https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

«النكّيشة».. وغطاء البالوعة!

1480

قد يبدو العنوان غريبًا أو غامضًا ولإجلاء هذا الغموض نوضح أن «النكيشة» هم هؤلاء الصبية الذين ينبشون فى صناديق القمامة بحثًا عن كل ما يصلح بيعه لتجار الخردة، بداية من «الكانز» الفارغ والعبوات البلاستيكية وقطع الأسلاك والكرتون وحتى بقايا الخبز لتجميعها فى أجولة كبيرة من أجل بيعها لتجار الخردة وبالتأكيد أن هذا العمل يدر عليهم ربحًا لا بأس به وإلى هنا والأمر يبدو عاديًا «ناس بتاكل عيش من الزبالة» هكذا كنا نقول؟ ولكن لاحظنا أمرا خطيرا استعصى على التفسير وهو لماذا نرى القمامة مبعثرة حول الصناديق الكبيرة بينما تبدو الصناديق فارغة تمامًا من الداخل؟! ومعظمنا كان يعتقد بأن المواطنين يلقون بأكياس القمامة حول الصناديق ولا يكلفون أنفسهم أن يخطوا خطوتين لإلقائهم فى الصندوق!! وقد كنت أنا شخصيًا ألقي باللوم على المواطن وأقول لنفسى ما الذى سيكلف المواطن إلقاء كيس القمامة داخل الصندوق؟ ولكن اتضحت الحقيقة المؤلمة وهى أن الصبية «النكيشة» الذين تحدثت عنهم فى بداية المقال هم الذين يخرجون الأكياس من داخل صناديق القمامة ويبعثرونها بطريقة همجية فيها الكثير من الانتقام والتفشى للبحث عما بداخلها من بغيتهم فى جمع ما يصلح بيعه كخردة ثم يغادرون المكان بسرعة دون أن يفكروا لحظة واحدة فى إعادة ما بعثروه مرة أخرى الى داخل الصناديق وبالطبع هم لا يفعلون ذلك إلا فى ساعات الليل المتأخرة جدًا قبيل الفجر تقريبًا لتتحول الشوارع الى مزبلة تشمئز لها الأنفس وقد تم رصد ذلك كله بل وموثق بالكاميرات الأمنية فى الشوارع أما الأغرب أن عمال النظافة يأتون الى عملهم بعد انتهاء النكيشة من مهمتهم الفظيعة كل صباح بفارق زمنى بين النكيشة والعمال لا يتعدى عشرون دقيقة فيقومون بكل همة ونشاط بمحاولة اعادة ما بعثره النكيشة بسرعة الى داخل الصناديق ثم تأتى سيارات رفع صناديق القمامة تاركة ورائها ثلث القمامة مبعثرة فى عرض الشارع أو على الأجناب، يحدث ذلك منذ سنوات عديدة فلا النكيشة امتنعوا ولا جهاز النظافة التابع للمحليات اعترض، وكأن بينهما اتفاق ما بعدم التعرض! مما يوحى أن هناك مصلحة تربط بين الطرفين.

أما غطاء البالوعة فلا يحتاج الى شرح كثير فهو معلوم للجميع «بلاعة» صرف صحى بلا غطاء تخيل الأخطار التى ممكن أن تحدث بسقوط طفل أو حتى رجل كبير أو سقوط عجلة سيارة مسرعة فتنقلب وتحدث الكارثة وايضًا سجلت الكاميرات من يسرق غطاء بلاعة المجارى المصنوعة من حديد الزهر ومعروف من يشتريها.. بالتأكيد تجار الخردة يدفعون فيها
200 جنيه ويبيعونها حديد زهر حسب الوزن وقد تصل الى 1200 جنيه.

فهل من رد من جانب المسئولين بعد أن اتضحت الحقيقة كاملة؟