الرئيسية سياسة بفضل تهريب ثروات «الأوليغارشية» العقوبات ضد روسيا.. كنز لدولة الاحتلال!
سياسةشئون دولية
بفضل تهريب ثروات «الأوليغارشية» العقوبات ضد روسيا.. كنز لدولة الاحتلال!
By amrمارس 14, 2023, 16:53 م
714
فى ظل العقوبات الغربية، التى تم فرضها على روسيا إثر عملياتها العسكرية فى أوكرانيا، أوشك الكيان الصهيونى على مواجهة ورطة معقدة للغاية، أول فصولها فقدان أحد أهم مصادر التمويل للمشروع الصهيوني من الخارج، الذى تموله الفئة اليهودية من الأثرياء الروس فى العالم، الذين يطلق عليهم « الأوليغارشية الروسية»، إلا أن الأمر انعكس إلى استفادة كبيرة بالنسبة لدولة الاحتلال بعد أن تهرب هؤلاء اليهود الروس من تلك العقوبات بضخ ملايين الدولارات خلال الشهرين الماضيين لصالح الجاليات والمنظمات اليهودية.
كتبت : سمر شافعى
وانعكست العقوبات الغربية ضد روسيا على قائمة تضم 26 ثريًا من الأوليغارشية الروس اليهود بدول أوروبا، الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية والموالين أيضًا للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وأصبحوا ملاحقين من قبل الشرطة الفيدرالية الأمريكية أينما ذهبوا، من أجل حمل دولة الاحتلال على التأثير على الرئيس الروسى للتراجع.
وهناك حاليًا 30 ألف مليونير يهودى يعيشون فى روسيا لديهم حق العودة لإسرائيل، وأظهرت بيانات نشرها موقع « كلكاليست» أنه يوجد فى موسكو وحدها 25 ألف مليونير يهودى، وهذا هو المكان الذى تتركز فيه معظم الثروة فى روسيا.
والأوليغارشية الروس هم مجموعة من رجال الأعمال الفاسدين، الذين جنوا مليارات الدولارات خلال عصر الخصخصة الروسية فى أعقاب تفكيك الاتحاد السوفيتى فى تسعينيات القرن الماضى، بإجراء صفقات غير رسمية مع مسئولى الاتحاد السوفيتى السابقين كوسيلة للحصول على ممتلكات الدولة.
وبعد أن أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن مع بدايات الحرب بين روسيا وأوكرانيا ضرورة ملاحقة هؤلاء ممن يساندون بوتين، تم تشكيل فريق عمل مخصص؛ لملاحقة جرائم الأوليغارشية الروسية، وتضمن ذلك « مصادرة يخوتهم وشققهم الفاخرة وطائراتهم الخاصة».
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن العقوبات الاقتصادية على روسيا تسببت فى هذا الوقت فى انخفاض أسعار أسهم الشركات الروسية الكبرى فى البورصات حول العالم، وتراجع قيمة الروبل بشدة، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الفائدة فى روسيا إلى 20٪، وبالتالى أصبحت الأمور تتغير للأسوأ بالنسبة لرجال الأعمال اليهود، الذين لديهم علاقات أو أنشطة فى روسيا.
وبالتالى كانت هناك زيادة ملحوظة فى اهتمام رجال الأعمال اليهود العاملين فى روسيا بإخراج أموالهم من البلاد، وفكر حينها هؤلاء الأثرياء اليهود فى الفرار من تلك العقوبات بطريقتين، أولاهما، الهروب بتلك الأموال مع جوازات سفرهم الإسرائيلية إلى الأراضى المحتلة، إلا أن الأمر صار بعيد المنال بعد أن مثلت العقوبات أكبر المعوقات التى تسببت فى إثناء الأثرياء اليهود الروس عن فكرة السفر إلى دولة الاحتلال، وذلك نظرًا لأن الحوالات الدولية خضعت لتدقيق متزايد فى جميع أنحاء العالم، وذلك فى الوقت الذى حاولت فيه البنوك التكيف مع سيل العقوبات الجديدة، وبالفعل علقت بعض البنوك الإسرائيلية حوالات مصرفية من الروس الذين يعيشون فى أوروبا للتأكد من أنها ممتثلة للعقوبات.
