رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

أفلام الرعب.. خطر وعلاج !

363

أفلام الرعب لها جمهور كبير وتحقق أعلى الإيرادات فى العالم كله، ولكن لا يعلم كثيرون أنها قد تشكل خطراً على نفسية وعقلية من يشاهدها، كما أنها قد تستخدم أيضاً كعلاج أو وسيلة مساعدة للعلاج من بعض الأمراض النفسية مثل الخوف والهلع وبعض العقد النفسية.
وتعتمد أفلام الرعب على الحيل النفسية لإعطاء المشاهد جوا من التشويق والإثارة، وذلك من خلال التلاعب بالأصوات والصور، وعلى الرغم من ذلك إلا أن العقل يدرك أن هذه التهديدات ليست حقيقية، ولكن جسم الإنسان يسجلها كما لو كانت كذلك، فعند مشاهدة أفلام الرعب يتم إفراز هرمون “الكورتيزول” وهرمون “الأدرينالين” من الجهاز العصبى اللاإرادي، ومن استجابات الجسم الفسيولوجية لهذه الهرمونات؛ اتساع حدقة العين، وزيادة معدلات نبضات القلب، وغيرها.
وعلى الرغم من سلبيات مشاهدة أفلام الرعب إلا أنه يوجد البعض من الآثار الإيجابية لها، ومنها الاستمتاع والتسلية والترفيه عن النفس، وإمكانية إيجاد فرصة لمواجهة المخاطر والإحساس بالشجاعة لدى بعض الأشخاص عن طريق مقاومة المشاهد المرعبة، كما أنها قد تصبح مصدراً للتنفيس النفسي.
وتتمحور أغلبية قصص أفلام الرعب التقليدية حول بعض النقاط المحددة والتى تصبح مملة بتكرارها فى العديد من الأعمال، ومعظم قصص تلك الأفلام تدور حول الأرواح الشريرة والمنازل التى يكتشف زوجان قد انتقلا حديثاً إليها أن فيها أرواحاً شريرة ستلحق الأذى بهما وما إلى ذلك من قصص مكررة ومملة، ولذلك يلجأ من يريد شيئاً أكثر إثارة وتشويقاً وأعمق تأثيراً إلى أفلام الرعب النفسي.
وأفلام الرعب النفسي، هى تلك الأعمال السينمائية التى تجعلك تفكر كثيراً وأنت تشاهد، وأبرز ما يميز أفلام الرعب النفسى عن غيرها هو أنها تتحدث حول قصص يمكن أن تحدث لأى شخص، وأنها لا تتحدث عادة حول أشياء غريبة وغير منطقية.
وفى مقابلة مؤخراً مع أحد أشهر المخرجين المتخصصين فى أفلام الرعب “ويس كرافن”، أطلق جملته الشهيرة والمثيرة فى نفس الوقت، وهى أن أفلام الرعب لا تشعرنا فقط بالخوف لكنها تخلصنا منه أيضاً.
فى نفس السياق، أضاف الدكتور “أندرو سكاهيل” أن سينما الرعب كانت متهمة دائماً بأنها تعطى الجسم والروح أوهاما لا يجب تحفيزها، ولكن الجسم فى مقاعد المتفرجين يشعر بالأمان، وفى ظل هذا التخويف فى هذه الأماكن الآمنة من الممكن أن تتحول جرعة الرعب إلى علاج فعال للتخلص من المخاوف.
فيما يقول كورت أوكلى صاحب مؤسسة أوكلى للعلاج النفسى فى كاليفورنيا، إن تعرض الجماهير لأفلام الرعب يشبه فكرة العلاج بالصدمة، حيث يكون من المفيد تعرض الجمهور للضغوط فى بيئة يسهل فيها مراقبته.
وأشار أوكلى أيضاً إلى دراسة فى عام 2020 أفادت بأن أفلام الرعب تستطيع إثارة غرائز الخوف بداخل الفرد، وفى نفس الوقت تتولد معها استجابة المواجهة أو الهروب.