حكايات بخط اليد
غاندى الوسط الفنى
By amrمايو 13, 2018, 20:15 م
2687
كتب : محمد ناصر
غاندى الوسط الفنى وسيد الأدوار الصعبة.. هكذا جاء وصف الممثل القدير محمد توفيق فى مقدمة ورقة من مذكراته وصلتنى هذا الأسبوع بخط يد ابنه حسام، وكان اللقب الثالث الذى دونه حسام عن والده منسوبا إلى النقاد حيث يقول: إن توفيق أستاذ الأجيال وضمير فن التمثيل فى زمانه.. وإلى التفاصيل.
محمد توفيق من مواليد طنطا فى 24 أكتوبر عام 1908 تعلق بالتمثيل صغيرا وقت كان تلميذا فى المدرسة الابتدائية وتعلم قواعد فن التمثيل فى مرحلة الثانوى على يد الرائع أحمد علام فى المدرسة الثانوية الخديوية العليا التى التحق بها بعد الثانوى حيث ترك الدراسة والتحق بفرقة عكاشة المسرحية ثم انتقل ليعمل مع فرقة جورج أبيض ومنها انتقل إلى فرقة عزيز عيد ثم فرقة خليل مطران وفى عام 1935 أنشأت الدولة المصرية الفرقة القومية لدعم فن التمثيل وتجاوز أزمة الثلاثينيات التى بسببها أغلقت عدة دور مسرحية أبوابها، والتحق محمد توفيق بالفرقة القومية التى أرسلته فى بعثة إلى إنجلترا لدراسة فن التمثيل وهناك تعلم على يد كبار عالميين منهم الممثل العلمى لورانس أوليفيه ومايكل ردجريف وأيضا المخرج المسرحى العالمى ثيرون جاثرى، وقد حالت ظروف الحرب العالمية الثانية التى اندلعت عام 1939 دون عودة محمد توفيق إلى القاهرة، وأمضى توفيق سنوات حظر السفر وقت الحرب يعمل فى لندن مخرجا فى الإذاعة البريطانية «BBC» إلى أن وصل فيها إلى درجة كبير مخرجين.
فى عام 47 التحق بالفرقة القومية التى كان يديرها فتوح نشاطى.
فى السينما كان الخطوة الأولى مع المخرج والممثل استيفان روستى حيث عمل مع محمد توفيق فى فيلم الورشة مساعد مخرج لاستيفان روستى فى عام 1970.. «استيفان روستى وهو مصرى من أصل نمساوى كان أول مخرج ظهر فى السينما، حيث أسندت إليه المنتجة عزيز أمير إخراج فيلم ليلى الذى يمثل كثير من المؤرخين إلى اعتباره أول فيلم روائى طويل مصرى..أما أول فيلم شارك فيه محمد توفيق بالتمثيل فكان فيلم مصنع الزوجات من إخراج نيازى مصطفى عـام 1941 لـ نيازى مصطفى وهو من أوائل المخرجين الذين تتلمذوا فى استديو مصر».. وبنجاح محمد توفيق فى فيلم مصنع الزوجات حاصره المخرجون فى أدوار «الشخصيات المنسحقة».. من الأفلام التى برع محمد توفيق فى لعب مثل هذه الشخصيات فيها (دماء فى الصحراء) عام 1950و(لك يوم يا ظالم) فى عام 1951 وانتقام الحبيب الذى أنتج فى نفس العام ثم فيلم (توحة) فى عام 1958 وفيلم (الأخ الأكبر) فى عام 1958 أيضا وفى ذات العام قدم توفيق أيضا فيلم المعلمة مع يحيى شاهين وقدم عام 1960 فيلم قيس وليلى وفيلم ثمن الحرية فى عام 1964 «فيلم ثمن الحرية كتبه عبد الرحمن فهمى عن قصة كتبها الرئيس جمال عبد الناصر» وفى عام 1969 شارك محمد توفيق فى فيلم (شىء من الخوف) حيث لعب دور حافظ والد فؤادة الدور الذى لعبته باقتدار الرائعة شادية.. والذى لا يعرفه الكثيرون عن محمد توفيق أنه أثناء فترة عمله مخرجا فى الإذاعة المصرية من عام 1947 حتى عام 1968 قدم فى الإذاعة لأول مرة حكاية حسن ونعيمة وفى فترة وجوده يعمل بالإذاعة قدم محمد توفيق أعمالا عديدة أخرى: نذكر منها على سبيل الذكر: (توحة) و(ناعسة) و(العسل المُر)، و(ملاعيب شيحة)، و(المولد)، و(عبدالله النديم)، و(نوارة)، و(الدائرة)، (وفاء)، وأخرج محمد توفيق العمل الإذاعى الوحيد للمثل الكوميدى الكبير على الكسار وهو أبريت ورد شاه.
ولعل الإنجاز الأبرز فى حياة محمد توفيق كان مشاركته فى تأسيس مسرح الطليعة فى عام 1940 حيث قدم على خشبته العديد من العروض المسرحية العالمية (ست شخصيات) تبحث عن مؤلف للكاتب الإيطالى لويجى بيرانديلو وقدم مسرحيتى الخطوبة، والمفتش العام، للمؤلف الروسى بقولا جوجول. وقدم عرض انحدار القمر الأمريكى للكاتب جون شتاينيك مرتفعات وورنج للبريطانية إيملى برونتس فاوست للألمانى يوهان جوته:بجماليون للأيرلندى جورج برتاردشو.
ومن سنة 1959 حتى سنة 1961 عمل القدير محمد توفيق مخرجًا لفرقة إسماعيل يس، بعدما طلب منه إسماعيل ياسين وأبو السعود الإبيارى إخراج مسرحيات الفرقة وقدم مع فرقة إسماعيل يس 12 مسرحية هى «كنت فين امبارح، يالدفع يالحبس، عايز أحب، ليلة دخلتى. عازب إلى الأبد، مداخن للإيجار. سنة تانية جواز، حماتى فى التليفزيون، حماتى فتافيت السكر، الحبيب المضروب، ياقاتل يامقتول. عقول ستات».. كل هذه المسرحيات عمل محمد توفيق مشرفا على بعضها وأشرف على إخراج البعض الأخر.. ومن عام 1963 حتى عام 1966 تولى محمد توفيق مهمة الإشراف على فرقة المسرح الحديث وأيضا قام بإخراج بعض الأعمال فيها منها «بيوت الناس، سعيد درويش، حد مرتاح، حادث القطار».. غير الأعمال المسرحية الكثيرة الأخرى التى قدمها توفيق مع فرق مسرحية أخرى مثل سعد اليتيم رجل للإيجار، سيرك يادنيا، قنديل أم هاشم.
وفى التليفزيون شارك محمد توفيق فى مسلسلات منها (عادات وتقاليد)، (القاهرة والناس)، (هند والدكتور نعمان)، (لا إله إلا الله)، (غوايش).
منحه الرئيس عبد الناصر عام 1967 وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ومنحه السادات فى عام 1979 وساما مماثلا.
وضمن شهادات التميز والتفوق التى حملها محمد توفيق عبر تاريخ حياته الفنية، شهادة تقدير من المعهد البريطانى للإذاعة عام 46 عن دوره فى فيلم حسن ونعيمة، وشهادة تقدير من أسبانيا عن مسلسل الرجل والحصان.
27 مارس عام 2003 كان موعد رحيل محمد توفيق عن دنيانا عن عمر ناهز الـ 85 عامًا.
فى آخر حوار صحفى له قال بالحرف: «سدد فاتورة حسابى للدنيا وأنا الآن محرر منتظر فيها».