إن الإرادة والعزم هى أساس أى عمل ناجح فى الحياة، والبحث العلمى فى مصر يحتاج إلى إرادة واعية وعزم ناجز قبل التفكير فى وسائل التمويل حيث إننا نعول كثيرًا على ما نمتلكه من قدرات بشرية علمية وبحثية هائلة، والحقيقة التى يجب أن نفكر فيها جيدًا أننا نحتاج الى رؤية غير تقليدية فى تفعيل واستغلال ما لدينا من طاقات وقدرات وعقول مبتكرة ومبدعة خاصة أننا نمر بمرحلة فارقة فى تطوير وتحديث منظومة وآليات التكنولوجيا الوطنية التى يجب أن تكون موجهة توجيهًا صحيحًا، حيث إن الأبحاث العلمية يجب أن تعبر الخطوط النظرية والتى لا تصلح إلا لنيل الدرجات والشهادات العلمية!.. وأننى لا أقلل من أهمية حصول الباحث على الدرجات العلمية والشهادات التأهيلية التى تتيح له فرصة العمل فى المشروعات البحثية، لكن يجب أن يكون هدف البحث محدد وموجه لخدمة قطاعات الإنتاج المختلفة والمتعددة أو يكون موجه لحل مشاكل قطاع الخدمات وأن يصاحب ذلك خطة مجدولة نضع فيها الأولويات طبقا للاحتياجات المطلوبة لكل مرحلة من مراحل مشروعات التنمية والبناء، ولتكن البداية هى البحث فى حل مشاكل قد تعترض خطوط الإنتاج مثلاً وأن يكون الاعتماد على كوادرنا البشرية المؤهلة دون اللجوء إلى الخبرات الأجنبية ولا مانع أن يكون التدريب للكوادر التى تطلع على تطبيق الحلول التى وصلت إليها الأبحاث إلى واقع عملى تستفيد منه قطاعات الإنتاج والاستثمار فى الدولة.
إن تشجيع الشباب على الاختراع والابتكار يجب أن يكون من خلال منتديات علمية وثقافية متخصصة يتم فيها عرض المشاكل العلمية والتكنولوجية التى تواجهنا على المستوى القومى بحيث نضع الشباب الواعد فى بؤرة الأحداث حتى يكون ملمًا بما تحتاجه الدولة والمجتمع من تطوير بحثى وتكنولوجى مرحليًا ومستقبلا، وهو الأمر الذى سيجعل شباب المخترعين والمبتكرين مشاركين فعليين باختراعاتهم وإبداعاتهم فى حل مشاكل مجتمعهم الناهض وبذلك يكون قد أصبح لدينا بحث علمى حقيقى وابتكارات علمية موجهة لخدمة المجتمع وتطوير وسائل الإنتاج وبالتالى زيادة المردود وارتفاع نسبة الأرباح والتى ستعود إيجابيًا على دعم المشروعات البحثية لأن المستفيد النهائى من نتائج الأبحاث لابد أن يساهم فى التمويل والصرف على المشروعات البحثية المقدمة له وبذلك نكون قد وفرنا أموالا كثيرة مهدرة كانت تصرف على أبحاث لا حاجة لنا بها على الأقل فى الوقت الراهن.