https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

إبادة غزة.. نرجسية غربية

744

حسين خيرى

حرب الإبادة على غزة تكشف بشكل واضح عن وباء النرجسية المتفشى فى نفوس النخبة الغربية، ولا ترضى أبدًا تلك النخبة بتفوق أى قوى دولية عليها، ولذا أقامت الدنيا ولم تقعدها على روسيا فى أوكرانيا، وفى سبيل عجرفتها برغم ما تمر من ضعف وتفكك فلن ترضى أن تبدو فى هيئة الضعيف، واستنفرت إسرائيل العنجهية الغربية لتثأر من “مرمطة” كرامة حليفتها الاستراتيجية فى المنطقة العربية، وأوقفت فجأة تصدير آلياتها العسكرية ضد روسيا، وأرسلت النخبة الغربية المغرورة طائراتها وسفنها الضخمة لحرب طائفة من شعب أعزل.

 وصدر كتاب عن تفشي النرجسية بين الجيل الحالي الغربى، وعكف على تأليفه أستاذ علم النفس “جين تونيجي” و”كيث كامبل” بجامعة سان ديجو وجامعة جورجيا بأمريكا، ونُشر الكتاب تحت عنوان “وباء النرجسية: العيش فى عصر الاستحقاق”، ويعنى أن النرجسيين يطالبون من حولهم بمعاملتهم معاملة خاصة، نظرًا لاعتقادهم أنهم يستحقون تلك المعاملة المتميزة، ويتطابق وصفهم مع تعريف المفكرين للنرجسية بالإفراط فى حب الذات.

 ويرجع البروفيسور وأستاذ علم النفس بروسيا “سام فاكنين” النرجسية إلى تضخم ظاهرة الانتقاص من مشاعر الآخرين وقناعاتهم، وأعرب عن خشيته على الأجيال القادمة فى دول الغرب، لأنها أكثر عرضة للإصابة بالنرجسية، ووصف فاكنين النرجسيين بعبارة لاذعة قائلا إنهم أقرب إلى مصاصى الدماء، ينقلون مرضهم إلى غيرهم عن طريق العض، ولذا دعا لأهمية إعطاء مناعة ضد الأفكار الغربية المتطرفة.

 ويصف الباحثان تونيجى وكاميل النرجسية بطاعون العصر الحديث، وما عبّر عنه الباحثان يعد أفضل تشبيه، وجاء بناء على إحصائية أجرياها على وسائل التواصل الاجتماعى، حيث اكتشفا فى ثناياها نموًا غير مسبوق للنرجسية من خلال التعليقات المنتشرة على صفحاتها، وخاصة بين المراهقين والشباب، ويتفق علماء النفس على فرضية الاعتلال النفسى للنرجسى، وقاموا بتشريحه نفسيًا، ولمسوا فيه شعوره بالهشاشة، إضافة إلى اختلاج نفسه بريبة دائمة، وسعيه بكل الوسائل للحصول على اعتراف الآخرين بعظمة قيمته، وهذا مما لاشك فيه أقرب وصف للنخبة الغربية فيما تقترفه يداها فى تجريف الحياة فى قطاع صغير يأمل فى الحرية التى تمثل أحد المبادئ الرئيسية لحقوق الإنسان.

 وأطلقا تونيجى وكاميل مصطلح “النرجسية الجمعية” على مجموعة أفراد متعصبة لجماعاتهم، يهاجمون بأسلوب عدائى المجموعات الأخرى خشية تشويه صورتهم التى نسجوها طبقا لتصوراتهم ومعتقداتهم، كأن صورتهم لا نظير لها فى الوجود، والدليل على صحة دراسة تونيجى وكاميل أن فى الفترة الأخيرة تسعى الحكومات الغربية لترسيخ التميز والتفرد فى نفس الطفل الغربى، وتبث بداخله وفى وجدانه الشعور بأنه  يتمتع بالكمال، وبالتبعية لما يحدث كان لابد من ولادة جيل متطرف السلوك.