رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

قدرتنا على الردع تصنع «الخطوط الحمراء» التى يضعها الرئيس

529

عمرو حسين – تصوير : رمضان على

اللواء محيي نوح واللواء ممدوح حشمت فى صالون أكتوبر

عندما تستمع إلى البطولات من أصحابها فإنك ستعيش أحداثها بكل وجدانك، وينطلق خيالك لينسج من الكلمات صورًا تحاول خلالها أن تنتقل عبر الزمان والمكان لتعيش بكل حواسك تلك البطولات الاستثنائية.

ولأنه ليس أعظم من بطولات الجنود والضباط على الجبهة خلال حرب أكتوبر المجيدة، وقبلهم أبطال الجيش المصرى فى حرب الاستنزاف، حرصت مجلة أكتوبر أن تستضيف فى صالونها الشهرى إثنين من المقاتلين المصريين الأفذاذ، فى حرب العزة والكرامة، هما اللواء محيى نوح قائد الفرقة 39 قتال، واللواء طيار ممدوح حشمت، أحد أبطال القوات الجوية فى حرب أكتوبر، وكشف اللواءان محيى نوح وممدوح حشمت، خلال ندوة «50 عامًا على النصر.. حديث الأبطال» الكثير من أسرار إعادة بناء الجيش المصرى بعد نكسة 67 وكيف استعاد المقاتل المصرى ثقته فى نفسه بعمليات فدائية خلف خطوط العدو الإسرائيلى شهد لها العالم أجمع بأنها «بطولات نادرة من نوع خاص».

وقد أكد «حديث الأبطال» أنه رغم احتفالنا هذا العام باليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر المجيد، إلا أن أسرار حرب العزة والكرامة لن تنتهى وبطولات المقاتل المصرى ستظل حديث الأجيال القادمة.

عمرو حسين – تصوير: رمضان على – إسلام عصمت – عصام محمود

«ما بين تنحى الزعيم جمال عبد الناصر فى ٩ يونيو ١٩٦٧، والدعم الشعبى لاستمرار المسيرة، حصل تغيير كبير فى  قيادات الجيش كافة، وجاء الفريق محمد فوزى، رجل الانضباط القوى، وزيرا للدفاع. والفريق عبد المنعم رياض، الجنرال الذهبي، رئيسا للأركان. وبدأت عملية إعادة بناء القوات المسلحة».  بهذه الكلمات بدأ  اللواء محيى نوح، أحد ضباط قوات الصاعقة المصرية فى حرب 1973 حديثه «مهنئا القوات المسلحة المصرية بعيدها الذهبي، بمناسبة مرور 50 سنة على انتصارات أكتوبر وتحية لأرواح الشهداء..

واستطرد اللواء محيي نوح قائلا «بدأت رحلتي مع القوات المسلحة فى اليمن لمدة عامين ونصف العام، وكنت قد تلقيت تدريبا قاسيا جدا، حاربنا فى اليمن، ثم عدنا إلى مصر على أثر هزيمة يونيو ١٩٦٧، وأنوه إلى أن المقاتل المصرى لم يحارب فى عام ١٩٦٧، ولم تتح له فرصة القتال».

حكاية معركة رأس العش

«كانت معركة رأس العش، من أولى المعارك، وأشير إلى أن الرئيس السيسي كرمنى بسببها فى ٤ أكتوبر الجارى. وهى أول احتكاك مباشر بين الجندى المصرى، والجندى الإسرائيلي، فهى معركة إعادة الثقة للمصريين».

«وفى ٧ يونيو 1967، تقدمت قوات العدو واستولت على مدينة القنطرة شرق القناة، وبدأت دبابات العدو تتوجه نحو مدينة بورفؤاد لاحتلالها على طول الضفة الغربية».

«أثناء توجههم لتنفيذ مهمتهم، كان لزاما أن يتحركوا فى تشكيل خط واحد مستقيم؛ بسبب الطبيعة الجغرافية للموقع، حيث توجد الملاحات فى الشرق، وفى الغرب يوجد المجرى الملاحى لقناة السويس». وفى طريقهم توجد منطقة رأس العش عند الكيلومتر ١٤ ترقيم قناة السويس».

«الإعداد للمعركة، أخذ بعض الترتيبات على جانب القيادة المصرية، حيث كنت فى هذا التوقيت قائد سرية صاعقة، متواجد فى بورسعيد، وكانت مهمتنا إحضار الجنود الشاردين أثناء الانسحاب من سيناء».

«كان يخرج عدد كبير من ضباط الصاعقة من بورسعيد، لابسين جلاليب بلدي، واخدين معانا أكل وشرب، روحنا جبنا عدد كبير من الجرحى والمصابين من جنودنا من سيناء، وكان هدفنا تقليل الخسائر لأن الانسحاب كان مأساة».

