رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

«أسرع صاروخ في العالم» لماذا سبقت موسكو الغرب بخطوة ؟

994

بعد إعلان البنتاجون عن نجاح اختبار صاروخ «فرط صوتى» فى 13 يوليو الجارى، لم تمر سوى أربعة أيام فقط لترد روسيا بالكشف عن الفوج الثانى من صواريخ «أفانجارد» البالستية العابرة للقارات، والتى تصل سرعتها إلى 27 ماخ، وتُوصف بأنها «أسرع صاروخ فى العالم»، ما يُنذر باحتدام الصراع العالمى على تكنولوجيا «الهايبرسونيك» والذى لا يقتصر على أمريكا وروسيا بل يشمل الصين أيضًا إضافة إلى عددٍ من الدول، مثل: فرنسا وألمانيا واليابان وبريطانيا وأستراليا؛ فلماذا تقدّم الروس وتأخّر الغرب فى هذا المجال؟ وهل يمكن أن تغير الصواريخ الفرط صوتية قواعد الحرب؟

منذر جاهين

بداية هذا الصراع المثير تعود إلى حقبة الثمانينيات، حين سعت روسيا للحصول على أسلحة تفوق سرعة الصوت، لكنها سرّعت جهودها ردًّا على انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية فى عام 2002، حسب وكالات.

وأعلن الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين للمرة الأولى، أن روسيا تمتلك برنامجا للصواريخ الفرط صوتية فى العام 2018، وتشير بعض التقديرات حاليًا إلى أن سرعة الصاروخ «أفانجارد» الفرط صوتى تصل إلى 27 ماخ، ما جعل الصراع يدخل فى مرحلة جديدة.

من جانبها، أجرت الولايات المتحدة أبحاثا على الأسلحة الفرط صوتية منذ بداية الألفية الثانية، وعملت على تطورها فى إطار برنامج الضربات السريعة التقليدية التابع للبحرية، إضافة إلى برامج أخرى تابعة لفروع مختلفة للجيش الأمريكى.

وتعد روسيا أول دولة فى العالم تستخدم صواريخ فرط صوتية فى حرب فعلية، ألا وهى الحرب الروسية الأوكرانية، والتى كشفت للمرة الأولى عن استخدامها صاروخ أسرع من الصوت «تعجز عن رصده كل أنظمة الدفاع الجوى»، مما اعتبره محللون «محاولة للاستعراض وحرب نفسية ورسائل لما وراء أوكرانيا»، حسب وكالات.

وتتصدر موسكو السباق بترسانة خارقة للصوت، ومن أشهر صواريخها، «أفانجارد» و«كينجال» و«زيركون»، ويتفق الخبراء على أن روسيا متقدمة حتى الآن فى تطوير هذا النوع من الأسلحة.

ليس هذا فحسب، بل تعمل موسكو على إنشاء صواريخ فرط صوتية من الجيل الجديد، وذلك حسبما أعلن نائب رئيس الوزراء الروسى، يورى بوريسوف، فى تصريحات أوردتها قناة «روسيا اليوم»، قائلا: إن «العمل جار لإنشاء صواريخ فرط صوتية من الجيل الجديد تفوق خصائصها التقنية خصائص صواريخ متقدمة للدول الرائدة».

واعترف «البنتاجون» بأن بعض خصوم الولايات المتحدة يمتلكون قدرات فى مجال الأسلحة فرط صوتية لا تمتلكها، وجاء ذلك على لسان نائب مدير أبحاث الأسلحة فرط الصوتية فى البنتاجون، مايكل وايت، خلال مشاركة فى مؤتمر عبر الفيديو لمركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية: «لدى خصومنا ترسانات كبيرة للصواريخ فرط الصوتية، كان سابقًا بإمكاننا عدم التحرك فى هذا الاتجاه، لكن الآن لا نتمتع بمثل هذه الرفاهية، تتوفر لديهم قدرات لا نمتلكها نحن».

ووفقًا للجنرال جون هيتن، المسئول الأول فى القيادة الاستراتيجية للولايات المتحدة، خلال شهادته أمام لجنة القوات المسلحة فى مجلس الشيوخ العام الماضى، فإنه لا يوجد حتى الآن نظام دفاعى يمكن أن يصد هجوم هذه الأسلحة على الولايات المتحدة.

