كل عام مصر وأمة الإسلام فى خير وسلام ونحن نستقبل عيد الأضحى المبارك وحجاج بيت الله الحرام يتوجهون لأداء فريضة الحج ومناسكه والأيادى تمتد وترتفع بالأسحار بالدعاء لله الواحد القهار أن يلقى على العيون الساهرة الحامية لمصرنا آمنا ونصيرا وحماية وأن يصيبها نصر الله القريب.
وعلينا أن نتذكر فى هذه الأيام الكريمة المباركة نعمة الله علينا التى تغمرنا فى حياتنا كلها وأن عمر الدنيا قصير وكلها فانى والآخرة خيرا وأبقى، لذا فإن الدين المعاملة الطيبة والمسلم الحق أن يتبع أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذى قال بعثت (لأتمم مكارم الأخلاق) فنحن أمة وسط تحتاج إلى الأخلاق السمحة التى تاهت عنا وضاعت منا.
فلندرب قلوبنا وأرواحنا لتحقيق السلام الاجتماعى والإصلاح بين الناس ونحاول بكل قوة أن نعيد مفهوم العائلة ولم شمل الأسرة وصلة الأرحام حق الجار فكلها أخلاق تنبع من الإسلام السمح بمفهومه الوسطى التى ضاعت منا خلال سنين طويلة بفعل فاعل منذ سبعينيات القرن الماضى مع صعود التيار المتأسلم السياسى الذى انتشر فيه مظاهر التدين المزعوم والتى اعتمدت على الشكل الخارجى دون جوهر الإسلام الحقيقى وكان هدفه من نشر هذه المظاهر هو فقدان المجتمع المصرى لهويته القائمة على التسامح والإخاء والمساواة والمحبة فظهور التيار المتأسلم كان يسعى لشرخ المجتمع المصرى وتفريقه فالشريعة الإسلامية تقوم على ثلاث ركائز أساسية (العقيدة، والعبادات، والمعاملات) لكنهم للأسف حددوا الإسلام فى مظاهره الشكلية فقط دون النظر لجوهر الدين الحق للإسلام، لذا نحن فى حاجة ماسة إلى التقويم الأخلاقى فكيف تركنا أنفسنا نصل إلى هذه الحالة؟.! وأين دور منارة الإسلام الأزهر الشريف الآن من كل ذلك؟ ولا ننسى أيضا دور الكنيسة المصرية والمدرسة والجامعة بل الدور الثقافى الأكبر فنحن نحتاج إلى إعادة إحياء نموذجنا الأخلاقى النابع من أخلاق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كما نحن فى حاجة لإعادة أحياء نموذجنا الاجتماعى والثقافى والتراثى فالهوية المصرية ترتكز على أسس صلبة نابعة من ثقافتنا وديننا الحنيف وفنوننا وتراثها الحضارى، لذا فإننا فى حاجة عملية لترميم كثير من أحوالنا وأمورنا لتعود لإسلامنا الوسطى الحنيف الذى يبتعد عن المغالاة والفتن والأكاذيب والشائعات وفقدان الثقة فى كل شىء التى باتت تهدد حياتنا وحياة أولادنا وحتى يعود إلينا الكنز المفقود من أخلاقنا الشرقية الأصيلة التى تربينا عليها، فنحن فى حاجة إلى ترميم إنسانى اجتماعى أخلاقى ثقافى وقبل كل شىء يقظة الضمير الدينى والوطن وأن نتأسى بأخلاق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذى وصفه الله تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم) وكل عام ومصر والأمة الإسلامية بخير وسلام ونصر مبين على أعداء الإسلام.