المرأة والطفلنجوم وفنون
غابت البرامج فاحتل الموبايل عقول أطفالنا
By amrأغسطس 22, 2022, 14:47 م
1060
فى فترة الثمانينيات وأوائل التسعينيات كان التليفزيون المصرى يخصص مساحة كبيرة من البرامج الإعلامية المقدمة خصيصاً للطفل، وأيضا كانت بعض الصحف والمجلات تخصص مساحة للطفل، فنذكر برنامج «البرلمان الصغير» الذى كان يساعد فى بناء وجدان الأطفال ويعزز ثقته فى نفسه من خلال إبداء رأيه والتعبير بكل حرية عن المشاكل التى قد تواجهه، بالإضافة إلى برنامج «سينما الأطفال» وبرنامج «تسالي» وبرنامج «أجمل الزهور» وبرنامج «عروستي» وغيرها من البرامج التى كانت تهدف إلى تعديل سلوكيات الأطفال وتعليمهم وتربيتهم وتساعد على نشأتهم بطريقة سليمة.
شيماء مكاوي
أما الآن فتراجعت تلك البرامج كما تراجع اهتمام الإعلام بالطفل وأصبحت وسيلة الطفل فى الترفيه لا تناسب عمره تماما ويتلقاها من خلال الموبايل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى والتى ساعدت بشكل مباشر فى زيادة معدل العنف لدى الأطفال والعديد من السلوكيات الخاطئة.
وفقاً للعديد من الأبحاث التى أجراها المجلس القومى للطفولة والأمومة فإن أى مؤسسة إعلامية تنتهك حقوق الطفل إذا كان وقت البث المخصص لبرامج الطفل والأسرة أقل من 25% من إجمالى الوقت فى القنوات العامة، وإذا لا يتم منح منتجى وسائل الإعلام فرصة لتقديم محتوى هادف للطفل.
وتحقيقا لرؤية مصر 2030 والتى تحمل فى مضمونها الالتزام بـ «عالم يستثمر فى الأطفال… عالم يعيش فيه كل طفل بمأمن من العنف والاستغلال» تم صياغة مدونة السلوك لإعلام الطفل والأسرة لتنشيط دور الإعلام المصرى فى دعم حقوق الطفل فى الحق فى حرية التعبير، والحق فى أن تحصل قضاياهم على التغطية الإعلامية الكافية والمنصفة والحق فى الحماية من التهميش.
فى البداية تقول
د. ريهام عبد الرحمن باحثة فى الصحة النفسية والإرشاد الأسرى جامعة القاهرة: الأطفال ركيزة هامة من ركائز الأسرة والمجتمع وبالتالى ينبغى الاهتمام بهم وبالمحتوى المقدم لهم عبر شاشات التليفزيون وبعض وسائل التواصل الاجتماعي، وللأسف الشديد لم يعد هناك أى اهتمام من جانب الإعلام بالمحتوى المقدم للطفل؛ حيث غابت عن التليفزيون بعض البرامج الكرتونية والثقافية التى تغرس لدى الطفل حب الثقافة واكتشاف العالم والانتماء للوطن مثل برنامج البرلمان الصغير، عصافير الجنة، عروستي، وأيضا برامج الكرتون الهادفة.
وأكدت أن معظم القنوات الفضائية انشغلت بتقديم برامج بعيدة كل البعد عن تربية النشء ونظرا لاختفاء البرامج الهادفة والتى كانت تنمى لدى الطفل إدراك قضايا المجتمع والتفاعل فيه، فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعى هى البديل لهذه البرامج فى الوقت الحالي، وقد أثبتت الدراسات النفسية أن ٥٥% من الأطفال والمراهقين يعانون من أعراض مثل» الاكتئاب، وضعف التحصيل الدراسي، وانعدام الثقة بالنفس» نتيجة للجلوس بشكل متواصل على مواقع التواصل الاجتماعى سواء للعب أو مشاهدة فيديوهات اليوتيوب مما أدى لوصولهم لمرحلة إدمان استخدام الهاتف المحمول.
ويقول الناقد الفنى محمود قاسم: تراجع الاهتمام بالطفل من جانب الإذاعة والتليفزيون، وكأن الأطفال ليسوا شريحة من شرائح المشاهدين مثلهم مثل الكبار، لهم حقوق بل أهم من الكبار لأن البرامج التى كانت تقدم والمسلسلات وغيرها من الأعمال الهادفة كانت تساعد بشكل أو بآخر على تنشئة الطفل وتربيته وتعليمه الصواب والخطأ، ولكن انحدر بنا المستوى تماما ولا يوجد اهتمام بالطفل خاصة من جهة الإنتاج.
وأضاف: قدمت دراما للإذاعة خاصة بالأطفال كمؤلف منذ 20 عاما والآن تم وقف إنتاج مسلسلات بالإذاعة والتليفزيون على الرغم من أن الإنتاج الإذاعى قليل التكلفة مقارنة بالتليفزيون، ولا يوجد اهتمام بإنتاج مسلسلات أطفال إذاعية.
وقال السيناريست وليد يوسف: أى جهة إنتاج تتجاهل أعمال الأطفال وتعتبرها أعمالا خاسرة.
وقالت الإعلامية صفاء أبو السعود: بالفعل اختفت البرامج والمسلسلات الدرامية التى تهتم بالطفل منذ فترة كبيرة وتلك المشكلة مشكلة خطيرة للغاية لأن جميع البرامج والمسلسلات والفوازير التى كانت تعرض فى الماضى تحمل هدفا وهو تربية الطفل تربية سليمة.
وتقول د. هبة العيسوى أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس: اختفاء البرامج والأعمال الدرامية التى تخص الطفل أمر خطير للغاية لأن الأطفال أصبحوا يشاهدون الأعمال المتعلقة بالكبار ومعظم تلك الأعمال تتضمن مشاهد عنف أو إثارة، والطفل دائما يحب التقليد ويعتبر الفنان الذى يشترك فى العمل مثله الأعلى ويبدأ فى تقمص شخصيته وتقليده مما يؤثر سلبيا على تنشئة الطفل التنشئة السليمة.