رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

اعتراف.. إبادة الفلسطينيين قرار قديم

305

حسين خيرى

فضحت معركة طوفان الأقصى الوجه القبيح الحاقد للقتلة الصهاينة، فألقوا الفسفور الأبيض على أكثر من عشرة آلاف طفل غزاوى، ومارسوا أبشع إبادة جماعية فى القرن الواحد والعشرين، وخلال الأيام الماضية صدح حاخامات الكيان بوجه سافر بكم من الفتاوى، تُبيح سفك دماء الفلسطينيين، لا تستثنى طفلاً أو شيخًا أو امرأة.

 يتمتع القاتل الحاقد بسمات إجرامية فريدة تميزه عن القاتل المرتزق والحاقد يقتل بدوافع عقائدية متطرفة، تغمره لذة الإسراف فى القتل، ويسعى حثيثا للاستحواذ على كل المحيطين به والاستيلاء على مواردهم الاقتصادية، وينتهج القتلة الحاقدون قتل الأطفال والنساء من الفئة المستهدفة، رغبة منهم فى وأد الأجيال القادمة لهذه الفئة.

 فليس بغريب من وحشية القاتل الحاقد الصهيونى، وهو يدمر ويحرق كل مظاهر الحياة لشعب اغتصب أرضه، فقد تربى منذ طفولته على مناهج عقائدية متطرفة، ترسخ فى وجدانه حب القتل لكل عربى، ويفصح يهودى مهاجر إلى إسرائيل عن هذا النهج، ونشر تفاصيل رحلته إلى فلسطين فى صحيفة يديعوت أحرونوت فى يوليو 1972، وقال إن طائفته أثناء إقامته فى الخارج أصَّلت فيه الاستهتار بالسكان العرب، وأقنعوه أن العرب مجرد حثالة البشر.

 وينشر الصحفى “أميتاى بن أبا” بدون خجل مقالا على موقع “كاونتر بنتش” بعنوان “عقيدة الإبادة الجماعية فى إسرائيل”، نشره فى 21 مايو 2018، وبدأ بعبارة أنه بصفته إسرائيليا من نسل الناجين من الهولوكست، لا يرى مفارقة بين الظروف فى فلسطين وتلك التى سبقت المحرقة، وانتهى بمقولته إن إسرائيل مستعدة أيديولوجيا لتنفيذ عملية إبادة جماعية ضد الفلسطينيين فى الوقت الحالى، ويطالب بحسم الإبادة قبل أن يتجاوز عدد سكان فلسطين الـ 6 ملايين نسمة.

 ويشهد التاريخ أن اليهود تمتعوا بحرية العيش بين العرب والمسلمين على طيلة بقائهم، غير أنهم لاقوا كراهية وعنصرية من المجتمعات الأوروبية منذ القرون الوسطى، وأجبروا بنى صهيون على ارتداء شارة صفراء، ويرجع عدد من حكماء أوروبا سبب الكراهية إلى التأثير الكبير لبنى صهيون فى تأجيج النزاعات والحروب فى جميع أنحاء العالم.

 ويحاول بنو صهيون حين كانوا فى الشتات الأوروبى غض الطرف عن علة اضطهاد المجتمع الغربى لهم، والسبب اعتقادهم أنهم الأفضل ومن دونهم فى خدمتهم، ولم يخجلوا وأعلنوا عنها فى كل كتبهم ومخططاتهم، وخلقوا من أنفسهم كائن حاقد على مجتمع يعيش فيه، وسكنوا “الجيتو” والحارات وبداخلهم رغبة انتقامية ضد الآخر.