تشهد العواصم العربية والإقليمية وحتى الدولية نشاطا سياسيا ملحوظا لتغيير الوضع فى سوريا، وتقديم الحلول التى تساهم فى حل الملف المتشابك، وقد بدا ذلك واضحا خلال التقارب المصرى التركى والتفاهم السعودى–الإيرانى وانفتاح كل من الصين وروسيا بالتواصل مع العواصم العربية لاكتمال حلقات كانت مفقودة حول ملفات الأزمة فى اليمن وسوريا وليبيا، ومؤخرًا التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى وفدًا روسيًا رفيع المستوى، ضم نائب رئيس الوزراء الروسي، والممثل الخاص للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، والحديث هنا يتعلق بتمتين العلاقات الثنائية والتفاهم حول الأزمات السالفة الذكر، كما استقبلت مصر وزير الخارجية التركى مولود تشاووش أوغلو، وهى الزيارة التى تعتبر وفق تصريحات الخارجية المصرية، بمثابة تدشين لمسار استعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين.

وقد دخلت واشنطن على الخط من خلال ترحيب جيك سوليفان، مستشار الأمن القومى الأمريكى، بزيارة مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي، إلى القاهرة ولقاء نظيره المصرى سامح شكرى.

كان وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو قد كشف عن زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للقاء الرئيس
عبد الفتاح السيسي، خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى وجود ترتيبات تجرى على مستوى وزيري الخارجية للترتيب لقمة مصرية تركية، لافتا لوجود رغبة للعمل على إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين فى أسرع وقت، واتصالا بالتحرك السياسى لدعم سوريا قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن أنقرة تدعم استمرار المحادثات مع النظام السوري لافتا «ليست لتركيا نيات أو أطماع، ولا تعد قوة احتلال فى شمال سوريا، وهدفها هو الدفاع عن أمنها وحماية حدودها وشعبها من الهجمات الإرهابية».

وسبق كل ذلك عقد لقاءات لمدة طويلة بين أجهزة المخابرات فى تركيا وسوريا بوساطة من روسيا، فى إطار مسار تسعى إليه روسيا لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.

وجاء بعد ذلك إشراك إيران فى مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق، بعد أن أعلن أردوغان بداية العام الحالى «من المفيد مشاركة إيران فى المحادثات وهو ما أيدته موسكو.

وفى جامعة الدول العربية كان للأمين العام أحمد أبوالغيط لقاء مع المبعوث الأممى إلى سوريا جير بيدرسون وكان الحديث حول مجمل التطورات المتعلقة بالأزمة السورية، وبعد ذلك بيوم التقى رئيس الإمارات محمد بن زايد  فى أبوظبى  مع الرئيس السورى بشار الأسد واتفق على أهمية عودة سوريا لمحيطها العربي وبناء الجسور وتوطيد العلاقات بين كل الدول العربية لصالح شعوبها.