«صدرت الأوامر من القيادة المصرية، بانتشار ثلاث فصائل على طول المسافة من القنطرة إلى بور فؤاد، فكانت فصيلة فى رأس العش، وفصيلة فى الكاب، وفصيلة فى التيلة، كان تمركزى فى الفصيلة الأولى المتمركزة فى رأس العش».

28 أسدًا على الضفة الشرقية

«كانت فصيلة من الكتيبة 43 صاعقة فى رأس العش مكونة من ٢٨ شخصا من قوات الصاعقة، عبرت إلى الضفة الشرقية للقناة، ومسلحة أسلحة خفيفة، مدفع مكنة، ومدفع ب 10، و8 أر بى جى 7 ، لديه قدرة ٤٠٠ متر، أى يمكن استخدامه من الضفة الغربية للقناة، حيث كان يبلغ عرضها آنذاك ١٨٠ مترا، وكنا ضمن فصيلة أخرى متواجدة فى الضفة الغربية أيضا». «بينما قوات العدو المتوجهة لاحتلال بور فؤاد، كانت مكونة من ١٣ دبابة ومركبة»

«وكانت فصيلة الأبطال الموجودة على الضفة الشرقية مكونة من:  الملازم فتحى عبد الله، والملازم الجزار، والملازم حسنى سلامة. وفى الضفة الغربية، كان معايا خليل جمعة خليل، ونادر عبد الله، وسيد إمبابى وعبد الوهاب الزهيرى الذى قطع على إحدى الدبابات من الخلف، ودمرها وحصل منها على وثائق مهمة»

30 يونيو

ويضيف اللواء محي نوح أنه فى 30 يونيو، وصلوا إلى منطقة رأس العش، وكانت فصيلة الصاعقة، استطاعت تركيب ألغام أمام الموقع. وبعد دخول دبابات العدو فى منطقة الألغام، بدأت الصاعقة فتح النيران على قوات العدو من الضفتين، الشرقية والغربية، فكانت معركة شديدة الشراسة، وسقط عدد كبير من الجانبين».

 «كان الرئيس جمال عبد الناصر، على اتصال مستمر مع قائد المعركة، الرائد سيد الشرقاوي، وحصلت خسائر كبيرة، وعادت قوات العدو عند منطقة الكيلو متر 10 ترقيم قناة السويس، وأنشات نقطة هناك، تبعد 4 كيلومترات عن منطقة رأس العش».

 «تحركت 4 مركبات نصف جنزير، استقبلتهم أثناء تمركزى أعلى فنطاس المياه وأحمل سلاح أر بى جى 7، وتمكنت من استهداف المركبات، واشتعلت النيران فى الـ 4 مركبات ودبابة، وعادت دبابة أخرى إلى الخلف، نزلت من الفنطاس وجريت باتجاه الدبابة، واستطعت تدميرها قبل العودة إلى القنطرة مرة أخرى».

4 إصابات

«جاءت طائرات العدو ووجهت ضربة لكل الموقع، السكة الحديد وترعة الاسماعيلية، وطريق المعاهدة، ووجه الضربة للمدنيين فى الاسماعيلية، وتمت إصابتى للمرة الرابعة، وكنت أصبت مرة فى اليمن، وفى معركتى لسان التمساح الأولى والثانية»

قابلت إبراهيم الرفاعى

«بعد عملية رأس العش، عدنا للقاهرة للانضمام إلى فرع العمليات الخاصة بقيادة البطل إبراهيم الرفاعى، وكان الرفاعى زميلى فى اليمن فى الكتيبة 503، وكنت أنا فى الكتيبة 103».

كتيبة الشهداء

«أنشأنا الكتيبة 103 فى نهاية 1963، وبداية عام 1964، وحاربنا فى جبال وسهول اليمن، وهى الكتيبة 103 التى استمرت حتى اليوم فى سيناء، وينتمى إليها الشهيد منسي، والشهيد رامى حسنين، والشهيد عاصم عصام، والشهداء الأبطال، فهذه كتيبة الأبطال».

مجموعة 39 قتال

«التقيت القــائد إبراهيم الرفاعى، فى القـــاهرة، وكلفنى باختيار أفضل العناصر للانضمام إلى العمليات الخاصة، وباقى العناصر تعود إلى الصاعقة.. اخترت أفضل العناصر، وبدأنا نشتغل تحت مسميات مختلفة، تحت أسم منظمة سيناء العربية، الفدائيين المصريين، الكوماندوز المصريين».

«نفذنا 39 عملية، وبدأنا فى عمل تعامل إدارى لهذه المجموعة داخل الجيش المصرى، اقترح إبراهيم الرفاعى، اسم المجموعة 39 قتال، بناء على 39 عملية».

92 عملية

«عملنا 92 عملية، عمليات إغارة وكمائن وعمليات خلف خطوط العدو، وعمليات فى داخل اسرائيل نفسها، ضربنا منطقه بيسان فى داخل إسرائيل، ذربنا منطقة إيلات بصواريخ عصام الدالى مع مجموعة من منظمة فتح».

