رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

إجراءات مضادة..روسيا تهدد باتخاذها بعد انضمام فنلندا للناتو

271

ضاعفت عملية الانضمام السريع لــ «فنلندا» التى يبلغ طول حدودها 1300 كيلومتر مع روسيا، الحدود البرية الروسية مع حلف شمال الأطلسي، كما عززت فنلندا قوات التحالف بإضافة، جيش قوى بقوة قوامها 280 ألفًا  فى زمن الحرب وواحدة من أكبر ترسانات المدفعية فى أوروبا، كما يعزز موقعها الاستراتيجى دفاعات الناتو على الحدود الممتدة من دول البلطيق المعرضة للخطر إلى منطقة القطب الشمالى ذات المنافسة المتزايدة، وهو ما اعتبرته روسيا تهديدا وجوديا أعلنت على أثره عن اتخاذ إجراءات مضادة لضمان أمنها التكتيكى والاستراتيجي، واستقبلت قرار الانضمام بتعزيز إمكاناتها العسكرية فى الاتجاهين الغربى والشمالى الغربي، والتحذير من «إجراءات مضادة» لعضوية فنلندا فى حلف الناتو.  وفى ضوء هذه التطورات رصدت وسائل إعلام عالمية وتحليلات مختصين تداعيات هذه التطورات على مستوى التغيرات فى الاستراتيجيات الأمنية لكل من روسيا وحلف الناتو، والفوائد والالتزامات والتهديدات المحتملة التى يمكن أن تواجهها الدولة الاسكندنافية فى ضوء تداعيات هذه التطورات..

صفاء مصطفى

تعقيبا على انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسى أوضح «موقع إيرونيوز» أن انضمام فنلندا إلى حلف الناتو يخلق  نوعًا من «الجدار الاستنادي» حول روسيا، بدءًا من شمال أوروبا مع فنلندا وصولاً إلى الشرق، حيث عزز الناتو وجوده العسكرى على جانبه الشرقى بعد اندلاع الحرب فى أوكرانيا – أولاً مع إستونيا ولاتفيا، ليتوانيا وبولندا، ثم مع مجموعات قتالية جديدة فى رومانيا وبلغاريا وسلوفاكيا والمجر.

مكاسب استراتيجية متبادلة

وأوضح «فابريس بوثير» زميل استشارى كبير فى المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية ورئيس وحدة سياسات الناتو السابق أن المكاسب متبادلة من انضمام فلندا إلى حلف شمال الأطلسى الناتو قائلا: «إنه مكسب متبادل. بالنسبة لفنلندا، من الواضح أنها جزء من تحالف دفاعى أوسع. لكن حلف الناتو يربح أيضًا لأنه أولاً، مع فنلندا، ثم السويد قريبًا، يقوم بسد نوع من الفجوة التى كان الناتو يتعامل معها على مدار العقود القليلة الماضية فى منطقة البلطيق.

جدية الرد الروسي

وحول رؤيته للرد الروسى المتوقع أوضح «فابريس بوثير» أنه من المؤكد أن روسيا ستأخذ المادة الخامسة من معاهدة حلف الناتو على محمل الجد،  وهنا، على الحلف أن يفترض  أنه بعد أن أصبحت فنلندا تحت ضمن دول الحلف، قد يلعب الروس لعبة التهديد والابتزاز المعتادة، إلا أنه ليس من الواضح إلى أى مدى ستكون روسيا مستعدة للمضى قدما فى تنفيذ هذه التهديدات مستعدين.

حفظ الأمن الجوى لدول البلطيق

أوضح «هنرى فانهانين» الباحث فى المعهد الفنلندى للشؤون الدولية من واقع قراءة لتصريحات الرئيس الفنلندي «سولى نينيستو» بأن فنلندا لن تضع أى قيود أو شروط مسبقة على عضويتها فى الناتو، أن فنلندا ليس لديها فى الواقع أى حدود لوجود الناتو المحتمل على الأراضى الفنلندية، يعنى القضية الأكثر أهمية  ستكون حول كيفية مساهمة فنلندا فى مهام التحالف خلال أوقات السلم، على سبيل المثال، المشاركة فى حفظ الأمن الجوى لدول البلطيق.

إعادة التوازن

من جانبه، أرجع «هنرى فانهانين» الباحث فى المعهد الفنلندى للشؤون الدولية السبب فى انضمام فنلندا إلى حلف الناتو هو محاولة  موازنة السلوك العدوانى لروسيا وتحقيق الاستقرار أيضًا فى شمال أوروبا، وأنه من هذا المنطلق تأتى هذه الخطوة ضمن الاستعداد لأية تطورات محتملة، ومن ثم  فإن «الخوف» ليس هو ما دفع فنلندا للانضمام إلى الناتو.

تمدد الناتو على حدود روسيا

ووفقا لشبكة سى إن إن الأمريكية CNN ذكر ستولتنبرغ الأمين العام لحلف الناتو أن انضمام فنلندا إلى حلف الناتو يؤكد أن الرئيس الروسى بوتين فشل فى محاولته «إغلاق باب الناتو»، وعبر عن هذه الرؤية قائلا: «اليوم نظهر للعالم أنه فشل، وأن العدوان والترهيب لا يجدى نفعا. وبدلاً من الحد من تواجد  حلف الناتو، فقد حقق العكس – المزيد من تمدد حلف الناتو – وبابنا لا يزال مفتوحًا بقوة»، «الانضمام إلى الناتو أمر جيد لفنلندا، إنه جيد لأمن دول الشمال وهو مفيد لحلف شمال الأطلسى ككل، تتمتع فنلندا بخبرة كبيرة وذات كفاءة عالية فى مجال المرونة الوطنية وسنوات من الخبرة فى العمل جنبًا إلى جنب مع حلفاء الناتو».

