سياسةشئون دولية
الحرب الأوكرانية.. كل السيناريوهات مفتوحة !
By amrمايو 23, 2023, 13:17 م
509
-إمداد «كييف» بصواريخ بريطانية بعيدة المدى
بعد إعلان المملكة المتحدة عن تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى سبق أن طلبتها كييف لمواجهة القوات الروسية، بحسب وزير الدفاع البريطانى، بن واللاس، تأكد وصول تلك الصواريخ بل واستخدامها فى أرض المعارك، وذلك بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية، فى بيان لها، الإثنين الماضى، أن أنظمة الدفاع الجوى اعترضت 7 صواريخ (هارم) مضادة للرادار، وصاروخ طويل المدى من طراز (ستورم شادو)، و10 مقذوفات من قاذفات صواريخ (هيمارس) المتعددة.
منذر جاهين
جاء رد الفعل الروسى على هذه التطورات لينذر بالمزيد من تأجيج الصراع الدائر مع أوكرانيا، وأبرز الردود جاء على لسان المتحدث باسم الكرملين، ديمترى بيسكوف، والذى أعلن أن «موسكو ستتخذ ردًّا عسكريًّا ملائمًا إذا استخدمت القوات الأوكرانية أية أسلحة من طراز «ستورم شادو» المزودة من بريطانيا»، مؤكدًا أن «الكرملين ينظر بشكل سلبى للغاية لمسألة تسليم لندن صواريخ بعيدة المدى لكييف».
وبشأن تأثير الصواريخ بعيدة المدى على الصراع العسكرى فى أوكرانيا، حذر الكرملين من أن «شحنات الأسلحة البريطانية الجديدة لأوكرانيا لن يكون لها تأثير كبير على مسار الصراع، لكنها ستتسبب فى المزيد من الدمار»، – بحسب بيسكوف – وأن «بريطانيا تطمح لوضع نفسها فى مقدمة الدول التى تواصل إغراق أوكرانيا بالسلاح».
ومن جانبها، وصفت وزارة الدفاع الروسية، فى بيان لها، القرار البريطانى بأنه «خطوة عدائية للغاية من قبل لندن»، وأنه يهدف إلى «زيادة تسليح أوكرانيا وتصعيد الوضع بشكل خطير فى منطقة العملية العسكرية الخاصة».
وأكدت الوزارة، أن «الجانب الروسى يحتفظ بحقه فى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتحييد التهديدات المحتملة من استخدام الصواريخ البريطانية من قبل أوكرانيا، وذكرت أن «المسئولية الكاملة عن العواقب المحتملة تقع على عاتق متخذى ومنفذى هذه الخطوة الطائشة».
وفى السياق ذاته، اعتبر مسئولان غربيان، تسليم بريطانيا صواريخ بعيدة المدى لكييف، أنه يعطى القوات الأوكرانية قدرة هجومية جديدة لتنفيذ ضربات بعيدة المدى قبل الهجوم المضاد المتوقع، بحسب تقرير لـ «سى إن إن».
كما نقلت القناة الأمريكية، أن «بريطانيا تلقت تأكيدات من كييف أن هذه الصواريخ لن تستخدم إلا ضد الأهداف الواقعة فى «الأراضى السيادية لأوكرانيا»، كما نقلت عن مسئول أمريكى رفيع المستوى، قوله إن «هذه الصواريخ تغير قواعد اللعبة بشكل حقيقى، وتعطى كييف الفرصة التى كانت تطلبها منذ بداية النزاع».
أما الخبير العسكرى الأمريكى مايكل أليكس، فاعتبر أن «هذه الصواريخ ستزيد من القدرات الهجومية للقوات الأوكرانية، وذلك قبل الهجوم المضاد الذى طال انتظاره شرقى أوكرانيا وحول مدينة باخموت، كما أنها من الممكن أن تغير مسار الحرب الأوكرانية».
وقال أليكس، فى تصريحات لـ «سكاى نيوز عربية»، إن «هذا الصاروخ تغيير حقيقى للعبة، ويمنح الجيش الأوكرانى القدرات اللازمة التى يفتقدها ويطالب بها الغرب منذ بداية الصراع. كذلك قد يمثل الصاروخ نقطة فاصلة وتحولا كبيرا بالحرب بعد أن ظلت القوات الأوكرانية فى موقع دفاعى لمدة 6 أشهر».
