https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

مواويل غالي شكري !

907

 

 

أعتقد أنه لا يوجد بين “الأخوة الناصرين” من كتب وقيم وترافع وبرر عن ثورة يوليو وفترة حكم عبد الناصر مثلما فعل المثقف الواعى والناقد الأدبى الكبير المرحوم د. غالى شكرى، أقول ذلك بمناسبة الانتهاء من قراءة “الرواية” الوحيدة، التى كتبها د. غالى بعنوان “مواويل الليلة الكبيرة”، التى صدرت عن دار الطليعة عام 1985 – وأعادت هيئة قصور الثقافة طبعها مؤخرًا ضمن برامجها وخططها المكثفة لتنمية عادة القراءة ونشر الوعى الثقافى.

نعم، للرجل أكثر من 30 إصدارًا أدبيا نشرت تحت عنوان دراسات أدبية ونقدية، منها موضوع رسالة الدكتوراة من السوربون عن “النهضة والسقوط فى الفكر المصرى” وكتابه الشهير “المثقفون والسلطة”.

ومن لا يعرف د. غالى شكرى من الأجيال الجديدة فهو كاتب وباحث ومؤرخ وناقد أدبى، ولد عام 1935 بالمنوفية وتوفى فى باريس عام 1988، بعد حصوله على جائزة الدولة التقديرية فى الأدب عام 1996.

وكان قوميًا عربيًا ومحبًا لعبد الناصر ومتحمسًا لثورة يوليو 1952، ولكنه كان أيضًا يسارى الفكر يميل للحياد عند نقد الأحداث والأشخاص ولكن بكل جرأة وصراحة وموضوعية، خاصة عندما تعرض لفترة التحول من النهج الناصرى إلى النهج الساداتى فى إدارة البلاد والانفتاح على الخارج وإقامة بعض التحالفات الإقليمية والدولية، والرواية التى نحن بصددها ليست كالمتعارف عليه فى الروايات التقليدية من صراع بين شخوصها وحبكة روائية ثم انفراجه وخاتمة قد تكون مفاجئة للقارئ!

ولكنها عبارة عن تسجيل وسرد وتقييم لثورة يوليو ومقدماتها، وما يلى ذلك من أحداث وصراعات وحروب، والطريف أن أغلب أحداثها تدور بين الأتيلية “مكان تجمع اليساريين” وحزب التجمع بميدان سليمان باشا بوسط البلد، وتبدأ الأحداث بصحفية دارسة للقانون تعثر مصادفة على ثلاثة ملفات سرية تخص ثلاثة أشخاص مختلفة، ولا أحد يعلم هل هم متهمون أم ضحايا؟!، إلا بعد قراءة “المحاكمة” التاريخية.. اعتمادًا على أقوال الشهود فقط!

والملفات الثلاثة تخص فلاح مصر “عوضين”، والصحفى اليسارى إسماعيل المهدى ثم المرحوم جمال عبد الناصر.

ومن خلال استعراض الملفات الثلاثة يتم التعرف على طبيعة الحياة فى مصر سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا قبل الثورة وكيف ولماذا حدث حريق القاهرة؟ وكيف تكون الوعي الثوري لدى عبد الناصر فى أثناء حرب 1948، وحصار الفالوجا، بعد أن تأكد أن الطريق للقدس يجب أن يمر بالقاهرة.

لقد ربط بذكاء شديد بين أشخاص الروايات الثلاثة من حيث أهداف الثورة وما أصدرته من قوانين أنصفت الفلاح المصرى وقضت على الأقطاع، ولكنها افتقدت الديمقراطية وحالـــت للاســـتبداد وحبــــس المناضلين.. يحكى المؤلف عدة وقائع مختلفة ولكنها مواويل مصرية، أحيانًا يكون الموال بحراوي، وآخر يكون صعيدي وثالثه جبلي!

أعتقد أن العــرض والتلخيص لـــن يفى أو يغنى عن قراءة الرواية غير المتكررة!