ويدرس «البنتاجون» حاليًا شكل هجمات الصواريخ «الهايبر سونيك» لوضع تصور عن كيفية إنشاء نظام دفاعى فعال فى المستقبل، وكشفت الوزارة حديثًا عن تطويرها منظومة أقمار صناعية لتتبع أسلحة أسرع من الصوت بقيمة 2.5 مليار دولار، وكمرحلة أولى سيتم إطلاق 28 قمرًا صناعيًّا بحلول 2025 والتى تعمل بالأشعة تحت الحمراء للتتبع مثل تلك الأسلحة.

وفى إطار محاولات الولايات المتحدة اللحاق بركب «الهايبر سونيك»، أعلن «البنتاجون» مؤخرًا عن اختبار ناجح لصاروخ فرط صوتى من صنع شركة «لوكهيد مارتن»، وقالت القوات الجوية الأمريكية، فى بيان، إن «التجربة أصبحت الـ 12 فى إطار البرنامج لتطوير صاروخ مجنح واعد يطلق من الجو AGM-183A، وهى كذلك التجربة الثالثة لإطلاق الصاروخ»، مؤكدًا أن «الصاروخ بلغ سرعة فرط صوتية، ونفذ المهام الأولية والثانوية».

ولجأت الولايات المتحدة إلى تحالف «أوكوس»، الذى يضم إلى جانبها، المملكة المتحدة وأستراليا لتطوير أسلحة فرط صوتية، حسبما تم إعلانه فى بيان مشترك عن تعاونهم فى هذا المجال، كجزء من الاتفاقية الأمنية الجديدة للتحالف فى إطار مواجهة الصعود الصينى.

ومن جانبها، تسير الصين على درب تطوير هذه الصواريخ منذ سنوات، وأعلنت بكين لأول مرة فى أغسطس الماضى عن تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية وتقليدية، كما أجرت أول اختبار على مثل هذا السلاح، فى نوفمبر 2017، وذلك على المركبة المنزلقة «أتش جى فى» التى يمكن إطلاقها بواسطة الصاروخ الباليستى «دى إف 17»، والتى تفوق سرعتها 10 أضعاف سرعة الصوت (12360 كلم/ساعة)، بل تشير تقارير إلى أن الصين أجرت 7 تجارب ناجحة على هذا النوع من الأسلحة.

وأعلنت بكين أيضًا نجاحها فى اختبار صاروخ فرط صوتى قادر على حمل قنابل نووية، خلال يونيو الماضى، وأكدت وزارة الدفاع الصينية اختبار إطلاق صاروخ باليستى من غواصة نووية قادر على استهداف أى مكان فى الولايات المتحدة، الأمر الذى يزيد من مخاطر التسلح، بحسب وكالات.

لماذا تقدّمت روسيا وتخلّف الغرب؟ بحسب كثير من خبراء الدفاع والتكنولوجيا الصاروخية، تبدو وزارة الدفاع الأمريكية متعجلة من أمرها وعازمة على تحقيق نتائج سريعة، فبدلاً من تحديد مفهوم أو مفهومين لتكنولوجيا هذه الصواريخ وإدخالهما فى عملية البحث والتطوير والاختبار ثم التقييم المدروس بعناية، اختار مديرو برامج البنتاجون المضى قدمًا فى جهود متنافسة ومتعددة، ووضعوها فى مسار يؤدى إلى إصدار نماذج أولية واختبارها بشكل سريع، على أن يتبعها حال نجاحها فى الاختبارات، البدء فى عملية إنتاج سريعة للصواريخ «الهايبر سونيك» وبدء تشغيلها، بحسب عدد من التقارير المتخصصة.

واعتبر بعض المحللين، أن تقدم العالم فى التقنيات التى تفوق سرعتها سرعة الصوت خلال التسعينيات لم يعطِ دفعة للولايات المتحدة، موضحين أن العقدين الماضيين من الصراعات الأمريكية فى الشرق الأوسط فرضت عليها تحولاً فى تركيز البنتاجون بعيدًا عن التقنيات العسكرية المتقدمة فى هذا المجال.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.