رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

سوريا.. المؤامرة مستمرة!

1111

ما أشبه الليلة بالبارحة.. فمنذ عدة سنوات وفى ذات قاعة مجلس الأمن بالأمم المتحدة، عرض كولن باول وزير خارجية أمريكا الأسبق مجموعة من الصور، مدعيًا أنها الدليل القاطع الذى لا يقبل الشك على امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، طالبًا موافقة مجلس الأمن على قيام «التحالف الدولى» بضرب عراق صدام!
والغريب – وقتها – أنه لم ينتظر تلك الموافقة، وسارع بضرب بغداد بالصواريخ والطائرات قبل النجاح فى احتلالها وتفكيك جيشها وتشريد أهلها.
ثم اتضح فيما بعد أن «الصور» كانت غير حقيقية «مفبركة»، والعراق لا يمتلك تلك الأسلحة، وأن الهدف الحقيقى هو القضاء على صدام وإخراج بغداد نهائيًا من النزاع العربى مع إسرائيل، والاستيلاء على بترول العراق بحجة سداد فواتير الحرب!
والآن.. وبعد أن نجحت روسيا فى العودة إلى المنطقة، وبالتعاون مع إيران فى إفشال المؤامرة الغربية ضد سوريا العزيزة، وبعد أن نجح الجيش العربى السورى بدعم من الأصدقاء الجدد فى هزيمة المرتزقة الممولين والمدعومين من الغرب، أمثال قوات سوريا الديمقراطية، وجيش الإسلام، وجيش الرحمن، وجبهة النصرة..، الآن وبعد أن حبكت مؤامرة جديدة.. لا يرغب الغرب (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) فى ترك سوريا فى حالها، وبلغ الأمر بتهديدها بالضرب بصواريخ ذكية!
والحجة هذه المرة.. هو ضرب القوات السورية لمدينة دومة (معقل الإرهابيين) بالغازات السامة..
هذا فى الوقت الذى يناقش فيه مجلس الأمن الموضوع ولم ينته فيه إلى قرار، مع أن سوريا دعت منظمة الحد من انتشار الأسلحة النووية لزيارة المدينة المعنية وتعهدت بتسهيل مأمورية الوفد الذى سترسله المنظمة، لبيان حقيقة ما يدعى به، وعرض تقرير مفصل بنتائج الزيارة على مجلس الأمن أو أى جهة أخرى.
وقد تابعنا جميعا على الهواء مباشرة الجلسات التى عقدها مجلس الأمن لمناقشة الموضوع، وكيف كان التلاسن والتلقيح بين المندوبين، خاصة مندوبى أمريكا وبريطانيا وفرنسا مع المندوب الروسى، لقد نقل هؤلاء المندوبين الثلاثة خلافاتهم مع روسيا بسبب موضوعات أخرى إلى مجلس الأمن والحجة هذه المرة أنها تحمى نظامًا يضرب شعبه بالغازات السامة!
والكل يعلم ويتابع أن بينهم وبين روسيا ما يسمى بحرب «طرد الدبلوماسيين»، والصعود الروسى المتنامى على الساحة الدولية، فضلا عن التوسع الإقليمى والدولى فى النفوذ والتواجد الفعّال، لقد حاولوا استخدام «سوريا» كشماعة لتسجيل نقاط إضافية فى حربهم الباردة مع روسيا.. وإيران أيضا.
ولكن من الذى سيدفع الثمن؟ ومن يتحمل فاتورة هذا الخلاف السياسى ومحاولات الإزاحة الاستراتيجية؟.. إنه الشعب السورى الأعزل.. المنكوب.. والمشرد أبنائه فى جميع دول العالم.. والذى دمرت بلاده.. وخربت بنيته التحتية.
وما يزيد الطين بلة.. أن هذا «التلكيك».. ليس جديدًا، فقد سبق وادعوا أيضا أن القوات السورية ضربت مدينة شيخون بالغاز السام، واتضح من خلال التحقيق كذبهم وتضليلهم للرأى العام الدولى.
والآن.. يعاودون الكرة.. فى تبجح وسخف ممقوت.
لقد نجح الدبلوماسى المخضرم بشار الجعفرى مندوب سوريا فى الأمم المتحدة فى تفنيد ما أدعوه، وذكرهم بجناياتهم فى كل من العراق وليبيا وغيرهما، وقرأ عليهم الدعوة الرسمية من وزارة الخارجية السورية للأجهزة والمنظمات المعنية والتابعة للأمم المتحدة لزيارة سوريا والتحقيق فى الموضوع على أرض الواقع، وعدم الاعتماد على الصور المفبركة والأخبار الكاذبة التى سربتها جماعة «الخوذات البيضاء» والتابعة للمخابرات البريطانية عن المدينة المنكوبة وأهلها.
ولكن الرجل رغم قوة حجته وسلامة منطقه بدا وكأنه يخاطب أناسًا صُم لا يسمعون!
ولست أفهم ما هى الصفة أو الحق الذى تمنحه لنفسها كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا لضرب الشعب السورى الشقيق والأعزل!
ألم يكتفوا بما فعلوا فى الشعب الليبى؟ ومن قبله الشعب العراقى؟
ولماذا لا يصفى هؤلاء الجبابرة خلافاتهم ويمارسون حروبهم الباردة مع روسيا وإيران فى أماكن أخرى؟ هل كتب علينا نحن العرب أن تكون أرضنا «ساحة حرب» لآخرين؟ بما يعنيه ذلك من قتل وتدمير وتشريد؟!
وهل المطلوب من كل نظام سياسى منتخب من شعبه أن يسلم الحكم لمجموعة من الإرهابيين المدعومين من الغرب.. وإلا اعتبر ديكتاتورًا مغتصبًا للسلطة!
ألا يعلم هؤلاء أن الرئيس المنتخب يقسم على احترام الدستور والقانون والحفاظ على الوطن وسلامة أراضيه؟ وإن لم يفعل ذلك.. سيكون مرتكبا لجريمة الخيانة العظمى.. ضد الوطن والشعب!
فهل كان على الرئيس بشار الأسد – المنتخب من شعبه – أن يسلم الحُكم للمرتزقة من المعارضة وأن يترك أرضه ليحتلها جيش الإسلام وجبهة النصرة.. وهم «صناعة» غربية مثلهم مثل داعش والقاعدة من قبل؟!
نعم.. المؤامرة مستمرة علينا كعرب.. وقد فشلوا فى تنفيذها ضد مصر بسبب تماسك شعبها وقوة جيشها، فيما نجحوا من قبل فى العراق ومن بعدها ليبيا، ومازالوا يحاولون فى سوريا.
ولكن الشعب السورى وجيشه العربى لن يسمحا لهم بذلك، وكم من باغ دمرت جيوشه على أبواب دمشق الشام، وما يحزننى فى ذلك.. هو موقف الجامعة العربية الذى يستعد الموظفون فيها للمشاركة فى مؤتمر القمة العربية، وكأن الأمر لا يعنيهم.. أو كأن سوريا.. دولة فى أمريكا اللاتينية؟
على الأقل.. أصدروا بيان شجب وإدانة واستنكار عيب.. الزمن دوار.. والأيام دول.. ولكن يبدو أن «الحرص آمال أعناق الرجال»!




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.