رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

إعصار تغيير التحالفات والخرائط في منطقة الشرق الأوسط

1181

استطاع أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن يتحرك فى كل الاتجاهات وبذل جهود غير مسبوقة من الاتصالات الدبلوماسية العربية المكثفة أفضت كلها إلى إرغام إسرائيل على سحب ترشيحها لشغل مقعد غير دائم فى مجلس الأمن والتراجع عن خوض سباق الانتخابات التى ستجرى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى يونيو القادم لاختيار الأعضاء الجدد فى المجلس لعامى 2019 و2020.

وهنا يمكن القول، إن العمل العربى المشترك الذى هدف إلى إفشال الترشيح الإسرائيلى على طول الخط والحيلولة دون حصولها على الأصوات التى كانت ستؤهلها للانضمام إلى الجهاز الأممى الأعلى والأهم المعنى بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين. قادر على التغيير للأفضل وإنجاز الكثير فى كل الملفات العربية المشتعلة، إن القرار العربى إذا وصل إلى حلقة التنفيذ سيتمكن من فرض ما يريد من أمن واستقرار للمنطقة.

وقد لمست عن قرب ما وضعته الجامعة العربية من خطة عمل متكاملة لتنسيق الجهد العربى للتصدى للترشيح الإسرائيلى ارتكزت على القيام بحملة دبلوماسية موسعة ورفيعة المستوى لإثناء الغالبية العظمى من الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة عن التصويت لصالح إسرائيل وفضح الممارسات العدوانية والاستعمارية التى تنتهجها إسرائيل – بصفتها القوة الوحيدة القائمة بالاحتلال على مستوى العالم – والتى تجعلها فى حالة عدم امتثال دائم لقرارات الشرعية الدولية وأحكام ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.

إن هذا العمل العربى المشترك، الذى أكد عليه وأقره مجلس الجامعة العربية فى أكثر من مناسبة، تم بشكل متناسق مع العديد من المنظمات الصديقة والأطراف الشريكة التى انخرطت كلها مع الجامعة لإفشال الترشيح الإسرائيلى، وفى مقدمتها منظمة التعاون الإسلامى والبرلمان العربى، والغالبية العظمى من الدول الأفريقية والآسيوية واللاتينية التى وقفت مع الحق الفلسطينى ورفضت الترشيح الإسرائيلى، وكذا الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى التى اعترضت على انضمام إسرائيل إلى المجلس ممثلةً عن مجموعة أوروبا والدول الغربية الأخرى فى الأمم المتحدة والتى كانت إسرائيل تنتوى الترشح فى إطارها.

إن الجامعة العربية سوف تواصل دورها النشط، بالتنسيق مع الدول العربية والمجموعة العربية فى نيويورك وبعثة الجامعة لدى الأمم المتحدة، فى التصدى لكافة المحاولات التى تقوم بها إسرائيل لتطبيع وضعيتها فى الأمم المتحدة وتبوء أى مناصب قيادية أو الانضمام إلى أية أجهزة رئاسية فى منظومة الأمم المتحدة إلى أن تنهى احتلالها للأراضى الفلسطينية وتنصاع للشرعية الدولية وتلتزم بكافة القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة.

والحدث الثانى الذى جسد إعصار التغيير فى المنطقة هو قرار الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» بالانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، وهو الأمر الذى يمكن أن يقود إلى أمرين لا ثالث لهما أن يتم بالفعل تحجيم الدور الإيرانى ومنعه من التدخلات التخريبية فى الشأن العربى المعروف فى سوريا واليمن ولبنان وحتى فى العراق ومناطق أخرى أو تعاون دول مع إيران ومن ثم فسباق الشر سوف يتسع نطاقه، وفى تقديرى، أن الأيام والأسابيع المقبلة سوف تشهد المزيد من التفاعل بكل الأشكال والخيارات المفتوحة والعالم كله يترقب وبحذر شديد نتائج انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووى الإيرانى فيما تناقش كل من إيران وروسيا والاتحاد الأوروبى والصين كل على حدة مصير هذا الاتفاق وتداعياته والتى يمكن أن تشعل المنطقة أو تدفع إيران لاستكمال برنامجها رغم العقوبات الأمريكية ويبدو أن الأيام المقبلة سوف تحمل المزيد من السيناريوهات التى تتعلق بمستقبل الاتفاق النووى الإيرانى مع الأطراف الأخرى الموقعة عليه.

وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قد أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووى الإيرانى واتهمها  ووكلائها بتفجير السفارات الأمريكية وقتل مواطنين وجنودا أمريكا، كما مول النظام الإيرانى الفوضى وإشعال الصراعات فى المنطقة ودعم المنظمات الإرهابية.

ووصف ترامب، الاتفاق النووى الإيرانى، بالكارثة  التى منحت طهران مليارات الدولارات، ولم تحقق السلم والهدوء، مبينًا أن واشنطن لديها دلائل مؤكدة أن البرنامج النووى الإيرانى كان كاذبًا، مشددًا: «الاتفاقية وأحكامها وبنودها غير مقبولة».

ثم عاد واستطرد بأنه منذ الاتفاق النووى الإيرانى، وطموحات طهران الدموية فى تزايد مستمر، لأنه سمح لها بتطوير الأسلحة والرؤوس النووية، معلنًا رسميًا أن أمريكا ستنسحب من الاتفاق النووى الإيرانى.

فى المقابل قال حسن روحانى، الرئيس الإيرانى، إن الشعب الإيرانى كان وفيا بما تعهد به فى الاتفاق النووى، مشددا على أن الاتفاقية النووية كانت بين عدة أطراف دولية وصدق عليها مجلس الأمن وليست اتفاقية بين إيران وأمريكا فقط لتعلن أمريكا انسحابها منها، مشددًا على أن أمريكا بهذا الانسحاب تعلن أنها لا تحترم الاتفاقات الدولية.

واتهم حسن روحانى ترامب بأن لديه سوابق فى الانسحاب من الاتفاقات الدولية مثل اتفاقية المناخ وغيرها.

فيما قالت، مسئولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيريني، «إن الاتحاد الأوروبى عازم على المحافظة على الاتفاق النووى مع إيران، مضيفة: الاتفاق النووى مع إيران هو أحد الإنجازات الكبرى للدبلوماسية الدولية».




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.