https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

استمرار الحروب ضعف ولن ينتصر أحد

138

سوسن أبو حسين

 

لفت نظرى جدا كلمات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عندما قال إن إسرائيل سوف تخسر العالم كله حتى مع انتصارها عسكريا وأعتقد أنها كلمات صادقة وحقيقية على أرض الواقع حيث انتقل الوضع من كلمات حق الدفاع عن النفس الى التعاطف مع الشعب الفلسطينى والدفاع عن حقه فى الحياة وتقرير المصير بل والاعتراف بدولة فلسطين وليس ما يعلنه نيتنياهو حول اختيار من يحكم شعب غزة لأنه يتوهم إقامة دولة إسرائيل الكبرى عبر استخدام القوة العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية ودعمها المالى والسياسى  وزاد وهمه باختيار من يحكم  الدول المحيطة به ويتحدث عن التعاون مع الرئيس الشرع فى سوريا بعد التخلص من نظام الأسد والتى أصبحت قريبة جدا من الحروب والتفتيت لأن أى معارك عسكرية تنهش فى النظام  واقتصاديات الدولة وتصل به إلى أعلى درجات الجحيم حتى داخل إسرائيل سوف تظهر النتائج الكارثية التى ارتكبها هذا النظام المتطرف ضد الشعب الفلسطيني وغدا قد يزرع فكرة من يحكم دول العالم بما فى ذلك حليفته الولايات المتحدة الأمريكية والتى بدأت فى نصحه عندما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن استمرار الحرب فى غزة يضر بصورة إسرائيل، مشيراً إلى أنها  قد تنتصر فى الحرب لكنها ستخسر علاقاتها دولياً. والأكثر من ذلك أنها تخسر نفوذها، خاصة فى الكونغرس، وفى  حديثه لموقع “ديلي كولر”، اعترف الرئيس الأمريكي (بأن جماعة الضغط الإسرائيلية تضررت كثيرًا) وهنا لن ينتهى كلام ترامب حيث أبدى اندهاشه من التغيرات التي طرأت على مكانة إسرائيل فى السياسة الأمريكية، مشيراً إلى أن نفوذ اللوبي الإسرائيلي لم يعد كما كان فى الماضي، وأن الدعم الشعبي، خصوصاً بين الجمهوريين الشباب، يشهد تراجعاً واضحًا.

وهنا تبرز الانقسامات داخل تل أبيب ما بين استمرار الحرب والخيار السياسى للخروج من هذه الأزمة حيث لا يمكن إعلان الانتصار على جثث ودمار الشعب الفلسطينى بهذه السهولة لأن الثأر مستمر والتمسك بالأرض لا يعرف قوته إلا أصحابها حتى ولو كانوا عزل ولا يملكون المال والسلاح وحتما الانتصار للحق أقرب مما يتصور المحتل ولذا بدأ الارتباك فى قرارات صاحب الانتصار المزعوم “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو” الذى يدرس حاليًا  تقصير مدة الحرب على قطاع غزة خشية فقدان الدعم الأمريكي ونصرة العالم رسميا وشعبيا إلى أهل فلسطين. وأعتقد أن الأشهر المقبلة سوف تشهد الكثير من المفاجآت وسوف تنجح المواقف المصرية فى تغيير رهانات تل أبيب لأن مبادرات مصر تستهدف الأمن والاستقرار وحقن الدماء للجميع أما ما يطرح من أفكار حول ضم الضفة الغربية والسيطرة على قطاع غزة أمريكيا فهى أوهام زائلة.