استمرارًا للإيرادات الكبيرة التي تحققها الأفلام المصرية الجديدة منذ موسم عيد الفطر الماضي، نجحت الأفلام الثلاثة التي دخلت سباق العيد الكبير في تخطي حاجز المائة مليون جنيه “معًا”، وتصدر فيلم «كيرة والجن» قائمة إيرادات أفلام عيد الأضحى، مع بداية الأسبوع الرابع له في دور العرض، حيث جاء في المركز الأول، محققًا إيرادات تزيد على 6 ملايين جنيه في الأسبوع الواحد، ليرتفع إجمالي ما حققه منذ طرحه في 30 يونيو الماضي إلى نحو 66 مليونًا .

كشف تقرير صادر عن شركة «دولار فيلم» للتوزيع، أن فيلم «بحبك» بطولة وإخراج تامر حسني، جاء فى المركز الثاني بقائمة الإيرادات اليومية، بفارق ضئيل عن إيرادات المركز الثالث والذي احتله فيلم «عمهم» بطولة محمد إمام وإخراج حسن المنباوي، بينما احتل فيلم “واحد تاني” للنجم الكوميدي أحمد حلمي، والمستمر عرضه من موسم عيد الفطر الماضي المركز الرابع فى قائمة الإيرادات بفارق كبير عن الأفلام الثلاثة الأولى، فيما جاء فيلم “العنكبوت” للنجم أحمد السقا، والذي تم عرضه مع فيلم حلمي فى نفس التوقيت تقريبًا فى المركز الأخير من حيث الإيرادات.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو.. كيف استطاعت السينما المصرية أن تتخلص بسرعة من حالة الركود بعد انتشار جائحة “كورونا”، ولماذا حققت أفلام العيدين أعلى إيرادات يومية فى تاريخ السينما؟!

فى البداية يجيب عن السؤل، المنتج أحمد السبكي ويقول إن تحقيق السينما لإيرادات يومية عالية للغاية يعود إلى زيادة الحفلات فى دور العرض إلى 6 حفلات ومضاعفة العروض خلال أيام العيد، وارتفاع سعر تذكرة السينما سبب من أسباب زيادة الإيرادات هذا الموسم السينمائي.

وتابع السبكي، أن ارتفاع الإيرادات يعود لوجود أفلام متنوعة ومختلفة فى دور السينما وهو ما يزيد من عملية إقبال الجمهور على دور العرض.

وأضاف أن الإيرادات قلت بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية عقب نهاية إجازة العيد، بسبب امتحانات الثانوية العامة التي تمثل العامل الأقوى من بين عوامل ضعف إيرادات الأفلام المعروضة حاليًا.

فيما أكد الناقد الفني محمود قاسم، أن الإيرادات اليومية التي حققتها دور العرض لم تحقق من قبل فى السينما، مؤكدًا أن السبب فى هذا الارتفاع يعود إلى زيادة عدد الصالات فى المولات الجديدة، والتفاوت فى زيادة سعر تذكرة السينما، حيث إنها وصلت فى المولات الكبيرة إلى 50%، بينما فى السينمات الموجودة بالأحياء زادت بنسبة 25%.

وأضاف “قاسم”، أن بعض الصالات تقوم بزيادة أسعار التذاكر مثل سينمات “فاميلي المعادي” بعد حصولها على موافقات بالزيادة بخلاف باقي السينمات الأخرى، لافتًا إلى أن سينما فوكس بمول مصر زودت شاشات عرض وصلت إلى 16 شاشة.

وأضاف أن إيرادات السينما بدأت فى الانخفاض بسبب طرح الأفلام الأجنبية بالسينمات عقب انتهاء أيام العيد، مشيرًا إلى أن جمهور العيد يعادل 4 أضعاف الجمهور فى الأيام العادية.

وقال عبد الجليل حسن، المستشار الإعلامي للشركة العربية للتوزيع، إن “تحقيق السينما لإيرادات عالية يعود لزيادة عدد شاشات العرض فى عدد من السينمات، وفتح عروض إكسترا سوبر نايت حتى الصباح للأفلام”.

وتابع أن الشركة العربية للتوزيع فتحت شاشتين عرض إضافيتين فى مدينة الرحاب، موضحًا أن أسعار التذاكر كانت عادية.

وأضاف أن زيادة الشاشات فى دور العرض والمولات كان له دور فى ارتفاع الإيرادات فى العيد، نافيًا زيادة أي شاشات عرض لأفلام على حساب أفلام أخرى فى السينمات التابعة للشركة العربية، مؤكدًا أن كل سينما مطروح بها الأفلام الموجودة بالموسم ووضع لكل فيلم شاشة عرض.

سينما الشعب

من ناحية أخرى، حققت تجربة سينما الشعب نجاحًا كبيرًا وأسهمت هي الأخرى فى زيادات إيرادات أفلام السينما، رغم انخفاض قيمة تذكرة السينما بها، وذلك نظرًا للإقبال الجماهيري الكبير سواء فى القاهرة أو المحافظات التي تشملها المبادرة.

وقال الفنان تامر عبد المنعم، مدير عام الثقافة السينمائية، والمسئول عن مشروع سينما الشعب، إن المرحلة الثالثة والتي بدأت بالتزامن مع عيد الأضحى الماضي شملت عرض 3 أفلام «كيرة الجن» للمخرج مروان حامد، «عمهم» للمخرج حسين المنباوي، و«بحبك» الذي يعتبر التجربة الإخراجية الأولى للفنان تامر حسني فى السينما، ليصل بها عدد دور العرض التابعة للمشروع لـ 15 قاعة فى 11 محافظة، وذلك بتذكرة موحدة 40 جنيهًا.

وأضاف مدير عام الثقافة السينمائية: «كان الهدف الأساسي بالنسبة لنا من سينما الشعب خدمة أهالي المحافظات المتعطشين للسينما، لتحقيق عدالة سينمائية ثقافية، وبالتالي كانت الفكرة أن نذهب نحن إليهم بالسينما، والمرحلة الأولى حققت نجاحًا كبيرًا فى عدد من المواقع من بينها قنا وسينما السادات وشبين فى المنوفية، سينما الشعب بالإسكندرية، لعلها كانت الأقل سينما البحر الأعظم لأنها كانت فى منافسة شرسة مع السينمات فى القاهرة والجيزة».

وأوضح “عبد المنعم”، أن المرحلة الثانية من المشروع بدأت بفيلم كيرة والجن فى قصر السينما فى القاهرة، ومحافظات أسيوط، دمنهور بمحافظة البحيرة، مسرح 23 يوليو فى المحلة، بالإضافة إلى شرم الشيح بمحافظة جنوب سيناء، أما المرحلة الثالثة التي يتم افتتاحها فى 7 يوليو الماضي، فقد شملت مدن: طنطا، دمياط وودادي النطرون بفيلم «عمهم»، ومدن قنا والوادي الجديد وكفر الشيخ بفيلم «بحبك».