فى عام 20 20 القادم، سيكون موعدنا مع البرلمان الجديد، برلمان يحقق طموحاتنا أكثر وأكثر، بقى دورتا انعقاد لهذا الجيل من النواب الذين أعتقد أن كثيرًا منهم لم يكن لهم أثر واضح فى ذاكرة دوائرهم وبين ناخبيهم، ورغم أن الفترة الزمنية لا تزال طويلة إلى حد ما، إلا أن هناك من بدأ يعلن عن نفسه ويقدم شخصيته لأهل دائرته منافساً جدياً فى معترك الانتخابات القادمة.
لذلك وبناء على ما سبق، علينا جميعا خلال العامين القادمين أن نعد أنفسنا جيدا ونتهيأ للاختيار الجيد والصحيح، حيث تقع علينا المسئولية الأكبر، بل كل المسئولية فى تشكيل البرلمان، لأننا من نختار، وحتى نختار جيداً علينا أن نمتلك أدوات الاختيار الجيد، ولن نستطيع أن نمتلك هذه الأدوات دون أن يكون لدينا المستوى الأدنى من الفهم الحقيقى لماهية دورالنائب تحت قبة البرلمان، وما يجب أن يقوم به، غير كونه شخص يحمل فى حقيبته مجموعة من الطلبات باسم معارفه وأصدقائه وأهل دائرته يقدمها للوزير الفلانى والمسئول العلانى عندما يقابلهم فى البرلمان أو فى مكاتبهم خلال زيارته الخاطفة للقاهرة، وأن يكون أيضا لدى أى شخص ينتوى الترشح فهم ووعى لماهية وحقيقة دوره كنائب، هل هو تقديم الخدمات أم الرقابة والتشريع..؟
إن كان المرشح يقدم نفسه على أنه جاء لتوصيل شبكة الصرف الصحى للقرية الفلانية أو إدخال الكهرباء، أو صرف الطريق أو تركيب ماكينة صرف آلى أوغيرها من تلك الخدمات التى هى فى الأصل منوط تنفيذها ومتابعتها للمحليات، فهذا المرشح علينا دون أدنى تفكير إخراجه من قائمة اختيارات ،أما إذا كان المرشح يقدم نفسه على أنه جاء ليكون ممثلا لأهل دائرته وللشعب كله تحت القبة مشرعا ومراقبا ومناقشا ومحاورا، فإن هذا المرشح يجب أن نلتفت له وإلى ما يقوله، ونقيم وندرس كل ما يصدرعنه قولا وفعلا، وننظر جيدا فى تاريخه ومشوارحياته، وهل عمل بالسياسة من قبل أم لا ؟، وهل عمل بالعمل العام من قبل أم لا؟، وما هى مؤهلاته العلمية الثقافية والقيادية، كل هذه الأسئلة يجب أن يكون لها إجابة واضحة وشافية، ثم نخضع هذه الإجابات للتقييم العام والخاص، أى تقييم من جمع ومن سأل، وتطرح الإجابات والتقييم على أهل الدائرة للتقييم الأعم والأشمل، ونتيجة هذا التقييم بالطبع هى التى ستحدد من هو الأنسب للترشح.
فليس كل من يقول انتويت الترشح .. يصلح، وليس كل من امتلك بعضا من المال وقال انتويت الترشح يصلح .. وليس كل من خاض التجربة أكثر من مره يصلح، وليس كل من كانت لديه خبرة سياسية أومثلها فى العمل العام. يصلح، فربما كانت لديه أفكار وتوجهات لا تصلح .
الترشح مسئولية والاختيار مسئولية أكبر والنجاح المسئولية الأكبر، لذلك علينا الاختيار جيداً، حتى نرى برلماناً يحقق طموحنا أكثر وأكثر.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن
TAGمقالات