الاتصالات
الوعي التكنولوجي.. وسيلة الأمان في العالم الرقمي
By amrمايو 26, 2024, 13:31 م
691
في عصرنا الحالي، يعيش العالم في ثورة تكنولوجية لا مثيل لها، حيث يتسارع التقدم التكنولوجي بمعدل غير مسبوق، مما يجعل الحياة الرقمية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ومع هذا التطور السريع، ينبغي علينا أن نكون أكثر وعيًا وحذرًا في استخدام التطبيقات والبرامج والإنترنت، لحماية خصوصيتنا وأماننا الشخصي.
شيماء مكاوي
وفي هذا الصدد تحدث د. محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الالكترونية، ورئيس وحدة دراسات الذكاء الاصطناعي والامن السيبراني بمركز العرب للأبحاث والدراسات، إن فهم مفهوم الوعي التكنولوجي أمر أساسي، وهو يشمل فهمنا لكيفية عمل التطبيقات والبرامج ومواقع الويب، والتأثيرات التي قد تنجم عن استخدامها على حياتنا الشخصية والمهنية، وعلى مجتمعنا بشكل عام. ومن خلال الوعي التكنولوجي، يمكننا اتخاذ القرارات الذكية والمدروسة في استخدام التكنولوجيا، مما يسهم في حمايتنا من التهديدات السيبرانية المحتملة.
ومع ذلك، يعتبر الوعي التكنولوجي مجرد الخطوة الأولى، فمن المهم أيضًا أن نتبنى ممارسات صحيحة في استخدام التطبيقات والبرامج والإنترنت، لضمان خصوصيتنا وأماننا. على سبيل المثال، يجب علينا توخي الحذر عند مشاركة معلوماتنا الشخصية عبر الإنترنت، واستخدام كلمات مرور قوية وفحص الروابط قبل النقر عليها، وتحديث برامج الحماية والبرامج المضادة للفيروسات بانتظام.
ولا بد أن نتذكر أنه في ظل تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت عملية تزييف الوعي والحقائق ونشر المعلومات المضللة أكثر تعقيداً وشيوعاً في العالم من خلال نشر صورة أو مقطع فيديو أو نص أو خبر أو إعلان على وسائل التواصل الاجتماعي، لينقل فكرة أو شعوراً معيناً للتأثير على الرأي العام “الذكاء الاصطناعي: تزييف الوعي والتزييف العميق وتزييف الحقائق وتقنيات التزييف الحديثة التي تعتمد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي وفيديوهات تحمل لقطات معدلة صناعياً يتم فيها تعديل الوجه أو الجسم المصور والصوت رقمياً لتظهر كشخص أو شيء آخر يرتكب جريمة لا علاقة له بها أو يتواجد في مكان لم يزوره من قبل.
من أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها في نشر المعلومات المضللة:
– الفيديوهات المفبركة “Deepfakes Videos”: إذ تحتاج الفيديوهات المزيفة لدرجة عالية من الدقة واستخدام متقن للوسائل التكنولوجية التطبيق الذي يستخدم تقنية (deepfake) للسماح للمستخدمين بوضع وجوههم على شخصيات شهيرة.
– نسخ الصوت (Voice Cloning): وهي طريقة يتم من خلالها التلاعب بالحقائق، حيث تسمح العديد من التطبيقات عبر الإنترنت والهواتف المحمولة للمستخدمين القيام بمحاكاة أصوات المشاهير، مثل تطبيقات، (Celebrity Voice Cloning وVoicer Famous AI Voice Changer)
– الصور المزيفة (Deepfakes Images): تأتي هذه الصور على شكل لقطة مصورة لوجه شخص تبدو حية للغاية على الرغم من كونها غير حقيقية
– النصوص المفتعلة (Generative Text): يتم استخدام نماذج اللغة الموجودة بأجهزة الذكية لإنشاء النصوص المختلفة، وهي التي يمكن أن يستغلها الخارجين عن القانون لعمل دعاية لغرض ما على نطاق واسع، وتكمن خطورة انتشار مثل هذه الظواهر في المجتمعات المختلفة ومخاطر تأثيرها على الأمن القومي حال استخدامها كسلاح من قبل الخارجين عن القانون أو الجهات الضارة.
