نشرت جريدة «ذا صن» The Sun البريطانية تقريرا عن نمو السياحة فى مصر وتونس وتركيا، وأن عودة السياحة لهذه الدول قد أجبر شركات السياحة على زيادة عدد رحلاتها إلى الدول الثلاث، كما ذكرت أن مصر شهدت أكبر نسبة نمو فى العام الماضى ٢٠١٧، حيث ساهمت السياحة فى الناتج المحلى بنسبة ٧٢،٩٪ مقارنة بالعام الذى يسبقه ٢٠١٦.
الحقيقة أن هذا تقرير مُبشر بالخير، خاصة إذا ما استمر هذا الاستقرار الأمنى الذى تجلى نجاحه بما حدث فى كنيسة مسطرد قبل أيام، حين نجح الأمن فى إفشال هدف الإرهاب بتفجير الكنيسة واضطرار المجرم لتفجير نفسه وسط المارة، وهو ما لا يجب أن يمر مرور الكرام، لأن هذه الواقعة تحديدا تعنى الكثير!
تعنى أن مصر قد استعادت قوتها وسيطرتها الأمنية، وأن الحرب التى تقودها القوات المسلحة المصرية فى سيناء قد أثمرت، وأن الأمن الداخلى قد استعاد قدراته وفرض قبضته، ليحبط ضربات الإرهاب ويكتشف المجرمين وتفاصيل الحادث خلال ساعات، وهو ما قد لا تستطيع تحقيقه دول متقدمة كبرى، وهو يعنى أيضًا أن أعداء مصر يتخبطون وأنهم عاجزون عن تحقيق أى هدف!
كما أن مصر من ناحية أخرى تثب وثبات واسعة نحو مشروعات عملاقة، ونحو القضاء على مشكلات وأزمات مزمنة كان الأمل مفقودا فى حلها لعل أبرزها مشكلة البطالة ومشكلة الإسكان، كما بدأنا مشروعان متوازيان فى إصلاح التعليم وتطوير الصحة، وهما أخطر وأهم ما نحتاج لتطويره وتحديثه.
لو استمر هذا النجاح فإن ما نشرته جريدة «ذى صن» البريطانية سيكون مجرد خطوة أولى على طريق تحول مصر إلى دولة سياحية كبرى، تضاهى الدول السياحية العالمية، لأننا ببساطة نملك مقومات لا يملكها أى بلد آخر، وبالتالى سيقوى اقتصادها وتتحسن أحوال مواطنيها الذين عانوا كثيرا وأُهملوا كثيرًا، صحيح أن الطريق ليس سهلا وأن الثمن غاليًا، لكن بمثابرة هذا الشعب الذى فطن إلى أن مستقبلا كبيرا ينتظر أبناءه هو الذى جعله يصبر ويقاوم كل دعاوى الظلام.
لكن هذا لا يعنى أن أعدائنا فى الداخل والخارج سييأسون ويتركوننا لحالنا، بل هم يعيشون بيننا يفيضون غلا وحقدا، وقد غلب انتماؤهم العقائدى على انتمائهم الوطنى، وهو ما يعنى أن يظل هذا الشعب متماسكا واعيا مدركا لمن يتربصون به وينتظرون اللحظة التى ينقضون فيها ليعاودوا اغتصاب هذا البلد الطيب!
ليس هم فقط بل هناك أطراف كثيرة لا يسعدها نجاحنا واستقرارنا وعزتنا، أطراف حققت مكاسب من تعثرنا، ودخلت الساحة لتحتل مكانة مصر، ربما تكون نجحت لبعض الوقت، لكن من المؤكد أن هذا لن يدوم، وهذا ما يجب أن يكون يقينا لدينا.
نحن على مشارف النجاح وجنى الثمار ولا نحتاج أكثر من الإيمان والعزم، وأعتقد أن أداءنا لو تحلى بالعزم لكان لنجاحنا طعم آخر.
TAGمقالات