رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تركيا وسياسة الاختباء خلف الأزمات !

827

سياسة صنع الأزمات التى تنتهجها الحكومة التركية أثبتت فشلها منذ تولى حزب أردوغان السلطة، وحتى الآن لقد بدأ النظام التركى إدارة السياسة الخارجية بطريقة افتعال الأزمات والادعاء بامتلاك مفاتيح الحل، وبذلك يحقق ما يريد تحقيقه من أهداف، وهى طريقة سياسية معروفة فى علم السياسة (الإدارة بالأزمة)، ولكن هل حقق أردوغان أى نجاح يذكر من انتهاج سياسة صنع الأزمات.

الحقيقة أن النظام التركى مُنى بفشل كبير فى علاقته بأوروبا عندما افتعل أزمة اللاجئين لابتزاز الاتحاد الأوروبى وإجبار دوله على دفع المليارات مقابل عدم السماح للاجئين السوريين والأكراد والعراقيين بالدخول إلى دول أوروبا.. ثم فشل مرة أخرى فى افتعال أزمات مع روسيا عندما أسقطت الطائرات التركية طائرة روسية، وكانت النتائج وخيمة لولا أن قدم أردوغان كل ما طلبته روسيا من معلومات عن حلف الناتو، بل وأكثر من ذلك قدم خرائط وجود القوات الأمريكية فى سوريا، وخاصة مناطق الأكراد، وقد فشل النظام التركى عدة مرات فى اختلاق أزمات فى شرق المتوسط بشأن ترسيم الحدود بين مصر وقبرص واليونان وحاول خلق أزمات مع مصر بشأن التواجد التركى فى ليبيا، بل وإقحام تركيا فى المشهد السياسى والعسكرى فى ليبيا، وكانت تركيا طرفا فى الصراع بين الفرقاء الليبيين، ولا زالت الإخفاقات التركية تتوالى عندما أعلنت القوات التركية عن عزمها اجتياح مناطق الأكراد فى سوريا، لكنها تراجعت بضغوط أمريكية وروسية، ولم تحقق أى شيء، بل إن تركيا فشلت فى زرع موطئ قدم لها فى القرن الإفريقى بغرض الإضرار بالمصالح المصرية، وعندما سقط نظام البشير تراجعت بخيبة أمل كبيرة، ولابد أن نعلم جميعا أن النظام التركى يرى أن مصر منافس قوى له فى إفريقيا والسوق العربية وتخشى كثيرًا من قوة ونفوذ البحرية المصرية خاصة فى شرق المتوسط.. هذه هى رؤية السياسة التركية تجاه مصر ولن تغيرها.. وستظل تركيا على عدم توافق مع مصر، خاصة وأن توجه تركيا أوروبيا أصبح محل شك من الغرب وأمريكا بعد أن فقدت تركيا أى أمل لها فى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى.. ولم يعد أمام تركيا إلا توسيع نفوذها فى شرق المتوسط واللعب فى المنطقة العربية وممارسة ضغوط سياسية وعسكرية فى سوريا والعراق وليبيا بالتنسيق مع إيران، وبالطبع هو أمر مرفوض عربيًا وحتى إقليميًا وأول دولة تتصدى للنفوذ التركى هى مصر، والتى كانت ولا زلت وستظل عقبة كؤود أمام الطموحات التركية فى الهيمنة على شرق المتوسط حتى الساحل الليبي.