استخدمت عبارة الإعلام الانتقائى بكثرة فى حقبة الخمسينيات من القرن الماضى وكانت البداية من الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد بعد ضرب اليابان بالقنبلة الذرية فى نهاية عام 1945 ، فقد مارس الإعلام الأمريكى وقتها انتقائية إعلامية لم يظهر فيها أى شئ عن بشاعة ما حدث فى الجزيرتين اليابانيتين هيروشيما ونجازاكى بعد الهجوم الامريكى عليهما بالقنابل الذرية .
فقد تم تضليل الرأى العام الأمريكى لمدة تزيد على عشر سنوات لم يعرف فيها الشعب الأمريكى حقيقة ما حدث إلا بعد نشر صور مسربة عن الأهوال التى ارتكبها الجيش الأمريكى فى الجزر اليابانية وانتهت بظهور حجم الدمار الوحشى الذى سببته الانفجارات النووية فى الجزيرتين اليابانيتين ، ليكتشف الشعب الأمريكى أن الإعلام مارس تضليلًا كبيرًا من خلال نشر صور ومقاطع فيلمية لجنود يابانيين وهم يقتلون ويعذبون الأسرى من الجنود الأمريكيين وظهور وإبراز وحشية المقاتل اليابانى فقط وكأن الحرب من طرف واحد، كل ذلك كان بتخطيط مدبر لتبرير استخدام القنبلة النووية ضد اليابان .
ويعتبر ذلك أكبر مثال وقح للانتقائية فى الإعلام الأمريكى لتضليل الرأى العام وهو ما جعل بعض الخبراء يجزمون بأن السيطرة الإعلامية الغربية والانتقائية فى تناول الأخبار والأحداث واستخدام قنوات إعلامية عربية عميلة مثل قناة الجزيرة وبعض الصحف العربية والتى تصدر فى دول غربية كانت الأساس فى تبرير الغزو الأمريكى للعراق ثم تفتيت المنطقة العربية سياسيًا واجتماعيًا بنشر أخبار وأحداث منقوصة وأخبار مجتزئة قد تكون صحيحة لكن تم انتقاؤها بعناية وتوظيفها لتوصيل الرسالة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية المراد إرسالها لتضليل الرأى العام فى المنطقة العربية كلها إن صح التعبير وكان الهدف هو إعداد المسرح لما يسمى حروب الجيل الرابع والتى نجحت باقتدار فى تدمير خمس دول عربية وسقوطها تمامًا من حسابات القوى الدولية وكان سلاح التمهيد فى هذه الحرب هو الإعلام بل الانتقائية الإعلامية بالتحديد والتى تم رسم ملامحها من خلال مخابرات أمريكا وحلفائها وكانت البدايات عبر قناة سى إن إن فى مرحلة التمهيد لغزو العراق ثم تولت قناة الجزيرة وأخواتها ضرب المصداقية الإعلامية العربية وتهيئة الرأى العام العربى لقبول مزاعم وشعارات الديمقراطية والعيش والحرية.
صالون الرأي
الإعلام الانتقائى وتضليل الرأى العام
By amrأغسطس 05, 2018, 19:34 مالتعليقات على الإعلام الانتقائى وتضليل الرأى العام مغلقة
1416
TAGمقالات