عبر المصريون بعد نكسة ١٩٦٧ من الهزيمة إلى النصر العظيم، الذى حققته الإرادة المصرية فى أكتوبر ١٩٧٣ وحينها قرر الأشقاء العرب مساندة الدولة المصرية عبر سلاح النفط وبالفعل انقطع الوقود عن شرايين الاقتصاد الغربى ليذبل ويعانى ويلات تلك الحرب الاقتصادية، مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تعمل فى نفس العام على تشكيل اجتماع اقتصادى ضم أطراف أوروبية ويابانية لتتشكل نواة مجموعة السبع الكبار، التى بدأت تظهر إلى النور بشكلها الحالى فى عام 1975 بمبادرة فرنسية حددت اجتماع سنوى لهذه الأطراف الست فى بداية الأمر، حيث كانت تضم «أمريكا، اليابان، فرنسا، ألمانيا، إنجلترا وإيطاليا» ثم تطورت إلى مجموعة السبع بعد انضمام كندا فى عام 1976 لتصبح بعد ذلك تحت اسم مجموعة الثمانية فور التحاق روسيا عام 1998 والتى خرجت من هذا التجمع الاقتصادى عام 2014 على أثر اندلاع الأزمة المتعلقة بشبه جزيرة القرم ومن المرجح أن تعود إلى الاجتماعات العام القادم.
ربما كان الانتصار المصرى فى الماضى أحد الأسباب وراء إنشاء تكتل السبع الكبار بعد أن كانت الدول الصناعية الكبرى جرأ أزمة النفط ولكن المؤكد أن الانتصار المصرى الحالى والمتعلق بحرب البقاء والوجود وتصديها لرياح الخريف العربى وخروجها من دوامة الفوضى والخراب ونجاحها فى حربها الشرسة ضد الإرهاب وعظمة الإرادة المصرية المتمثلة فى القيادة السياسية والشعب بكافة مكوناته والتى حولت الدمار إلى إعمار عبر معركة البناء والتنمية بالإضافة لعودة مصر كلاعب دولى وإقليمى أكثر تأثيرا على الساحة الدولية ما مكنها من تبوء مراكز ومناصب مهمة على الصعيد الدولى مرورا بالمقعد غير الدائم بمجلس الأمن وصولا إلى رئاسة الاتحاد الإفريقي، هذا وفضلا عن الأسباب الكثيرة الأخرى على رأسها نجاح التجربة الاقتصادية المصرية والتى تلمع الآن كإحدى التجارب الأكثر نموا على مستوى العالم مما جعل من مصر ضيفا مرحبًا به على مائدة السبع الكبار، بالإضافة أنها تتحمل مسئولية الاتحاد الإفريقي، الذى تتشكل ملامحه الجدى كأقوى اقتصادية منافسة وتعد مصر إحدى أهم حلقات الوصل المهمة بين إفريقيا والدول الغربية وأيضا الشرقية فى ظل تنافس اقتصاد تجدد على القارة وتطوير مصر لبنياتها التحتية بما يؤهلها للعب هذا الدور المحورى المهم.
مصر التى أصبحت ضيفا دائما على التجمعات الاقتصادية العالمية مرورا بالبريكس ومجموعة العشرين وصولا إلى السبع الكبار وأيضًا فى طريقها لحضور قمة تيكاد فى اليابان ورئاسة القمة الروسية الإفريقية مع الجانب الروسي، يتطلع شعبها ويحلم بمقعد وسط عمالقة الاقتصاد العالمى ولما لا ولدينا قائد فتح أمام شعبه نوافذ الأحلام فأصبح لا محال يقف فى طريق تنفيذها فأصبحت الأرقام القياسية التى يحققها الشعب المصرى تبهر العالم وتفتح الطريق أمام مصر لتصبح بين الكبار.