استوقفنى طويلا الحادث المحرج الذى تعرض له الأستاذ حمدين صباحى المرشح الأسبق للرئاسة صباح يوم 23 يوليو الماضى.
ذهب الأستاذ حمدين كعادته كل عام لزيارة ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى ذكرى ثورة يوليو والالتقاء بعائلة الزعيم الراحل.. لكنه فوجئ هذا العام بأن نجل الزعيم الراحل الأستاذ عبد الحكيم يرفض لقاء الأستاذ حمدين ويبلغه رسالة بأنه شخص غير مرحب به فى صالة العزاء الملحقة بضريح الزعيم الراحل !
سألت نفسى وأنا أستمع إلى تفاصيل الحادث.. كيف عرف الأستاذ حمدين أنه شخص غير مرغوب فيه.. هل منع الأستاذ حمدين من دخول صالة العزاء؟.. هل تم تكليف شخص من قبل نجل الزعيم الراحل لإبلاغ الأستاذ حمدين بأن أحدًا لن يستقبله داخل صالة العزاء؟
الأستاذ حمدين على أية حال وقف أمام ضريح الزعيم الراحل يقرأ الفاتحة ثم راح يردد الهتافات خلف وزير القوى العاملة الأسبق كمال أبو عيطة المحسوب على التيار الناصرى ..
لم يستغرق قراءة الفاتحة وترديد الهتافات أكثر من دقيقتين أو ثلاث على أكثر تقدير.. بعدها انصرف الأستاذ حمدين دون أن يدخل صالة العزاء ويلتقى بأفراد أسرة الزعيم الراحل..
وطبقا للتفاصيل المنشورة عن هذا الحادث فإن نجل الزعيم الراحل الأستاذ عبد الحكيم قال إنه رفض استقبال حمدين لموقفه من جماعة الإخوان ، لافتا إلى أنه تحالف مع تلك الجماعة ووضع يده فى يدهم واعتذر لهم عما حدث لهم فى عهد الزعيم الراحل !
لا يهمنى فى الواقع الحديث عن هذا التحول الدرامى فى علاقة حمدين صباحى زعيم الناصريين بأسرة جمال عبد الناصر.. ولا يهمنى أيضا ما تمثله هذه الحادثة من ضربة قاضية لزعيم الناصريين.. كيف يستمر الأستاذ حمدين منتميا إلى التيار الناصرى وأبناء جمال عبدالناصر يرفضون لقاءه ومصافحته وتقبل عزائه.
المسألة الوحيدة التى تهمنى فى الواقع هى الأسباب التى أدت إلى هذا الانفصال المحرج.. علاقة الأستاذ حمدين بالإخوان.. ويطرح السؤال نفسه.. هل يكره المصريون الإخوان إلى هذه الدرجة؟!
أعرف أن أفراد أسرة الزعيم الراحل مواطنون مصريون لكنهم لا يعبرون عن كل المصريين.. لكننى أعرف أيضا من خلال متابعتى للقنوات الفضائية ومن خلال الصحف أيضا.. أعرف أن المصريين يطيقون العمى ولا يطيقون الإخوان.. الإخوان أنفسهم أصبحوا يدركون هذه الحقيقة!
على امتداد السنوات الخمس الماضية ظل الإخوان يتحدثون عن إسقاط النظام وعودة الشرعية وعودة الرئيس المعزول مرسى مرة أخرى لحُكم مصر.. وتزامن حديث الإخوان مع المظاهرات الإخوانية التى كانت تخرج كل يوم جمعة وهى ترفع شعار رابعة وصورة مرسى.
لكن الإخوان أصابهم اليأس بعد أن توقفت مظاهراتهم الإخوانية تمامًا..
وراح الإخوان بعد ذلك يركزون أحاديثهم وتحركهم على فكرة توحيد صفوف المعارضة لإسقاط النظام.. وظل الإخوان يرددون شعارات الاصطفاف الوطنى ويتحدثون عن أهمية تناسى كل التيارات المعارضة لأية خلافات بينها.
ومرة أخرى تفشل فكرة الإخوان الذين يدركون فى النهاية أن السبب الحقيقى فى فشل هذا الاصطفاف الوطنى هو رفض كل التيارات المعارضة لجماعة الإخوان.
وليس لهذا كله إلا معنى واحد أن الإخوان لن يعودوا إلى حُكم مصر مرة أخرى.. ولن يكون لهم أى تواجد فى المشهد السياسى..
ويبدأ الإخوان فى الاعتراف بأخطائهم..
يعترف بعض الإخوان فى برامج القنوات الإخوانية بأنهم فشلوا كمعارضة وأنهم فشلوا أيضا فى انتهاز الفرصة التى أتيحت لهم لحُكم مصر ..
لم يكن عندهم رؤية واضحة.. هكذا بدأ الإخوان يعترفون.. لكن مشكلة الإخوان الحقيقية هى أنهم لا يستطيعون أن يتخلوا عن فكرة حُكم مصر..لا يقدرون على التخلى عن هذا الحلم فماذا هم فاعلون؟!
بدأ الإخوان فى وضع خطة لإسقاط النظام عن طريق العصيان المدنى.
بدأت القنوات الفضائية وبدأ ضيوف برامجهم فى الحديث عن تجارب العصيان المدنى فى العالم.
وأكثر من ذلك.. بدأ الإخوان تنظيم حلقات دراسية عن كيفية تقوية المواطنين بطرق وأساليب العصيان المدنى.
واستقدم الإخوان أساتذة متخصصين لتعليم المصريين المتواجدين فى تركيا كيف يعلمون الناس فى مصر القيام بعصيان مدنى ناجح !
هل تنجح خطط الإخوان هذه المرة.. لا أعتقد.. بل إننى متأكد أن الإخوان سيفشلون كما فشلوا من قبل.. لأنهم يعشقون الفشل والفشل يعشقهم !
الأهم من ذلك أن مصر تسير فى الطريق الصحيح.. يكفى مشاريع الكهرباء التى افتتحها الرئيس السيسى مؤخرًا.. الرئيس افتتح عددًا من محطات توليد الكهرباء يصل إنتاجها إلى إنتاج السد العالى عشر مرات.. وهذا معناه أنه سيتوفر لنا كهرباء تعيد تشغيل المصانع المتوقفة وإنشاء مصانع جديدة بل وتصدير الكهرباء أيضا إلى بعض الدول العربية.. السعودية والأردن وليبيا.. وهكذا تضع مصر أقدامها على الطريق الصحيح.
غباء الإخوان وفشلهم لن يمكنهم أبدا من إسقاط النظام فى مصر.. أما كراهية المصريين لهم فإنها تقف سدا منيعا أمام أحلام وطموحات الإخوان فى العودة لحُكم مصر!
وهكذا يستمر فشل الإخوان بنجاح منقطع النظير.