خاص/اكتوبر
أعربت عدد من كبار القيادات في حركة فتح عن غضبها من إعادة حركة حماس للتذكير بذكرى الانقسام والاستيلاء على الحكم في قطاع غزة ، مشيرة إلى خطورة ذكرى استيلاء حماس بالقوة على الحكم في القطاع في الرابع عشر من شهر يونيه من كل عام.
ورصدت صحف غربية تداعيات هذه الخطوة من قبل حماس بالاحتفال ، مشيرة إلى أن تعظيم ذكرى الاحتفال ونشرها والحديث عن الذكريات في هذا اليوم يشير إلى رغبة حماس في الاستئثار بالحكم ، والأدق من هذا عدم جديتها في طريق المصالحة.
ويشير معهد واشنطن للدراسات السياسية والاستراتيجية في تقرير له إلى دقة هذه القضية ، خاصة في ظل التطورات السياسية الحالية التي تعصف بالشرق الأوسط.
وعرضت التقرير تفاصيل التصريحات التي أدلت بها قيادات مسؤولة بالحكومة الفلسطينية سواء في الوقت الحالي أو بالماضي ، وهي القيادات التي اشارت إلى خطورة هذا الانقسام وتاثيرها سلبا على القضية الفلسطينية.
وأوضح التقرير ان كبار مسؤولي السلطة يرون خطوة تكرار مثل هذه الحادثة المتعلقة بالانقسام من جديد ، موضحة أن السلطة قامت بخطوات وأتخذت آليات من أجل الحفاظ على النظام والبنية السياسية للحكومة والسلطة في الضفة الغربية ، حتى لا يتكرر مثل هذا الحدث.
المثير للانتباه أن بعض من الصحف الغربية نبهت إلى أهمية هذه القضية ، مشيرة إلى الجدال السياسي الحاصل أخيرا مع تصريحات منسوبة للقيادي بالحركة فتحي حماد ، وهي التصريحات التي زعمت بأن حماد أشار إلى جهوزية حماس استلام الضفة، والحفاظ على السلام بعد انهيار السلطة برام الله. واشار التليفزيون البريطاني في تقرير له إلى نفي حركة حماس التام لإدلاء حماد لهذه التصريحات جملة وتفصيلا ، غير إن التقرير اشار إلى أن حصول هذا الجدال وتباين الآراء السياسية بشأنه إنما يعكس توترا سياسيا واضحا بين الفصيلين الابرز في الشارع الفلسطيني أي فتح وحماس ، فضلا عن توتر علاقة حركة حماس مع السلطة الفلسطينية عموما ، الأمر الذي يزيد من حدة الجدال السياسي المرتبط بهذه القضية.
بدورها أبرزت صحف غربية التصريحات التي صدرت عن بعض من القيادات التابعة لحركة حماس ، وهي القيادات التي اشارت إلى نية الحركة للسيطرة على غزة ، وهو ما أثار جدالا واسعا بين مكونات الشعب الفلسطيني بل وفي حركة حماس ذاتها.
وتشير صحيفة الغارديان في تقرير لها إلى أن قيادات في حركة حماس ترغب في فرض حكمها بالقوة على عموم المناطق الفلسطينية كما فعلت في قطاع غزة، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية خاصة وأن وضعنا في الاعتبار أن قيادات حركة حماس ومنذ اللحظة الأولى لحكم قطاع غزة وهي تشير إلى رغبتها في الانتقال بحكمها وتوسيعه من غزة إلى عموم المناطق الفسطينية الأخرى.
ونقلت الصحيفة عن قيادي فلسطيني في حركة حماس قوله أن الأبعاد الخطيرة لانقلاب حماس على الشرعية الفلسطينية وتأثيراتها باتت دقيقة للغاية ، قائلا إن حركة حماس وبما قامت به استطاعت وللأسف فصل غزة سياسيا عن الضفة الغربية والقدس ، وهو ما أدى بدوره إلى خطف قرارها السياسي وترتب على ذلك ايضا إغلاق معابرها والتضييق على حياة الناس.
وأشار هذا القيادي في هذه التصريحات التي نسبتها له الصحيفة أن القضية الفلسطينية تأثرت بذلك ، مشيرا إلى أن حماس نجحت في تعميق الانقسام راغبة في السيطرة وحكم الأراضي الفلسطينية ، في الوقت الذي يطالب فيه العالم الفلسطينيين بوحدة تمثيل لهم ، وهو ما لا يمكن القيام به نتيجة لما قامت به حركة حماس.