صالون الرأي
يا معالي الوزير.. عرض كتفك قد إيه؟
By amrيناير 25, 2024, 13:49 م
479
سعيد صلاح
“حتى الآن لم نتفق إلى أين نذهب، فالجميع يريد مصلحة المواطن، لكن المشكلة فى كيف وليست فى ماذا يحدث، وجرى وصفى فى الماضي بأني وزير الغلابة، والآن الناس بتدعي علىَّ وتتهمني بأننى أصدّر لها الأزمات، والحقيقة أن المسؤولية تقع علينا جميعًا”.. وزير التموين.
نعم يا معالى الوزير أقولها لك بملء الفيه “الناس بتدعي عليك”، ويرددون مثلما قال نواب البرلمان لك “ورينا عرض أكتافك”، ويجب أن تلتمس لهم العذر مثلما التمسته للمتهمين بالفساد فى وزارتك ودافعت عنهم قائلا “المتهم بريء حتى تثبت إدانته”، إلتمس أيضا يا معالي الوزير العذر للمواطن البريء “المتمرمط”، فهو يعانى الأمرين بل يعانى كل أنواع المر منذ أن توليت سيادتك الوزارة.
التمس له العذر.. ولا تعتذر فهو ليس فى حاجة لهذا الاعتذار كما أن اعتذارك مثلما قال لك نواب البرلمان “اعتذار مرفوض”، فهل يعقل وتتوقع أن تعتذر له عما يحدث من ارتفاع الأسعار ونقص السلع، وهو ببساطة يقول لك ولا يهمك.. يا سيادة الوزير أنت تتحدث عن مسببات حياة ومتطلبات معيشة يومية لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يستغني عنها المواطن بل ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يستغني عن جزء منها لأنه ببساطة لو قبل أو فعل ذلك فهو يتنازل عن قوته وقوت أولاده.
الاعتذار مرفوض لأن الواقع فى وزارتك يسوء كل يوم عن الآخر فهل يعقل أن يتم ضبط هذا العدد من قضايا الفساد والفاسدين وهم مسئولين كبار وأنت المسئول السياسى عنهم، دون أن تفكر حتى فى الانسحاب أو إعلان تحمل المسئولية ومحاولة إيجاد حل لها، وهل يعقل أن تحدث لدينا أزمة فى الأرز إلى هذا الحد ونحن لدينا اكتفاء ذاتى منه، ثم تخرج علينا لتقول أن الفلاحين هم سبب هذه الأزمة، فأين كنت وكيف تركت الأمر يصل إلى هذا الحد والمستوى من التأزم.
الاعتذار يا سيادة الوزير مرفوض لأنه لا يعقل أن يحدث لدينا أزمة فى السكر بهذا الشكل، وتجرجر المواطن إلى طوابير طولها أطول من بال سيادتك الطويل جداااااا على المشاكل والأزمات الخانقة.. وهل يعقل أن يصل سعر البصل إلى هذا السعر الجنونى بعدما كنا نشتريه بالشوال لرخص ثمنه، ثم يحدث ما يفجر براكين الغضب والغيظ بداخل أى أحد عندما تطل سيادتك علينا بقرار وقف التصدير لأنك تعلم أن المشكلة فى من يقومون بتصديره إلى الخارج ويزداد الطين بلة بأن تعلن أن قرار منع التصدير سوف يطبق بعد عدة أيام وكأنك تقول لمن خزنوا واحتكروا الحقوا اتصرفوا فى الكميات اللى عندكم.
اعتذارك مرفوض، لأنك فشلت فشلاً ذريعًا فى كبح جماح المحتكرين، ووقفت بكل ثبات تقول لنا: “لا نستطيع إجبار التجار على وضع السعر على السلع وكل ما نستطيع فعله أن نقوم بتوفير السلع فى الأسواق، وكأنك تقول لهم تغولوا وتجبروا ومرمطوا المواطن الغلبان المطحون مثلما تشاؤون.
الاعتذار مرفوض، لأنك تشاهد اللحوم والدواجن والبيض وأسعارها تشتعل كل يوم عن الآخر ولا تتحرك لضبط هذه الأسعار أو على الأقل إيقافها عند حد يمنعها من مواصلة سرعتها الصاروخية هذه دون رابط أو ظابط.
اعتذارك مرفوض يا سياد الوزير لأنك وقفت تشاهدت مصنع أبو قرقاص هذا المصنع العريق الذى يعمل منذ 150 عاما
بلا توقف ويخرج منه ما يقرب من 30% من إنتاج السكر فى مصر ينهار ويتوقف تقريبا ولم تفعل شيئا لإنقاذه.
عفوا معالي الوزير.. وأنا بصفتى مواطن ممن يكتوون يوميا بنيران الأزمات التى تسببت فيها إدارتك لوزارة التموين، أنضم إلى نواب البرلمان وأقول لسيادتك “اعتذارك مرفوض” وأنضم لهم أيضا فيما طالبوا به ومعهم عامة الشعب وأقول لمعاليك “هو عرض كتفك قد إيه”؟.