لابد وأن نعترف أن مصر بجيشيها العسكرى والمدنى لهما الفضل فى الاستقرار وتنمية الموارد، والرد على الأعداء بنجاح منقطع النظير اعترف به الجميع وأبكى أهل الشر الذين يتربصون بالوطن.

الكل تحدث بأن أنظار العالم تتجه إلى مصر، بتركيز وباهتمام كبير، ولكنى اختلف وأقول إن العالم كان موجودا بكثافة داخل مصر، خلال انعقاد قمة المناخ، بمشاركة قادة العالم ورؤساء الحكومات ولفيف من الشخصيات الدولية والخبراء، لمناقشة القضية المحورية، إن مصر تدرك أن قضية تغير المناخ قضية وجودية، ولابد من خلق توافق دولي من أجل الانتقال من مرحلة التعهدات إلى التنفيذ.

ومعروف بأنه تم إطلاق اسم “كوب التنفيذ” على قمة COP 27 منذ البداية، للانتقال من التعهدات إلى تنفيذ الالتزامات، بشكل قاطع لتحقيق الهدف المشترك فى قضية تغير المناخ.

إن قضية تغير المناخ هى قضية وجودية ويجب التعامل معها بكل جدية ويجب أن يكون هناك توافق دولي حول الأسلوب الأمثل لمواجهة هذا التحدي، وهو مواجهة فوضى التغيرات المناخية التي لا رجوع عنها”، خاصة أن عدد سكان العالم ارتفع إلى 8 مليارات نسمة، لذلك بات مستقبل البشرية فى خطر، وهو ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيرش، وهو يتفق مع ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسى بأهمية سرعة التنفيذ، إضافة إلى الصراحة والمكاشفة والانتقال من الأقوال إلى الأفعال التى تنعكس على حماية الكوكب من الدمار، وهو يتحدث عن حماية الإنسانية وحرص على توجيه نداء لوقف الحروب والاهتمام بالبناء والسلام والتنمية، وهذه هى مصر (ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ)
(اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ)، كما جاء فى كتاب الله العظيم.

ويقينى أن مصر سوف تنتقل إلى مرحلة عبور جديدة من الوفرة والخير للأجيال الراهنة والقادمة، وقد لفت نظري حجم الاتفاقيات والمشاريع التى يتم توقيعها لإيجاد حياة أفضل لأن قضية التغييرات المناخية واحدة من أهم القضايا التي تهتم بالإنسانية، وتؤثر على حاضر ومستقبل هذا الكوكب، وما لفت نظرى أيضا ما أعلنه “سامويل وربيرج”، المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية، من أن قمة المناخ فى مصر أهم قمة فى التاريخ وحان الوقت لنمر من الكلام والخطابات للتطبيق، قائلا: “نرى كل يوم التحديات والتأثيرات من تغير المناخ من فيضانات لحرائق”.

وأتوقع أن تتفهم الدول الصناعية الكبرى الأضرار الناجمة عن استخداماتها المضرة للبيئة، والتى تؤثر على الغذاء والطاقة وتساهم فى تعويض الدول النامية والفقيرة من الأضرار التى لحقت بها.