«وفى خلال 500 يوم،  نفذنا عمليات إغارة على 31 نقطة اسرائيلية على طول جبهة القناة، وحصلنا على أول أسير إسرائيلى فى 1968، دمرنا 77 عربة نصف جنزير، 17 دبابة، 4 لودر، أسقطنا 430 جندى إسرائيلى، وأهم شيء هو كسر الحاجز النفسى اللى بين الجندى المصرى والجندى الإسرائيلي، كان يقال على الجندى الإسرائيلى (الجندى الذى لا يقهر) وتم كسره على يد الجندى المصرى صاحب العقيدة والإيمان والتدريب، وبدأت أفرع وأسلحة القوات المسلحة فى عمل إغارات على كل مواقع إسرائيل، ونفذت عمليات عظيمة».

استشهاد الجنرال الذهبى

«وعقب استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، فى 9 مارس 1969، وهو يوم الشهيد، وكان رئيس أركان حرب القوات المسلحة، استشهد فى الخطوط الأمامية، وأطلق عليه الروس أسم الجنرال الذهبى، لأنه كان موسوعة علمية، وكان يدرس لغات كثيرة، وكان يحمل رسالة لجنودنا أن القادة موجودون فى الخطوط الأمامية».

«انتقمنا للشهيد البطل عبد المنعم رياض، فى معركة لسان التمساح، أجرينا عملية استطلاع لموقع لسان التمساح المقابل لمدينة الإسماعيلية، والذى أطلق قذائفه على الجنرال الذهبى، وكان الموقع مواجه لمبنى الإرشاد، وهو عبارة عن 4 دوشم، كل دشمة محصنة بفلنكات السكة الحديد، وشكاير من الرمل والدبش، وكان يقال إنها تتحمل قنبلة زنة 1000 رتل، وكانت قوة الموقع 44 فرد، استطلعنا الموقع ورأينا الدبابات والمركبات».

«بناءً على المعلومات، جهزنا المهام، وكنت قائد مجموعة اقتحام، وزملائى أحمد رجائى، ووئام وومحسن قادة مجموعات الاقتحام المشاركة، وشاركتنا مجموعة بحرية، بقيادة على نصر وأسامة عباس وسمير نوح وماجد ناشد وإسلام توفيق فى منطقة الإنزال».

السبت الأسود

ويواصل اللواء محي نوح: «وفى يوم الأربعين للشهيد عبد المنعم رياض، فى 19 أبريل 1969،  المدفعية المصرية بتضرب على طول الجبهة، كنا 64 فرد، فى 6 قوارب، تحركنا مع آخر ضوء من الإسماعيلية، المسافة بين شاطئ الإسماعيلية إلى الموقع حوالى 3.5 كيلو متر، بدأنا العبور ووصلنا على بُعد 100 متر جنوب الموقع».

«القائد إبراهيم الرفاعى، طلب رفع ضرب المدفعية، بدأ العدو فى الخروج من الدوشم، وبدأنا نهاجم الموقع بقنابل الدخان والقنابل اليدوية، وبدأنا نتعامل معاهم بالسلاح الأبيض، وبالأسلحة النارية، لدرجة أننا نفذنا طوابير قتال الصاعقة عمليا على جنود العدو»

«ومن هنا أقول لأبنائنا فى الصاعقة، التدريب الشاق فى وقت السلم يوفر الدم فى وقت الحرب. قضينا على قوة الموقع كلها، أنزلنا العلم الإسرائيلى ورفعنا العلم مصري، وأشعلنا النار فى المنطقة الإدارية فى المنتصف، كان أهل الإسماعيلية يشاهدون الموقع يحترق، أصبت فى هذه المعركة وكنت أتمنى الشهادة».

جاءنى الرئيس عبد الناصر

«تم نقلى إلى مستشفى القصاصين فى الاسماعيلية، ومنها إلى مستشفى المعادى، وقابلت اللواء محمد أحمد صادق، مدير المخابرات الحربية والاستطلاع، وكان من مؤسسى المجموعة 39 قتال، وأرسل فى طلب عائلتى وملابسي، وقال لى: فيه زيارة مهمة قادمة إليك. قبل المغرب وجدت الرئيس جمال عبد الناصر يدخل غرفتى وكان بجوارى أهلى. يرافقه اللواء محمد أحمد صادق».

«وقال اللواء صادق للرئيس عبد الناصر: النقيب محيى نوح من الضباط الممتازين الذين نفذوا عملية لسان التمساح. استأذن الرئيس عبد الناصر طاقم الأطباء فى الحديث معى، فسمحوا له. وقال لى: أحكى لى ما حدث فى العملية، حكيت وقلت له سيادتك كنت بتسمع استغاثات الاسرائيليين على أجهزه التنصت المصرية، وإن الجندى المصرى مكنش واخد حقه فى القتال والدعاية، وأن الجندى الاسرائيلى الذى كان يقال عنه (الجندى الذى لا يقهر) كان يستغيث».