واختتم أليكس حديثه قائلا: «بالتأكيد موسكو سترد بشكل انتقامى على هذا الإجراء ومن المتوقع أن تقصف تلك الإمدادات، وعلى كل حال ورغم تلك الإمدادات فإن الجيش الأوكرانى يتخلف عن نظيره الروسى فى جميع النواحى على الرغم من المساعدات الغربية».
أما النائب فى مجلس الدوما الروسى، عن منطقة القرم، ميخائيل شيريميت، فقال فى تصريحات لوكالة «نوفاستى»، إنه «يجب شن هجوم صاروخى ضخم على الحدود الغربية لأوكرانيا»، ردًا على إرسال صواريخ بعيدة المدى لكييف.
وأضاف شيريميت: «إذا استخدمت أوكرانيا هذه الصواريخ، أعتقد أنه ينبغى تنفيذ ضربات صاروخية مكثفة باستخدام أسلحة تكتيكية، حان الوقت لقطع أى إمكانية نقل أسلحة دمار شامل من بولندا إلى أراضى أوكرانيا»، مؤكدًا أن «هذه الصواريخ البريطانية بعيدة المدى لن تكون السلاح المعجزة بالنسبة لأوكرانيا، ولدى روسيا ما تجيب عليها به».
من جانبه، شدد عضو لجنة الشئون الدولية فى مجلس الدوما، دميترى بيليك، على أنه «من الآن فصاعدًا سيعزز الجيش الروسى حائط الصد لديه، وبطبيعة الحال يعد المزيد من قدرات الاستجابة بعيدة المدى، سنظهر للعالم أنه لا يوجد أى سلاح نموذجى ضدنا، بما فى ذلك ما لدى الغرب. لا شك أننا سنجد لدينا ما نرد عليه بها».
وحول تأثير الصواريخ بعيدة المدى على الصراع، كشفت مجلة «نيوزويك» فى تقرير لها، أن «تلك الصواريخ ستمثل تحديات جديدة صعبة للدفاعات الروسية»، ووفقا لما قاله الخبير العسكرى ديفيد هامبلينج للمجلة، فإن «الصواريخ لديها فرصة أفضل بكثير لضرب أهداف محددة مقارنة بالمسيرات العسكرية، وستكون بلا شك مخصصة لأهداف عالية القيمة للغاية».
وقال هامبلينج، إن «الصاروخ غير قابل للتشويش فعليا، ومن غير المرجح أن يعترضه الدفاع الجوى الروسى، وستضطر روسيا إما إلى نقل الموارد، مثل مخزونات الذخيرة، بعيدا عن نطاق هذه الأسلحة الجديدة، أو رؤية مئات الأطنان من ذخيرة المدفعية الثمينة تتبخر فى سلسلة من الكرات النارية الضخمة».
وأضاف المدير المشارك لمعهد «فريمان إير أند سبيس» فى «كينجز كوليدج- لندن»، ديفيد جوردان، لـ»نيوزويك»، «هناك بعض الشك حول المدى الحقيقى لهذه الصواريخ، بناءً على النموذج والتقارير المختلفة»، موضحًا أن «فائدة صواريخ ستورم شادو للأوكرانيين ستكون كبيرة لأنها تمنحهم القدرة، لا سيما من حيث المدى، التى لم تكن لديهم من قبل، وسيكونون قادرين على ضرب أهداف محصنة، بما فى ذلك مخابئ القيادة تحت الأرض والمراكز اللوجستية والمطارات، بدقة عالية، كما أنها ستوفر القدرة على ضرب جسر كيرتش، الذى يربط البر الرئيسى لروسيا بشبه جزيرة القرم التى ضمتها موسكو».
من جانبها، اتهمت موسكو كييف، الأسبوع الماضى، باستخدام صواريخ بريطانية بعيدة المدى من طراز «ستورم شادو» ضد «أهداف مدنية» فى منطقة لوهانسك شرق أوكرانيا، التى تسيطر عليها القوات الروسية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، فى بيان، إن «صواريخ جو – جو من طراز «ستورم شادو» تم استخدامها لتنفيذ الضربة، على الرغم من تصريحات لندن بأن هذه الأسلحة لن يتم استخدامها ضد أهداف مدنية»، وفق «فرانس برس».
وأشارت الوزارة، إلى أن «الهجوم استهدف مصنعين مدنيين»، مضيفة أن «مبانى سكنية قريبة تضررت، وأصيب مدنيون بجروح، بينهم 6 أطفال»، موضحة أنها «أسقطت طائرة مقاتلة من طراز «سو – 24» كانت تحمل هذه الصواريخ، وطائرة حربية من طراز «ميج – 29».