تحول استراتيجى نوعى

وأوضحت شبكة سى إن إن الأمريكية أن عضوية فنلندا فى الناتو تضمن لدولة شمال أوروبا الوصول إلى موارد الحلف بأكمله فى حالة تعرضها لأية هجوم، بموجب.

الحماية التى يوفرها مبدأ المادة الخامسة لحلف الناتو، والتى تنص على أن الهجوم على أحد أعضاء الناتو يعد هجومًا على جميع الأعضاء.

وأضافت أنه فى المقابل تعمل عضوية الناتو أيضًا على دمج القوات الفنلندية بشكل أفضل فى التدريب والتخطيط مع حلفاء الناتو، خاصة وأن العمل مع الناتو ليس غريباً على البلاد، حيث تشارك قواتها بانتظام فى تدريبات الناتو بموجب وضع الشريك.

فنلندا تعزز مدفعية الناتو

وبحسب شبكة سى إن إن الأمريكية «CNN» أشار تقرير صدر مؤخرًا عن مركز ويلسون بواشنطن إلى ثلاثة مجالات رئيسية تستفيد فيها فنلندا من الناتو وهي: قوات الاحتياط والوصول إلى التكنولوجيا وقوات المدفعية.

وذكر التقرير أن «قوات المدفعية الفنلندية هى الأكبر والأفضل تجهيزًا فى غرب أوروبا»، وأنها تضم «بحوالى 1500 سلاح مدفعي، بما فى ذلك 700 مدفع هاوتزر، و 700 مدفع هاون ثقيل، و 100 نظام قاذفة صواريخ، تمتلك المدفعية الفنلندية قوة نيران مدفعية أكثر من جيوش بولند».

روسيا تحذر من «إجراءات مضادة»

وفقا لصحيفة «موسكو تايمز» الروسية حذرت روسيا، من أنها ستتخذ خطوات عسكرية وغيرها للرد على انضمام جارتها فنلندا إلى الناتو بعد عقود من عدم الانحياز، حيث أصبحت فنلندا العضو الحادى والثلاثين فى التحالف العسكرى الذى تقوده الولايات المتحدة وهو ما يعد تحولا استراتيجيا تاريخي، وواحدة من أسرع عمليات العضوية فى تاريخ الناتو الحديث.

وبحسب الصحيفة وعدد من وسائل الإعلام العالمية قال ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين خلال إفادة يومية «بطبيعة الحال، هذا يجبرنا على اتخاذ إجراءات مضادة لضمان أمننا التكتيكى والاستراتيجي».

وصف بيسكوف الاصطفاف العسكرى الجديد لـ «هلسنكي» بأنه «تصعيد» و «تعدٍ على أمن روسيا ومصالحها الوطنية».

ولفتت صحيفة «موسكو تايمز» الروسية الصحيفة الروسية إلى أن كررت وزارة وزارة خارجية روسيا كررت  تهديدها باتخاذ «إجراءات عسكرية وتقنية وغيرها من الإجراءات الانتقامية» رداً على التهديد المتصور نتيجة  لتضاعف حجم حدود الناتو وروسيا مع عضوية فنلندا، وتعهدت باتخاذ «خطوات ملموسة لبناء الدفاع» مع الأخذ فى الاعتبار ما إذا كان سيتم نشر البنية التحتية للناتو وأسلحة الهجوم داخل فنلندا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية: «نتيجة لخط الاتصال المباشر لحلف شمال الأطلسى مع الحدود الروسية بأكثر من الضعف، تغير الوضع فى منطقة شمال أوروبا – التى كانت فى السابق واحدة من أكثر المناطق استقرارًا فى العالم – بشكل كبير».

روسيا تعزز قوتها العسكرية

وبحسب وكالة أنباء «ريا نوفوستي» صرح نائب وزير الخارجية الروسى «ألكسندر جروشكو» بأن روسيا ستعزز إمكاناتها العسكرية فى الاتجاهين الغربى والشمالى الغربى.

وأضاف «فى حالة نشر قوات وموارد أعضاء آخرين فى الناتو على أراضى فنلندا ، ستتخذ روسا  خطوات إضافية لضمان الأمن العسكرى الروسى بشكل موثوق.

قال قائد قوات الدفاع الجوى والدفاع الصاروخى الروسية فى مقابلة، إن روسيا كثفت من الدفاع عن حدودها الشمالية الغربية بعد انضمام جارتها فنلندا إلى الناتو.

وقال أندريه ديمين، نائب قائد قوات الفضاء الروسية لصحيفة «كراسنايا زفيزدا» التى تديرها وزارة الدفاع: «فى ظل هذه الظروف ، تمارس قوات الدفاع الجوى حماية حدود الدولة فى الشمال الغربى وفقًا لمستوى التهديد المتزايد».