صالون الرأي
آباء آخر زمن!
By amrنوفمبر 24, 2019, 17:28 م
1519
استوقفتنى بشدة الواقعة الغريبة والشاذة التى شهدتها مدينة طنطا منذ أيام قليلة بين أب وأم «اتخانقوا» مع بعضهما.. فما كان من الأب ويعمل مطربًا شعبيًا ويدعى «شادى الأمير» فلسطينى الجنسية أن «رملها» العيال فى بيت أهلها وهما طفلان صغيران، الأول (5 سنوات) والثانى (3 أشهر).. فقامت الزوجة وأم الطفلين وتدعى «سها عيد» انتقامًا منه «برمى العيال» له فى بير سلم العمارة التى يسكن فيها.. ووصل العناد بينهما بأن الأب رفض إدخال الطفلين البيت وتركهما على السلم لمدة 3 أيام بدون أكل ولا شرب.. مما أثار حفيظة وإشفاق الجيران على الطفلين الذين قاموا باستدعاء الشرطة وتحرير محضر بقسم أول طنطا بعد أن وصلت حالة الطفلين إلى حالة سيئة من الجوع والعطش والبلل والتى أحالت الطفلين إلى ملجأ الأيتام (!!)
هذه الواقعة تجعل الجسم «يقشعر» من قسوتها وقسوة آباء آخر زمن على أبناء ليس لهم ذنب.. فالحيوانات لا تتخلى عن أولادها الصغار وتظل ترعاهم وتدافع عنهم حتى الموت (!!)
هذان الأبوان لا يستحقان صفة أب وأم لأن الأب والأم هما رمز الرحمة واحتضان الأبناء.. فإن يصل العناد بين أبوين أن يعرضا حياة أبنائهما للخطر والموت.. فإنه شيء لا يعقل ويؤكد أن «فيه حاجة غلط» حدثت فى المجتمع، فالمجتمع قد حدثت فيه تغيرات غريبة وشاذة وملحوظة فى السنوات الأخيرة وبالتحديد بعد ثورة 25 يناير 2011.. فى السلوكيات.. وفى الأخلاق.. وفى تماسك الأسرة.
فالزواج فى هذه الأيام أصبح يتم فى عجالة وبشكل سريع وينتهى أيضا بالطلاق السريع.. فأكبر نسبة طلاق موجودة فى مصر والنتيجة هى تشريد الأطفال وتعرضهم لقسوة الحياة والأمراض النفسية.. وهذا خطر كبير يواجه مجتمعنا وستكون له آثاره على المدى البعيد إذا لم تنتبه الدولة وتتدخل بسن القوانين التى تحفظ حقوق الأبناء عند انفصال الزوجين باعتبارهم المستقبل لهذا البلد.
فإذا ذهبنا إلى محاكم الأسرة ستسمع قصص وحكايات يشيب لها الرأى لأزواج انفصلوا عن بعضهم.. وفى النهاية المظلوم فى هذه المشاكل هم الأطفال نتاج هذه الزيجات.
لابد أن تكون هناك قوانين جديدة صارمة فى مواجهة انفصال الأزواج وتحفظ للأطفال حقوقهم بإلزام الأب والأم بالإنفاق على الأبناء عن طريق إيداع مبلغ مالى يحدده القانون يوضع بالمجلس الحسبى فى حالة حدوث الانفصال.. وأن تكون هناك غرامات مالية كبيرة تفرض على الزوجين عند الانفصال.
الأمر خطير ولا يمكن الاستهانة به ويتطلب سرعة تدخل المشرع بسن قوانين وإيجاد الحلول لحماية الأطفال فى حالة انفصال الأبوين بعد هذه الواقعة وبعد أن زادت معدلات الطلاق بشكل كبير و«اللى اختشوا ماتوا».