«الرئيس عبد الناصر قال لى: تطلب ايه؟ قلت: نزود من إمكانياتنا ونزود تسليحنا ونطور عملياتنا، وعلى المستوى الشخصى، أطلب الخروج للعملية القادمة مع زملائى حتى ولو كنت مصاب. وجه الرئيس عبد ناصر حديثه للواء صادق: تُنفذ كل طلباته».

«بعد خروج الرئيس من غرفتى، وجدت أجهزة الإعلام وصحف وهتافات من زملائى أمام المستشفى، كانت زيارة الرئيس عبد الناصر مهيبة ولها أثر كبير على نفسي، فهو زعيم الأمة العربية، وجاء من أجلى وأنا ضابط صغير برتبة نقيب، رفعت معنوياتى ومعنويات زملائى».

لسان التمساح

واستكمل اللواء محيي نوح قائلًا: «بعد الزيارة، القائد إبراهيم الرفاعى أبلغنا أن العدو أجرى تحصينات كبيرة على الموقع، وقرر الرفاعى عمل اغارة بنفس التشكيل على نفس الموقع، بعد ثلاثة أشهر بالضبط، وأثناء دخولنا من الثغرة، أطلقت علينا نيران المدفعية وحدث انفجار فى مجموعتى ومجموعة أحمد رجائى، وفتحت القوات الجوية للعدو نيرانها أيضا لفرض حصار علينا فى الثغر، الرفاعى أعطى تعليماته بالانسحاب، أخذ سلاحى، بعدما تمت إصابتى فى الظهر وإصابة زميلى فى البطن، وحملت زميلى على ظهرى واختلطت دمائنا، لا اعلم أن كان مسيحى أو مسلم، لكنه مصرى ولن اتركه للعدو».

«استشهد فى هذه المعركة 9 أفراد وأصيب 23 فردا، وكشفت التحقيقات أنه تم تسريب المعلومات حول العملية، بالميعاد والقوات، وكان وراءها ضابط عمل عنه فيلم الصعود إلى الهاوية ومعه هبة سليم، وتم إعدامهما، الخائن ليس له إلا الإعدام».

مهمة مطار الطور

وأضافف اللواء محيي نوح: «جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل، وجهت بزيارة مطار الطور، فى يوم السبت 2 / 5 / 1970، وجاءت التعليمات بتدمير المطار قبل الزيارة. وجاءت تعليمات ابراهيم الرفاعى بتنفيذ العملية من منطقة على الخليج، على بعد 40 كيلو مترا من مطار الطور فى الخليج، جهزنا 5 قوارب بالصواريخ والألغام، وكان الموج عالى، والليل مظلم جدا، وكان معنا الصحفى عبده مباشر».

«فى أثناء العملية، كانت الموجة عالية جدا، والقوارب تطلع فوق وتنزل تحت، وكانت القوارب الخمس، تسير مقتربة من بعضها بعض، حتى لا يضل أحد القوارب الطريق، ومع ظلام الليل وتحرك القوارب صعودا وهبوطا، سقطت فى الخليج، وأمسكت بحبل البارومة تحت القارب، لو تركت الحبل.. رفاس القارب سوف يقسمنى نصفين، ولو أبقيت على الحبل فى يدى، هموت غريقًا، هنا أدركت أنى ميت فنطقت الشهادة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله».

ملاكى تنقذنى

«فى هذا التوقيت، كنت أنجبت طفلة، وفى المستشفى قالوا: بنت، غادرت المستشفى ولم أرها. أنا شرقاوى، وأحب أن تكون أول خلفتى ولد. اقسم بالله جاءت صورة بنتى لى تحت القارب، وقالت: فى الوقت اللى كنت محتجاك فيه، سبتنى ومشيت، ودلوقت انت محتاجنى أجى انقذك، بمجرد ما قالت هذه الكلمة، فجأة توقف القارب، بعد نداء مساعد بحرى على أبو الحسن، واستطعت العوم والخروج واقفًا على القارب».

«وصلنا إلى مركب لبنانى شاحطة (توقفت فى الرمال) شمال مطار الطور، ارتفاعها 20 مترًا، صعدنا عليها ومعنا الأسلحة والقواذف والصواريخ، ووضعنا الألغام على الطريق الترابى المؤدى للمطار، وبدأنا نضرب المطار لمدة 40 دقيقة، وتم تدمير المطار، وأثناء توجه مركبات العدو لإنقاذ المطار، وقعت فى حقل الألغام، وكان يوم سبت أسود على إسرائيل».

«وعند عودتى، تعاملت مع بناتى على أنهن نور عينياـ وأحفادى من البنات تخرجوا فى الجامعة الأمريكية، والبنت اليوم هى الأم والزوجة والابنة والجدة وهى الحبيبة، المراة المصرية هى المجتمع كله، فهى أم الراجل، و(هى اللى بتعمل الراجل)، تغيرت نظرتى تجاه البنات».