فى الوقت الذى أرسلت فيه الولايات المتحدة برسالة إلى دولة الاحتلال؛ لحثها على ضمان عدم تحويل الأموال الروسية الخاضعة للعقوبات إلى البنوك الإسرائيلية، على خلفية الغزو الروسى لأوكرانيا.
وللهروب من هذه المعضلة، ذكر موقع «كلكاليست» الإسرائيلى أن الأثرياء اليهود من روسيا لجأوا إلى الطريقة الأخرى، وهى نقل أموالهم خارج روسيا بطرق ملتوية، عن طريق ضخ أموالهم لشراء عقارات أو أراض داخل دولة الاحتلال أو شراء شركة ما أو مقابل خدمات طبية أو تحت مسمى تمويل مستوطنات يهودية أو بضخ أموالهم فى تبرعات تذهب إلى مؤسسات تمول الجاليات اليهودية حول العالم.
ويأتى على رأس أثرياء روسيا المشمولين فى قائمة العقوبات الغربية، الذين ركزت عليهم الصحف الإسرائيلية، رجل الأعمال الروسى اليهودى، وأحد أهم الموالين للرئيس الروسى، وهو ميخائيل فريدمان، الذى يحمل أيضًا الجنسية الإسرائيلية، وتقدر ثروته بـ 15 مليار دولار، وهو أحد مؤسسى «ألفا جروب»، التى تمتلك بنوكًا وشركات نفط وسلسلة سوبر ماركت وشركات اتصالات وغيرها، بحسب «فوربس».
وأعلنت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة فى بريطانيا فى ديسمبر الماضى، أنها ألقت القبض على فريدمان بلندن، فى إطار مكافحة الأوليغارشية الروسية فى بريطانيا، للاشتباه فى تورطه فى غسل الأموال وجرائم أخرى.
لكن تم الإفراج عنه على الفور بشكل مفاجئ بكفالة، ولم يتم إثبات التهمة الموجهة له بغسيل الأموال، بعد أن تبرع فريدمان واثنان آخران من الأوليغارشية الروسية اليهودية المتهمين بدعم نظام بوتين، وهما بيتر أوين وجيرمان كان، بمبلغ 10 ملايين دولار لليهود فى أوكرانيا، بحسب «يديعوت أحرونوت».
ويذكر أن فريدمان هو المؤسس والممول الرئيسى لمؤسسة جينيسيس الخيرية، التى تدعم تعزيز الهوية اليهودية لليهود الناطقين بالروسية فى جميع أنحاء العالم.
ومن بين الأوليغارشية الروس الذين ركزت عليهم الصحف الإسرائيلية، فيكتور ويكسلبرج، أحد مساعدى الرئيس بوتين، الذى استولت الولايات المتحدة والشرطة الإسبانية، بسبب العقوبات الأمريكية، على اليخت الخاص به بقيمة 90 مليون دولار بأسبانيا، وتقدر ثروته بنحو 15 مليار دولار.
هناك أيضا شخص آخر يعد من أشهر أثرياء يهود روسيا، المشمولين فى قائمة العقوبات الغربية، وهو رومان إبراموفيتش، مالك فريق تشيلسى الإنجليزى، الذى يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والبرتغالية أيضًا، وللهروب من هذا الأمر تبرع إبراموفيتش هو الآخر بمبلغ كبير، لم يتم ذكره بالتحديد، لمنظمة «ياد فاشيم» الإسرائيلية، وهى مؤسسة رسمية معنية بتخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست من اليهود، حتى أن منظمات يهودية ناشدت الإدارة الأمريكية عدم إدراج إبراموفيتش فى قائمة العقوبات.
وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أنه من الصعب تقدير عدد الأوليغارشية اليهود، الذين يعيشون فى روسيا، مشيرة إلى أن أغنى يهودى فى روسيا، اليوم، هو ليونيد ميخيلسون، الذى تقدر ثروته بـ 24.9 مليار دولار، وفقًا لبيانات عام 2021، يأتى بعده فريدمان فى المركز الثانى بقيمة 15.5 مليار دولار، وإبراموفيتش فى المركز الثالث، يليه فى الترتيب مايكل بروخوروف وفيكتور ويكسلبرج.