نأمل أن تلتزم الدول المشاركة فى مؤتمر المناخ بشرم الشيخ بتعهداتها الفنية والمالية.. والتى قدرت بمائة مليار دولار سنويًا تدفعها الدول المتقدمة إلى الدول المتضررة من تغير المناخ وتعرضها لانبعاثات مضرة بالبشر والنباتات والحيوانات!

وقد شهد المؤتمر العديد من المبادرات الجديدة والقيمة، منها مبادرة بنك التنمية الإفريقى تحت اسم ” تسريع التكييف” مع المتغيرات المناخية، وقد حشد لانجاحها حوالى 25 مليار دولار.

مبادرة أخرى أطلقها ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان لعلاج ما تسببه التغيرات المناخية لمنطقة الشرق الأوسط.

أما الثالثة فكانت مبادرة “نوفى” التى أطلقتها – برعاية مجلس الوزراء، وزيرة التعاون الدولى د. رانيا المشاط، وهى عبارة عن برنامج للنهوض بالزراعة المصرية وتحسين إنتاجية الأراضى من خلال الربط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة وتحفيز جهود التحول إلى الأخضر، وتحاول الوزيرة النشيطة حشد التمويلات الأئتمانية الميسرة، فضلًا عن المنح بإجمالى 14.8 مليار دولار.

والمبادرة الرابعة هى التى اقترحها المصرى الأصيل د. محمود محيى الدين، الذى اختارته مصر رائدًا لمؤتمر المناخ.

وكان قد عرضها منذ عام على وزير الخارجية سامح شكرى باعتباره رئيسا لقمة شرم الشيخ.. فأبدى إعجابه بها وأوصى أن تكون تحت رعاية رئيس الوزراء، والذى شكل لجنة خاصة للمبادرة مع توفير الدعم الكامل لها، وتم اختيار السفير هشام بدر؛ لتولى الأمانة العامة للجنة التى من المقرر أن تستمر فى عملها لأجل غير مسمى.

والمبادرة التى نحن بصددها وهى الأكثر إفادة للمواطنين العاديين، خاصة فى المحافظات عبارة عن مسابقة للمشاريع الخضراء الذكية، وهى المشروعات التى تقام على أفكار جديدة وتمثل قيمة مضافة للاقتصاد المصرى، مثل مشروعات تحلية المياه بتقنيات جديدة، أو إعادة تدوير البلاستيك، وكذلك مشروعات الطاقة المتجددة واستخدام المخلفات الصلبة فى ذلك.

وقد تقدم للمسابقة أكثر من 6280 مشروعا تم تصنيفهم من خلال لجنة التحكيم، التى رأسها د. محمود محيى الدين إلى 18 مشروعًا فاز منها ثلاثة بالمراكز الأولى، وهذا بخلاف اختيار 27 مشروعًا جديدًا بمثابة سفراء التنمية فى المحافظات المصرية.

كما أطلقت د. هالة السعيد، وزير التخطيط فى ذات المؤتمر، الذين حضره رئيس الوزراء والمحافظون مبادرة ” القرية الخضراء”، التى تستهدف تأهيل قرى المبادرة الرئيسية “حياة كريمة” للتوافق مع المعايير البيئية العالمية.

وتبقى الإشارة إلى نجاح مصر المذهل فى تنظيم هذا المؤتمر السنوى بالتعاون مع الأمم المتحدة وهذا النجاح وضع مصر ” على الهواء” مباشرة لمدة أسبوعين، فى جميع أنحاء العالم، واعتقد أن مصر سوف تجنى ثمار هذا النجاح قريبًا سياحيًا واستثماريًا.. إن شاء الله.