عمليات أكتوبر

واستكمل اللواء «نوح»: «كانت المهمة الأولى فى 6 أكتوبر، تدمير مواقع البترول الموجودة فى الجنوب، 3 طائرات هليكوبتر، فجرنا بلاعيم، وسقطت طائرة واستشهد فرد منها، و2 أسرى، وباقى الطائرات أصيبت بالأسحلة الخفيفة، لكننا عدنا سالمين».

«وخرجنا فى عملية أخرى، بالقوارب والاسلحة الحارقة الخارقة، فجرنا مناطق البترول المتبقبة فى الجنوب، حتى نقط طرق الإمداد والتموين على العدو، ولا يستطيع تموين السفن والمركبات والدبابات، أو يسحب البترول إلى داخل إسرائيل».

الشاذلى يغير المهمة

«فى 16 أكتوبر حصلت ثغرة الدفرسوار، جاءت التعليمات بالمغادرة إلى الإسماعيلية بقيادة البطل إبراهيم الرفاعى، لتدمير كوبرى الدفرسوار، وتوجه الرفاعى لإخطار قيادة الجيش بالمهمة لعمل نوع من التنسيق والتعاون، وجد الفريق الشاذلى، رفض المهمة، وكلف بمهمة جديدة بمقاتلة قوات العدو التى عبرت القناة، والحصول على أسرى لاستخلاص المعلومات».

«فى طريق سرابيوم، وجدنا عسكرى مصرى يخرج من سيارة عسكرية محترقة، قال: يا فندم حاسبوا العدو عامل كمين، عاد الرفاعى لتغيير الطريق بمعرفة الفريق الشاذلى، إلى أن الفريق الشاذلى أصر على نفس الطريق، وبدأنا المهمة، وجدنا العدو يفتح التشكيل ويستعد لشن هجوم لاحتلال مدينة الإسماعيلية. على الفور، حمل الرفاعى مدفع ومعه الطلقات وقاعدة صواريخ وصعد إلى أعلى القاعدة، وبدأ فى قتال الدبابات القادمة، كان زملاؤنا يقاتلون فى معارك أخرى بجوارنا وقوات المظلات فى منطقة جبل مريم».

إبراهيم الرفاعى يسقط شهيدا

«فى ظلام الليل، انكشف لهب المدفع الذى يمسك به إبراهيم الرفاعى، وجهوا ضربة أصابته فى القلب، استشهد على أثرها القائد البطل».

يتأثر اللواء محيى نوح، ويتوقف عن الكلام للحظات، ثم يتمالك نفسه متابعا: زملائى احضروا جثمان القائد ابراهيم الرفاعى، وقالو: الشهيد البطل ابراهيم الرفاعى، أخذته وتوجهت إلى مكتب مخابرات الإسماعيلية، كان موجود هناك ابن خالته العقيد أحمد حلمى، وقائد المكتب العقيد مازن مشرف».

«العقيد مازن أبلغنى تعليمات اللواء فؤاد نصار، مدير المخابرات، بأن تتولى القيادة خلفا للشهيد إبراهيم الرفاعى، وتستكمل العملية، توجهت إلى قيادة الجيش لاستلام الأوامر الجديدة، وقابلت اللواء عبد المنعم خليل فى قيادة الجيش، قال: هناك هجوم شديد على جبل مريم، أريد تأمين منطقة أمام جبل مريم، وبدأنا فى مواجهة الإسرائليين العابرين من الدفرسوار وكبدناهم خسائر كبيرة جدا، حتى وقف إطلاق النار فى 22 أكتوبر».

«لم يلتزم العدو بوقف إطلاق النار، وتوجهوا حتى الكيلو 101، ويوم 24 حصلت معركة السويس بمشاركة المقاومة الشعبية والشرطة والجيش، ولم يستطيعوا دخول مدينة السويس، وبدأت المفاوضات الكيلو 101، وبعدين فك الاشتباك الأول، ثم فك الاشتباك الثاني».

استلمنا الأرض كاملة

«بعد الحرب، التحقت بجهاز الاتصال بالجهات الدولية، لمتابعة مرحلة استلام الارض، وبدأت اتفاقية كامب ديفيد، واتفاقية السلام، وبدأنا استلام الارض على مراحل أ ، ب ،ج ، د، ورفع الرئيس السادات العلم على العريش فى المرحلة الأولى، ثم الرئيس مبارك رفع العلم على رفح فى 25 أبريل سنة 1982، وهو عيد تحرير سيناء.

«استلمنا الحدود مع إسرائيل كان فيها حوالى 14 نقطة خلافية، بدأنا نساوى هذه النقط كلها ما عدا نقطة 91، وهى آخر نقطة، وتم تعديلها فى التحكيم الدولى، وهى منطقة طابا، استلمناها فى 19 مارس 1989. وأخدنا أرضنا كاملة. وسلمناها لأبنائنا وأحفادنا اللى بيحاربوا فى سيناء».

