https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الغجر.. موسيقيون بلا هوية!

2965

الغجر.. موسيقيون بلا هوية، تاريخهم غير مدون، اعتادوا الترحال، ومزاولة الحياة بدون قيود أو شروط.. واعتادوا التكسب من اجادتهم وامتهانهم للعمل بالموسيقى والغناء والرقص وممارسة الألعاب البهلوانية واستعراض المهارات الخاصة، بالإضافة إلى مهن أخرى منها «كى» الحمير، وعلاج البهائم، وصيد الثعابين وجمع الزجاج والمعادن، وتصليح الأقفال والكوالين، وصناعة المراجيح، وعربات الألعاب النارية وتجارة الخردة والعطارة مع التسول.. وكلها أعمال وانشطة مريبة جعلت المصريين لا يثقون فيهم ويكنون لهم مشاعر عدائية.
هذا ما أكده الدكتور محمد عمران فى كتابه الجديد عن «موسيقى الغجر المصريين».. وهو كتاب مهم لأن مؤلفه قضى كل السنوات الماضية منذ تخرجه فى البحث والتسجيل والتحليل لفنوننا الشعبية والفولكلورية من خلال عمله فى متحف الفنون الشعبية، وكأستاذ فى معهد الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون.
ويعرف د. عمران الغجر فى الكتاب بقوله:هم النّوَر «اللصوص»، أو الحلب، أو الغربا أو الهنجرانية، والراقصة منهم يطلقون عليها لقب «غزيّة»، وهى الكلمة التى تطورت بعد ذلك إلى كلمة «غازية» فى المدلول الشعبى، ومنها الصيحة الشهيرة فى فيلم «البوسطجى» إخراج الراحل حسين كمال، وبطولة العملاق شكرى سرحان وسيدة المسرح القديرة سهير المرشدى.. «الغازية لازم ترحل..الغازية لازم تمشى»!.
ويُقال إن أصل الغجر من الهند، ثم انتشروا فى أوروبا وآسيا ومصر وفلسطين وحققوا فى أوروبا إنجازات فنية أكبر وأعظم.. ففى المجر كان الموسيقيون الكبار «ليست» و «برامز» و «شوبرت»، يقدمون موسيقى الغجر بتوقيعاتهم.. وكان من بين غجر المجر نجوم وأسماء لامعة، وفى أسبانيا ظهرت بصمات الغجر على الموسيقى الوطنية والأغانى القومية والرقص الأسبانى.
ويتردد كذلك أن الغجر جاءوا مصر فى العصور الأولى للخلافة الإسلامية والآن نعرف منهم الريس متقال وابن عمه شمندى، وسيد الضوى وعلى الهويدى والسيد فرج السيد وخضرة محمد خضر وأولاد مازن.
أما فنون الغناء الغجرى فأهمها هى السيرة الشعبية مثل سيرة عنترة بن شداد والسيرة الهلالية والظاهر بيبرس وقصة الناعسة بنت زيد العجاجى التى يقول مطلعها «أول ما أبدأ أصلى على النبى.. نبى عربى والمدح فيه صواب، عليك صلاة الله يا خير من هدى.. طه الذى نوره ملا المحراب»، وتقول: «الشاعر عطاه ورضاه يا أخى عطاه الكريم ورضاه عنده عذرا موجودة وياه.. مافيش وصفها فى الصبايا وتسمى يا ملك ناعسة الأجفان، تسمى يا حسن ناعسة الجفان بنت الملك العجاجى لو شفتها يا ابن سرحان حرة ولديها وجه نادى».
ومن بين الموسيقيين الغجر ، توجد فئة من المغنين تركت ميراثا من الغناء القصصى عُرف باسم قصص المداحين، ومنها قصة أيوب وفاطمة بنت برى والختام وسعد اليتيم وسارة والخليل وعالية العقيلية وقميص النبى وخضرة الشريفة، والسيد أحمد البدوى.
ويقول الدكتور محمد عمران فى كتابه الشائق إن عيال الغجر يشربون الصنعة مع لبن الأم، ويكبرون عليها، فيصبح الغناء وصناعة الآلات الخاصة بهم وهى الربابة والدف والمزمار عندهم أسهل من شرب الماء.