https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

واشنطن واتفاقية أمنية مع الدوحة

199

سوسن أبو حسين

 

ماذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية من قطر بعد الهجوم الإسرائيلي عليها واختراق سيادتها وبعد قرار القمة العربية الإسلامية بمراجعة دولها العلاقة مع الكيان ولماذا تطلب واشنطن فى اليوم التالي للقمة التعجيل بتجديد اتفاقية للدفاع وهل نفهم أن هذه الحالة إذا ما تعرضت لعدوان إسرائيلي ثان سوف تضرب واشنطن تل أبيب؟ فى الحقيقة الأمور واضحة وهي منع الدول الخليجية والعربية والإسلامية من إبرام اتفاقيات عسكرية رادعة للكيان الصهيوني الذي يهدد السلم والأمن الدولي ويعرقل ما أعلنه البيان الخليجي بتفعيل آليات الردع الأمني إذن نحن أمام مواقف متناقضة وكلها محاولات من ترامب للحصول على أكبر مصالح من دول الخليج والتعامل بالقطعة مع كل دولة على حدة لكن الواقع مختلف ويقول للرئيس ترامب إن جدار الثقة انتهى وانهدم من خلال الممارسات التى تقوم بها تل أبيب ويكفى أن أشير هنا إلى كلمة أمير قطر خلال القمة والتى عكست حجم الغضب والإعلان عن التناقضات فى المواقف وإعلانه أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يحلم أن تصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية، وحكومة إسرائيل تعتقد أنها ستفرض الأمر الواقع على العرب. مؤكدا أن بلاده عازمة على مواجهة العدوان الإسرائيلي واتخاذ إجراءات القانون الدولي كافة للدفاع عن أنفسنا، مشيرا إلى أن إسرائيل طرف لا يعترف بأي خطوط حمراء، ولو قبلت مبادرة السلام العربية لوفرت مآسي لا تحصى. وللأسف تستمر الإدارة الأمريكية فى أسلوب الخداع عندما أرسلت وزير خارجيتها ماركو روبيو، إلى قطر كي يعلن أن العلاقة بينها وبين الولايات المتحدة أقوى من ذي قبل وأنهم على وشك الانتهاء من إكمال اتفاقية لتعزيز تعاون دفاعي وتجديده وذلك بعد أن أثار الهجوم الإسرائيلي على قادة حماس فى قطر مؤخرا إدانة واسعة النطاق، والأكثر من ذلك طلب الوزير الأمريكي من قطر مواصلة القيام بدور الوساطة، معربا عن تقدير أمريكا الكبير للدور البناء الذي تلعبه فى محاولة إنهاء الحرب. ثم عاد ليؤكد أن بلاده لا تزال متحالفة مع إسرائيل رغم حربها والإبادة الجماعية المستمرة على غزة، وقال إن حماس “تشجعت” باعتراف الغرب بدولة فلسطينية. بل وتنتقد واشنطن الدول الأوروبية فى مواقفها ورغبتها فى الاعتراف بدولة فلسطين، والغريب أن الكيان قد اتخذ القرار بإعادة احتلال غزة وضم الضفة الغربية وهنا السؤال يفرض نفسه:
هل أنتم تريدون التفاوض من أجل السلام أم التفاوض للاستمرار فى حرب الإبادة وضم الأراضي الفلسطينية بقوة السلاح ومن يعارض فهو متهم بمعاداة السامية والولايات المتحدة الأمريكية وأحيانا يتم وصفه بالإرهابي؟ إن الوضع جد فى منتهى الخطورة ولذا حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته فى القمة من كارثية هذا الوضع ووجه رسالة إلى الشعب الإسرائيلي لافتا إلى أن ما يحدث حاليا يجهض كل فرص السلام.