ما أعلنه رئيس جامعة القاهرة د. محمد عثمان الخشت عن قيام الجامعة بدراسة تصنيع أول سيارة مصرية الصنع من بدايتها لنهايتها إلى جانب عمل خطوط إنتاج لموتور الديزل لتصنيعه محليًا من خلال كلية الهندسة – فى سابقة هى الأولى – يعد نقله نوعية ستقلب الموازين رأسا على عقب فى شكل وفكر إدارة الجامعات المصرية والدور الذى تقوم به فى المرحلة المقبلة لتكون منتجة ومبدعة ومبتكرة وستؤدى إلى تغيير شكل العملية التعليمية لتكون مربوطة بالإنتاج والصناعة والتدريب العملى.. ومن شكل المناهج لتكون قائمة على التفكير بدلًا من الحفظ والتلقين.
هذه الخطوة ستحدث تغييرًا جذريًا فى شكل الجامعات وفى شكل الخريجين لتمدنا بالمبتكرين القادرين على الإنتاج والقادرين على التفكير العلمى المنهجى الذى يحتاجهم سوق العمل وتحتاجهم مصر فى إحداث التنمية الشاملة.. وهذا هو الدور المطلوب من جميع الجامعات فى المرحلة المقبلة إذا كنا نريد تحديث مصر لتكون فى مصاف الدول المنتجة لأن ما يحدث فى جامعاتنا حاليا من مناهج عفا عليها الزمن وطرق تدريس عقيمة وفكر تعليمى جامد قائم على الحفظ والتلقين لا يتمشى مع الدور المستقبلى المطلوب منها وهو الارتقاء بالبحث العلمى والابتكار.
فهذه الخطوة الواعدة من جانب رئيس جامعة القاهرة تعد البداية لإصلاح حال الجامعات فى مصر ووضعها على الطريق الصحيح بعد أن ضلت الطريق وانحصر التعليم فيها فى 30 سنة الأخيرة على ماذا يجب أن يفكر فيه الطالب دون أن يتم تعليمه كيف يفكر؟!.. كما تعد البداية للارتقاء بالبحث العلمى والابتكار والإنتاج فى جامعاتنا.. لتكون على استعداد لنقل التكنولوجيا فى مجال التصنيع من خلال مراكزها ووحداتها البحثية لتصبح جاهزة للتنفيذ على أرض الواقع.
والحقيقة أن د. الخشت قد بدأ التخطيط والتمهيد لتحقيق هذه الخطوة وهذا الفكر فى إدارة الجامعة بالتغيير التدريجى للمناهج لتكون قائمة على التفكير منذ أن تولى رئاسة الجامعة فى العام الماضى حيث اتخذ عددًا من الخطوات منها أنه قرر إضافة سؤال حل المشكلات فى امتحانات «التيرم الثانى» للعام الجامعى الحالى لتعويد الطلاب على التفكير وأيضا إدخال مادتى التفكير النقدى وريادة الأعمال – لأول مرة – كمتطلب دراسى بدءًا من العام القادم.. وكلها خطوات تدريجية لإنهاء زمن الحفظ وإحلال مكانه التفكير العلمى فى العملية التعليمية داخل الجامعة.
تحية للدكتور الخشت رئيس جامعة القاهرة على هذه الخطوة وهذا الفكر المستنير فى إدارته للجامعة ونطالب باقى الجامعات أن تحتذى به إذا كنا نريد الارتقاء بالجامعات فى المرحلة القادمة.