الدول، كما يصوره واقع العلاقات الساخنة مع الصين، خلافًا عن سوء علاقات الجوار مع المكسيك، وأخيرًا توتر الأجواء مع حليفه الاستراتيجى الاتحاد الأوروبي، ولذا بدأ الاتحاد الأوروبى بخطوات مفاجئة للجميع نحو إنشاء منظمة تجارة عالمية لا وجود فيها للولايات المتحدة الأمريكية.
أقام عليه الحجة:
الحمد لله أن المولى شرف الإنسان بنعمة التفكر ينقله من ظواهر الأشياء إلى حقائقها، ومن خلاله يتأكد من عظمة قدرة الخالق فى إبداعه وفى مكنون علمه، ومن ثم ينتقل إلى حقيقة معانى وفضائل أسماء الله وصفاته، وصّور ذلك المعنى بيت شعر لعلى بن أبى طالب، وتحسب أنك جـِرمٌ صغير.. وفيك انطوى العالم الأكبر
ولذا جعل نبينا العلم فريضة على كل مسلم، وأقسم الله بأداته وهو القلم، لأنه الطريق والوسيلة للتفكير وللتدبر السليم، وشرّف الله به عباده الذين سلكوا طريقه وخصه بهم وقال فى حقهم: «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ». ويقول الإمام ابن القيم فى وصف التفكر: «تفكُر ساعة خيرٌ من عبادة سنة، فالفكر هو الذى ينقل من موت الفطنة إلى حياة اليقظة، ومن المكاره إلى المحاب، ومن الرغبة والحرص إلى الزهد والقناعة، ومن سجن الدنيا إلى فضاء الآخرة..»، وكان المقصد من عطاء الله نعمة التفكير للإنسان، الإيمان به حق اليقين بعظمة قدرته، وأن الأمور تجرى وفقا لحكمته ومشيئته، وليس عليه إلا السعى وتنفيذ أحكامه، كما فعل إبراهيم عليه السلام خلال رحلة تفكره للوصول إلى الخالق المستحق للعبادة والإيمان بعظمته، وأخيرا كان تشريف الله للإنسان بنعمة العقل لكى يقيم عليه الحجة بعد اختياره أحد النجدين بكامل إرادته وقواه العقلية.