وأكد د. محمد محسن رمضان إن من أبرز حالات نشر المحتوى المزيف باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي:
– التلاعب بالانتخابات: من خلال نشر مقطع فيديو يظهر مرشحاً يشارك في فعل شائن أو يدلي ببيان مثير للجدل.
– زرع الانقسامات الاجتماعية، بنشر الدعاية الموجهة لتقسيم الجمهور ومهاجمة وتشويه سمعة الأطراف السياسية المعارضة.
– التشكيك في المؤسسات والسلطات، بنشر فيديوهات زائفة لنشر الفوضى والتشكيك.
لذلك لابد من مواجهة تقنيات التزييف، لأنه ليس في صالح المجتمع ، حيث أنه مع مرور الوقت، أصبح إنشاء مقاطع الفيديو المزيفة أسهل وأسرع، وستعتمد على بيانات وصور أقل بكثير من الوقت الحالي، كما يمكن للأفراد إنشاء صور مزيفة وتبدو واقعية باستخدام تطبيقات الهواتف الذكية فقط، وسيكون من الصعب اكتشافها، ومثل هذه العوامل ستؤدي حتماً لزيادة عدد الجهات المشاركة في ابتكار ونشر المحتوى المزيف، وهو ما سيقلل بدوره من إمكانية ضبط الجناة أو دفع الثمن الجيوسياسي الناتج عنه، لذلك، لابد من استخدام التقنيات التي قد تحد من تهديد سلامة المعلومات وصحتها ونشر الوعى الرقمي، ومنها:
– أدوات الكشف عن المقاطع المزيفة (Detection): وهي عبارة عن تكنولوجيات وبرامج معينة تسهم في الكشف على مقاطع الفيديو المزيفة مثل استخدام العلامات المائية أو وضع التحذيرات المضمنة في البيانات الوصفية للصور أو المقطع، وبالتالي يمكن لها أن تحدد ما إذا كانت الصور التي تم إنشاؤها أصلية أم مزيفة.
– تقنية المصدر الأصلي للصور أو مقاطع الفيديو (Provenance): وهي تقنية الاعتماد على المصدر الموثق من خلال الكشف عن مصدر الصور الرقمية، كما يمكن تحميل المعلومات المهمة في البيانات الوصفية للصورة الرقمية بحيث عند النقر عليها سيكشف الرمز عن الصورة الأصلية ويحدد أي تعديلات تم إجراؤها عليها، وأكدت الدراسة أن تلك المنهجية ستساهم في بناء الثقة في المؤسسات الإخبارية الشرعية.
– تفعيل المبادرات والقوانين المنظمة (Regulatory Initiatives): أي إنشاء قوانين جنائية واللجوء لاعتماد مشاريع قوانين تنظيمية لمواجهة التزييف للحقائق.
– يجب على الحكومات ومنصات التواصل الاجتماعي وأصحاب المصلحة من القطاع الخاص
نشر الوعي اللازم والابتكار في تكنولوجيا الكشف عن استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي لتزييف الحقائق واتخاذ خطوات أخرى لتعزيزها.
(ويجب على المستخدم تحرى الدقة جيدا قبل مشاركة أي معلومات أو أخبار أو إعلانات أو صور على مواقع التواصل الاجتماعي للحد من نشر الأخبار الزائفة)
ومن أجل ضمان الحفاظ على خصوصيتنا وأماننا الشخصي، يجب أن نكون أيضًا على دراية بأحدث التطورات في مجال أمن المعلومات والحفاظ على الخصوصية. يمكننا تحقيق ذلك من خلال تعلم أساسيات الحماية السيبرانية والاستفادة من الأدوات والتقنيات المتاحة لتعزيز أماننا الرقمي.
لذا، يجب أن نفهم أن الوعي التكنولوجي والممارسات الصحيحة في استخدام التطبيقات والبرامج والإنترنت ليست مجرد مسؤولية شخصية، بل هي جزء لا يتجزأ من مسؤوليتنا الاجتماعية والأخلاقية. إن توعية الناس وتمكينهم لاتخاذ القرارات الصحيحة في العالم الرقمي هو مفتاح لبناء مجتمع رقمي أمن.