https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

” أن تحب بابلو” .. حكاية أفسدتها السطحية

6564

الخفة والسطحية وسوء المعالجة السينمائية وراء هذا الفتور الذى استُقبل به الفيلم الإسبانى ” أن تحب بابلو” من كتابة وإخراج فيرناندو ليون دى أرانوا، عن كتاب أصدرته فيرجينيا فاليخو، عشيقة بابلو إسكوبار، امبراطور تجارة المخدرات فى كولمبيا، فرغم توافر مادة مثيرة دراميا عن مغامرات إسكوبار، حتى تم قتله على أيدى القوات الكولومبية، مدعومة برجال المخابرات الأمريكية، ورجال مكتب مكافحة المخدرات الأمريكى، ورغم قيام نجمين شهيرين هما خافيير بارديم وبنيلوبى كروز ببطولة الفيلم، إلا أن كل شىء مكتوب بخفة ومن السطح، لدرجة أن الشخصيات المحورية تبدو مثيرة للدهشة، وباهتة تماما، ومليئة بالتناقضات، فلا تستطيع مثلا أن تفهم هل إسكوبار مهرج أم عاشق أم مدير شرس وناجح؟ ولن تفهم أيضا تقلب عواطف عشيقته فيرجينيا تجاهه، فبعد أن وقعت فى غرامه خلال خمس دقائق من بداية الفيلم، نراها تتعاون فى النهاية مع الشرطة للإيقاع به، حتى شخصية عميل مكتب المخدرات الأمريكى تبدو خائبة تماما، مما أضعف الصراع، وجاء شكل الريبورتاج بصوت تعليق العشيقة، لكى يلخص الأحداث دون أن يعمقها، ولولا بعض لحظات أداء الممثل الجيدة لدى خافيير بارديم، خصوصا فى تعليقاته الساخرة، أو فى علاقته مع طفلته، لما كنا سنجد شيئا يمكن الحديث عنه، إنه الفيلم النموذج الذى يمكن دراسته باعتباره العمل الذى توفرت له مادة جيدة، ومعالجة سيئة.
قصة الفيلم لها أساس واقعى، فقد ذهبت المذيعة والصحفية الكولومبية الجميلة فيرجينيا فاليخو فى العام 1981 لإجراء حوار تليفزيونى مع بابلو إسكوبار، ورغم أنه ليس وسيما، ومنظر كرشه الضخم يدعو إلى الضحك، إلا أن فيرجينيا تحبه، وتكاد توحى إليه بإجبار زوجها الذى انفصلت عنه على تطليقها، لا يفسر الفيلم جاذبية إسكوبار، ولا سبب ارتباط فيرجينيا به، رغم أنه أب وله طفل صغير، وكأنها مراهقة بلهاء، والأعجب أنها ستتبنى منطق وبلطجة إسكوبار، وستقول إنها قررت أن تهتم بكيفية إنفاق إسكوبار أمواله، ولن تهتم بمصدر هذه الأموال، مع أنها عرفت أن بابلو يدير عصابة ضخمة فى ميديلن، تقوم بتصنيع الكوكايين، وتصديره إلى أمريكا، مما يجعل مكتب المخدرات الأمريكى يسعى للقبض على إسكوبار، خصوصا مع وجود اتفاقية لتسليم المجرمين مع كولومبيا. يضطرب السيناريو تماما فى رسم معالم شخصية إسكوبار، الذى يبدو أحيانا كطفل يلهو، ويظهر فى مواقف أخرى كرجل شرس، بينما تتقلب مواقف فيرجينيا، خاصة بعد أن زادت التهديدات لها من أعداء إسكوبار، الذى نجح فى رشوة وإرهاب القضاة فى بلده، ثم أصبح عضوا فى مجلس الشيوخ، وتجرأ على قتل الوزراء والمنافسين ورجال الشرطة، وحتى بعد أن سلم نفسه، احتجزوه فى سجن فاخر، كان يدير منه أنشطته فى الخارج. الخط الوحيد الذى لم يضطرب هو علاقته بزوجته وابنه ثم ابنته التى انجبها بعد سنوات، كانت العائلة هى نقطة ضعفه، التى أدت فى النهاية إلى مقتله، أما فيرجينيا فتقول فى النهاية إنها أحبت بابلو وكرهت إسكوبار، والحقيقة أننا كرهنا الاثنين معا، وفوقهم صناع الفيلم، وبنيلوبى كروز التى كانت تنفعل بشكل مبالغ فيه أحيانا، فتجعلنا نضحك على أدائها الضعيف، خصوصا أن اللغة الإنجليزية المنطوقة بلكنة إسبانية من كل شخصيات الفيلم الكولومبية، جعلت العمل كله أقرب إلى الهزل والمسخرة، رغم أن الحكاية فى جوهرها مأساوية تماما.