اللواء ممدوح حشمت

القوات الجوية

استعدنا الكفاءة القتالية فى ست سنوات وكانت قوة التدريب وراء النصر هكذ ا بدأ اللواء طيار ممدوح حشمت حديثه خلال الندوة قائلا:

تمكنت القوات المسلحة خلال ست سنوات بالضبط من استعادة كفاءتها القتالية، فنحن خرجنا من حرب 67 تقريبًا كل طائرتنا المقاتلة ومطاراتنا متدمرة، بجانب استشهاد الكثير من بيننا، الهزيمة كانت كبيرة، فكان يجب إعادة بناء القوات المسلحة والجوية، ونحن فى هذا التوقت كل طائراتنا كانت  متجمعة فى مطار أو اثنين فقط، وانا أحد الذين ذهبوا يوم 6 يونيو إلى الجزائر لجلب طائرات مقاتلة أخرى وعدنا بها فى 12 يونيو، وكنا بحاجة إلى طائرين بأعداد كبيرة يقودون هذه الطائرات، وقدرة الكلية الجوية كانت محدودة آنذاك، لم تكن تتمكن من توفير الأعداد اللازمة للنهوض من جديد، كما كان يجب تدريبهم على فنون القتال الجوي، وهو ينقسم إلى نوعين من التدريب أولًا تدريب على أسس القتال الجوى، وهو عبارة عن تعليمهم كيفية استخدام السلاح فى الجو، فكان لا بد من توفير الأسلحة وتدريبهم على استخدام السلاح فى الجو، فبدأنا جلب صواريخ جو جو، وتدربنا عليها، لأننا لم نكن نحتاج إلى التدريب أو استخدام هذه الفنون القتالية الجوية قبل 67، ووفرنا أهداف طائرة لكى نتدرب على استهدافها بالمدافع، فكان يجب أن نتدرب على الصواريخ والمدافع، وثانيًا بدأنا نتدرب على ضرب الأهداف الأرضية، فقمنا بإنشاء ميادين رماية جانب جميع المطارات، وقمنا بعمل ميدان رماية تكتيكى فى إحدى المناطق بالدلتا، لننتهى لشكل المعركة، ونعرف متى نستخدم الصواريخ والمدافع وكيفية ضرب الأهداف الجوية والأرضية، فعملية التدريب كانت طويلة ومرهقة جدًا واستشهد فيها العديد، فكانت قوة التدريب تقف وراء النصر.

وبعد أن انتهينا من توفير الطائرات والأسلحة وإعداد الكوادر الجوية، بدأنا نهيئ ونعد مطارات ملائمة لساحة المعركة، أنا كنت فى مطار فايد فى 5 يونيو 67، وكان لدينا 16 طائرة وجميعهم دمروا خلال الحرب يونيو 67، فكان يجب العمل على حماية الطائرات عن طريق السواتر وبناء الدشم، ووضع شبك تمويه لتشويش رؤية ما بداخل المطار وبالنسبة للمطارات فكانت مكشوفة ومساحتها محدودة، كانت عبارة عن ممر رئيسى وممر فرعى ضيق، فكان يجب العمل على توسيع الممر المساعد للمطار وحمايته من الاكتشاف من أعلى ووضع حالات استعداد درجة أولى للممر الرئيسى والفرعي، ووضع منارات من جوانب مختلفة حتى تتحرك الطائرات فى اتجاهات متعددة، فبدأنا ببناء مطارات جديدة تصلح لساحة الحرب؛ لأن القديمة مواقعها معروفة ومساحتها محدودة، فنحن آنذاك كنا نستعد للمعركة بكل ما فينا من جهد وقوة وبداخلنا عقيدة واحدة، لن نقبل الهزيمة مرة أخرى.

أضاف اللواء ممدوح حشمت، استفدنا كثيرا مما حدث فى 67 ومن الدروس المستفادة، أننا لم يكن لدينا معلومات كافية، فلم يكن لدينا استطلاع جوى من قبل، فكانت النتيجة الحتمية بعد 67 أنه لا بد من إنشاء تشكيل متخصص فى الاستطلاع الجوي، وانا كنت أحدهم، المؤسس للاستطلاع الجوى فى أكتوبر 67، وقمت بأول طلعة جوية فى سيناء فى 68، وأخذنا دورات تدريبية لتمييز الأهداف، ودرسنا الاستطلاع نظرى وعملى بدقة، وتعلمنا فنون  الاستطلاع، فعملية الاستطلاع مهمة ودقيقة جدًا فإذا صعد أحد  ليستطلع موقع به 10 دبابات، وأخطأ وقال الموقع به 10 صواريخ وليس دبابات سينتهى الأمر بالخسارة الحتمية، فبدأنا نتعلم بدقة شديدة، فكل أسبوع، بل وكل يوم كنا نصور مراكز قيادة العدو ومحطات الصواريخ ومحطات الرادار، كل هذه الأشياء لا بد أن تراها القوات المسلحة؛ لتكون على علم بها، لتعلم مكان تواجد جميع الألغام والأسلاك الشائكة وفتحات المدفعية للعدو؛ لتحديد نقاط ضعفه وقوته، لتتمكن من ضرب وتدمير كل هذه الأشياء، واستمر الأمر 6 سنوات متواصلة نتدرب ونستطلع ونعود، ونعرف كافة تحركات العدو، ولا يوجد استطلاع واحد كان خطأ ولا طيار اُستهدف ، المجهود كان كبيرا، فالجبهة بداية من بورسعيد إلى السويس 170 كيلو، ومن السويس إلى شرم الشيخ 350 كيلو، وشكلنا رف استطلاع أخر فنحن كنا نقود طائرات «ميج 21»، تخصصنا فى الاستطلاع هناك كتائب تخصصها تقاتل وتحارب جوي، ولكن الكتيبة التى كنت منضم إليها مهمتها هى استطلاع نأتى بالصور الواضحة لكافة تحركات العدو لكى يتمكن المقاتل من العبور فى الاتجاه الصحيح، 6 سنوات من هذا العمل وانا قمت بتصوير كوبرى الثغرة قبل أن ينزل القناة، وقمت بتصوير 3 مواقع لتجميع القتلى الإسرائيليين فى الثغرة لقد كانت خسائرهم كبيرة  وكشفنا كذبهم  والبروباجندا التى صنعوها، بتوفيق الله استطعنا تنفيذ المهمة كاملة.

