https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

نتنياهو وترامب لن يوقفا دوران الأرض

288

عاطف عبد الغنى

 

كما هو متوقع خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ولقائه بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تم الإعلان عن مقترحات – على الرغم من أنها كانت متوقعة – إلا أنها أثارت مزيدًا من الجدل، ومشاعر الغضب، ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل معا، أبرز هذه المقترحات كان إعلان ترامب عن نيته فى “السيطرة على قطاع غزة” بهدف هدمه وإعادة بنائه ليصبح “ريفييرا الشرق الأوسط” حسب كلامه، ولأن الأخير مقاول وسمسار عقارى بالأساس، فالمسألة بالنسبة له ليست سياسة فقط، ولكنها أيضا فلوس و”بيزنس” تمثله صفقة استثمارية واعدة يستفيد منها ثروة هو وأسرته وأصدقاؤه من مقاولى الهدم وتجار العقارات، الذين وظفهم فى إدارته الحالية، وعلى هذا الأساس أعلن أن الولايات المتحدة هى التى ستتولى العمل فى غزة، وتسلمها بعد ذلك “تسليم مفتاح” لإسرائيل، كما اقترح ترامب مجددًا نقل سكان غزة إلى مصر والأردن، ليستكمل بهذا خطة إسرائيل للتطهير العرقى للفلسطينيين، بطردهم من أرضهم ووطنهم التاريخى للأبد والقضاء على أى حلم لهم فى إقامة دولة تزاحم إسرائيل أو تهددها فى الحاضر أو المستقبل، كما صورت له أوهامه.. بالطبع مثل هذه المقترحات لابد أن تقابل بالسعادة الغامرة من نتنياهو، وقد عبر عن ذلك بالإشادة ووصف ترامب بأنه “أفضل صديق حظيت به إسرائيل فى البيت الأبيض”، وزاد مجرم الحرب الصهيونى بانتقاد سياسات الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن فى الشرق الأوسط، باعثا برسالة موحية ليهود أمريكا الأثرياء الذين يتحكمون فى الاقتصاد الأمريكى بنسبة كبيرة.. وبعد.. لا يجب ولا ينبغى أن نوهم أنفسنا أنه قضى أمر غزة والفلسطينيين والعرب، فدوران الكرة الأرضية لن يتوقف عند تصريحات أو مقترحات ترامب، والأخير ليس إله الكون، ولا هو قدر إلهى علينا أن نتقبله طوعا أو إيذعانا، ولكن هناك حسابات أخرى كثيرة ومعقدة فى المعادلة تجاوزها ترامب ونتنياهو عن عمد، وأول هذه الحسابات ردة فعل شعوب العالم كله، وليس الشعوب المسلمة والعربية فقط، وثانى الحسابات أوراق الضغط العربية وأولها اتفاقات السلام العربية الموقعة مع الكيان الصهيونى، والذى يسعى الصهاينة لاستكمالها بالاتفاقات الإبراهمية، مع المملكة السعودية، ودول أخرى ليخرجوها من دائرة الدعم العربى للحقوق الفلسطينية والعربية كما يظنون، وثالث الأوراق هو الغضب العربى المتصاعد (حكام وشعوب) من حالة السعار التى أصابت المتطرفين اليمينيين الذى يحكمون إسرائيل ويجرون خلفهم قطيعا من بشر منزوع الضمير يمثلون خطرا كبير على إسرائيل قبل أعدائها من الجوييم، لو يفهم نتنياهو وأمثاله.

رقم آخر مهم فى شطر المعادلة الذى يتكون من خصوم أمريكا وإسرائيل، وتمثله إيران التى يمكن أن تلخبط كل حسابات ترامب ونتنياهو المصاب بخوف جنونى من أن تمتلك السلاح النووى، ومن يدرى لعلها امتلكته الآن، وتستعد أن ترجم به الكيان الصهيونى إذا هاجمها.. ونزق نتنياهو يمكن أن يدفعه إلى ذلك.. وأخيرا ففى نهاية النفق بارقة من شعاع يلمع تعكسه الجموع التى خرجت فى واشنطن، تضم أمريكيين عرب ويهود تظاهروا أمام البيت الأبيض، معربين عن رفضهم لزيارة نتنياهو ومقترحات ترامب بشأن غزة.