بكل التقدير واللهفة نتطلع إلى ما سوف يعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسى، بنفسه من ثورة إصلاحية للتعليم فى مصر – طال انتظارها – طبقا لما أعلنه وزير التعليم الدكتور طارق شوقى.. وأن هذه الثورة تبدأ من أول سنة تعليمية، للسيطرة على تنشئة الجيل الجديد الصاعد أسوة بما يتم فى سنغافورة واليابان وبنفس الوسائل التى يتم التعامل بها مع هذا النشء، والتى تبنى شخصيته، لتكون قادرة على استيعاب ما يواكب عصره من طرق حديثة ومتطورة. أما باقى المراحل الحالية فسوف تشهد تطويرًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه منها للحاق بركب التطوير.
ولم يخفِ الوزير تخوفه أو تحسبه من مقاومة بعض العقول القديمة من المستفيدين من مليارات التعليم الحالى.
ومع كل التقدير لما أعلنه السيد الوزير.. من حقنا أن نتساءل، من الذى تسبب فى هذه البلبلة وهذا التشكك؟ أليسوا وزراء سابقين، ووزارات متعددة متعاقبة كل منهم يأتى بعكس ما قبله دون ضابط أو رابط؟ أم نسينا التغييرات العنترية فى التغيير من الصف السادس الابتدائى إلى الاكتفاء بالصف الخامس ثم إلغاء هذا النظام والعودة إلى النظام السابق.. وتغيير نظام الثانوية العامة من سنة واحدة إلى سنتين.. ثم…!!
أليس من حق الشعب أن يطمئن إلى وجود آلية تضمن تحقيق الاستراتيجية المخططة حتى تمام تحقيق أهدافها مهما تغيرت الأنظمة والوزارات؟
مثل:مجلس أعلى للتعليم يضم شخصيات مختلفة فنية وسياسية وشعبية، يدرس ويخطط كل الأسباب والعناصر و….. إلخ، التى تؤدى إلى تطوير التعليم للوصول إلى الهدف التخصصى الذى يؤدى إلى الهدف العام والنهائى للدولة للوصول إلى استراتيجية محددة الأهداف والمراحل والآليات والسياسات، وتعرض على مجلس النواب لإقرارها، وتلتزم بها جميع الحكومات والأنظمة حتى تمام إنجازها وتحقيق أهدافها.. حينئذ سيأتى أى وزير ليعمل بكامل طاقات وزارته، وهو مطمئن تماما للمساندة الدستورية والشعبية، دونما هدر للطاقات فى التجريج والتشكيك.
وبهذه المناسبة أين المعلم من هذه الثورة التعليمية؟
أليس المعلم هو الأولى بالكادر الخاص، وهو من يعد الكوادر الخاصة وينشئها؟ لماذا لا يتم مد فترة الخدمة حتى سن الخامسة والستين لجميع المدرسين فى وزارة التربية والتعليم أسوة بخريجى الأزهر فى الوقت الذى نشكو فيه من قلة أعداد المدرسين؟ وخاصة أن هؤلاء لديهم خبرة لا يستهان بها؟
ثم أين الثورة من المستوى المادى للمعلم؟ أليس فاقد الشىء لا يعطيه؟
إذا كانت هناك قناعة تامة بأسباب رفع مرتبات الكوادر الخاصة التى يعلمها الجميع إلى أضعاف أضعاف المعلمين وغيرهم.
كيف بمن يريد إحداث ثورة فى التعليم أن يخطط لثورة حقيقية وهو يضع التعليم فى مرتبة تقل عن كل الكوادر الخاصة، أليس هناك تقدير خاطئ لمكانة المعلم فى النظام الحالى، كيف بمعلم نريده مثالا ومثلا لكل التلاميذ والطلاب، وهو ينحنى ليلتقط ما يقدم له من تلميذه وطالبه فى صورة دروس خصوصية أو مذكرات أو أى سبب آخر، ارفعوا رأس المعلم، يرتفع مستوى التعليم.