ولقد كان قرار طرد الخبراء الروس قرارا مهما، أذكر انه كان لدينا خبير روسى يعمل معنا فى السرب، كل ما يقوم به هو معرفة عدد الطيارين والطائرات وتحركاتنا، ويقوم بإبلاغ (رئيس القوات الجوية الروسي)، فأنا كنت طيار فى قاعدة طيران بالقاهرة، فإذا كان لدى نبطشية فى غرفة العمليات على المثال فى المساء، اذهب إلى غرفة العمليات، أجد العسكرى الروسى يقف على الباب بالبندقية، ويمنعنى من دخول غرفة العمليات، فكان قرار الرئيس أنور السادات بالاستغناء عن الخبراء الروس، كان أولى خطوات انتصار أكتوبر 73، تتساوى مع إعادة بناء القوات المسلحة، لأنه كان لابد أن تكون المعركة مصرية 100%.

بدأنا ندخل سيناء أسبوعيًا بالطائرات، ومن خلال الاستطلاع الجوى تمكنا من معرفة كافة نقاط قوة وضعف العدو وأماكن تمركزهم، وكيفية الاختفاء من شبكات الرادار، وكيفية اختيار الطرق للدخول دون اعتراض الطائرات المعادية، أصبح الأمر روتيني، ندخل ونخرج من فوق العدو ونراقب تحركاته باستمرار، وبالتأكيد كان هناك خطورة فمن الممكن أن تعترضك جميع أسلحة الدفاع الجوى لدى العدو، ولكن نحن أصبحنا أقوياء وعملنا بأسس علمية عالية، وتدربنا على كافة الأسلحة، وأهم شئ هو وإيماننا بالله.

العدو الخفى

ويعود اللواء محيي نوح متحدثًا عن شكل الحرب الجديدة قائلا: الحرب تختلف حاليا عن الحرب فى 1973، وتطوير القوات المسلحة ووحداتها وأسلحتها الرئيسية، والتغيير فى مشهد الحرب التى تدور ضد الدولة المصرية.

«العدو الآن خفى وغير معروف، العدو الآن قد يظهر فى أى مكان وفى أى وقت، فكان لا بد من تطوير الأسلحة والأجهزة للحصول على المعلومات؛ لأن الحرب تعتمد على المعلومات، وهى ما تساعد فى اتخاذ القرار المناسب. كذلك تنويع مصادر السلاح (روسيا والصين وأمريكا وفرنسا وانجلترا وألمانيا..)؛ حتى لا يتحكم أحد فى قرارك.

الحصول على أنواع من الدبابات لم تكن لدينا من قبل، وكذلك القطع البحرية، مثل حاملة المروحيات من طراز المسترال جمال عبد الناصر وأنور السادات، والغواصات الألمانية، لتقوية القوات المسلحة».

وحول تطوير القوات المسلحة قال اللواء محيي نوح:  «بدأنا إنشاء قواعد عسكرية جديدة، مثل قاعدة برنيس، وقاعدة محمد نجيب، وقاعدة 3 يوليو، وهى ذات أهمية قصوى، وتنتشر جغرافيا بانتشار الجهات التى يمكن أن يأتى منها عدو. نحن لدينا 5 آلاف كيلو متر من الحدود، مع ليبيا 1200 كيلومتر، مع السودان1300 كيلو متر، على البحر المتوسط حوالى 1000 كيلو متر، من رفح للنقب حوالى 400 كيلومتر، ومن طابا إلى نويبع إلى دهب إلى شرم الشيخ إلى رأس محمد. ومن بورسعيد للسويس إلى سفاجا وحدود السودان.. فلا بد أن يكون لديك قوات مسلحة قوية لحماية الحدود».

 وهذا يرد على السؤال المنتشر، لماذا كل هذا السلاح، وأجيب عليهم، لتوفير قدرتنا على الردع ضد أى عدو، وهو ما يصنع الخط الأحمر الذى يضعه الرئيس السيسي.

مع أقوى جيوش العالم

قواتنا المسلحة قوية وتتدرب مع أقوى جيوش العالم، أجرينا تدريبات مع 21 دولة، أمريكا روسيا الصين، ألمانيا إيطاليا وفرنسا، اتت لتأخذ خبرات المقاتل المصرى وتعطيك التطوير. القوات المسلحة على الترتيب التاسع على مستوى العالم، والبحرية الرابع عالميا، والصاعقة الأولى على العالم، وهى قوات تستطيع الدفاع عن حدودنا.

والتقط طرف الحديث اللواء ممدوح حشمت متحدثًا عن شكل الحرب الحالية قائلًا:

نحن فى 73 كان أمامنا عدو واحد فقط، نصب أعيننا موجود شرق القناة، أما الآن أصبح لدينا أعداء فى الجنوب والغرب، ومتسللون من جميع الاتجاهات، وإرهابيون يريدون سيناء، فبعد أن كان لدينا جبهة واحدة كان العدو يقف وراءها، أصبح لدينا 3 جبهات ساخنه، إن لم نقوم بتطوير قواتنا الجوية، ونزودها بطائرات وكوادر من أطقم وطيارين وأجهزة حديثة، كيف يمكننا أن نواجه قوى الشر من كافة الاتجاهات، فإذا نظرنا إلى ما حدث فى شمال سيناء خلال الفترة من 2013 من قوى الإرهاب كان للقوات الجوية دورا محوريا فى المواجهة، لحماية الشعب المصري، وأنا من هؤلاء الذين خرجوا فى 30 يونيو أمام قصر الاتحادية، ورأيت الطائرات الهليوكبتر، وإف 16، وغيرها لحماية المواطنين المتمركزين أمام القصر، عندها ستدرك بعينك مدى قوة وأهمية هذا التطوير، وكل هذا يقوى ثقتك فى بلدك، فنحن الآن واقفين على أرض صلبة.

وخطاب الرئيس السيسي، الأربعاء الماضى، أمام المستشار الألمانى أولاف شولتس، بقصر الاتحادية، للنظر فى الأوضاع فى قطاع غزة، يجعلك تتأكد أن هذا الرجل قوى، وقوته مستمدة من الشعب، قبل الجيش.

وأضاف اللواء ممدوح حشمت موجهًا حديثه للمصريين قائلًا: لا بد أن تكون أيدينا واحدة، وعلى قلب واحد، ولا يجوز أن نتفرق أبدًا أو نسمح لأحد بهذا فنحن نعيش فى وطن واحد، ونعشق تراب هذا الوطن، الذى نشأنا وتعلمنا على أرضه، فمصر لم تبخل علينا بأى شيء، فيجب الحفاظ عليها، وأن نكون على قدر المسئولية، فإذا  تفرقنا ستنتهى الرحلة، ولن يصبح لنا قيمة، فقيمتنا فى تماسكنا، فلا يوجد داعى للالتفات إلى الكلمات المغرضة، ولا نعطى أحد فرصة لتلويث أفكارنا، بأشياء ليس لها أساس من الصحة، فنحن لا نعتدى أبدًا على أحد، نحن ندافع فقط..  ندافع عن وطننا وعن أنفسنا ونقف فى وجه من يتعدى علينا، والظروف من حولنا تتغير وتجبرنا أن نمر بأزمات، فلا يوجد أحد ينعم طوال حياته، لا بد أن نمر باليسر والعسر فهذه هى الحياة، فيجب أن نكون يد واحدة لنتغلب على كافة التهديدات التى تأتى من جميع الاتجاهات.

رسالة للمصريين

وفى نهاية الندوة وجه اللواء محيي نوح رسالة للمصريين قائلًا: «يجب على المصريين الوقوف خلف القوات المسلحة، فهى من الشعب وإلى الشعب، بخلاف اى دولة فى العالم، ولدينا عقيدة راسخة فى الدفاع عن الأرض، (النصر أو الشهادة)، ولدينا شعار أن التدريب الصعب يرفع شعار «التضحية والفداء والمجد».

«يجب الوقوف خلف القيادة السياسية، الرئيس السيسي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وندعمه. وأطالب الشعب المصرى بأن يكون إيجابى فى الانتخابات الرئاسية، انزل انتخب، لديك 3 مرشحين، استخدم حقك الدستورى والسياسى وانتخب من تريد».

«أقول لشبابنا إعملوا وجدوا واجتهدوا فى كل عمل، وضعوا مصر أمامكم، شربنا من نيلها واستنشقنا هوائها وأكلنا من خيراتها، فلا بد أن نعشق تراب البلد، ونتمتع بالوطنية والانتماء».