بقدر بساطة العنوان إلا أن الكلمات الثلاث ذات دلالة واضحة على ما تستعد له مصر خلال فترة توليها رئاسة الاتحاد، في ظل رؤية شاملة للتنمية المستدامة داخل القارة، من أجل مستقبل أفضل لها، وتحقيق آمال وطموحات شعوبها.
وهي تأكيدات جاءت على لسان موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى قائلاً: خلال حضوره ملتقى الشباب العربي والإفريقي الأول: «نثق في رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي للاتحاد الإفريقي لما يتسم به من حسم وحكمة ونفاذ بصيرة وجدارة في الريادة».
كما كانت كلمات مفوضية الاتحاد الإفريقي للموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا دليل ثقة القارة الإفريقية في رؤية الرئيس فقالت: «فخورة بشغف الرئيس عبد الفتاح السيسي لتطوير البنية التحتية في إفريقيا، بجانب شغفه بالشباب، علاوة على إعطاء المنح للطلاب والذي يعد أمرًا محوريًا للغاية».
ولم تكن تلك الكلمات هى المنتهى وإنما هى بداية لما تسعى له مصر من أجل غد أفضل لشعوب القارة السمراء.
فعلى مدى أكثر من 5 سنوات عملت القيادة المصرية من أجل قارتها الأم وأشقائها العرب.
لم يكن ملتقى الشباب العربى والإفريقى ثلاثة أيام، وإنما تلك الأيام الثلاثة كانت نتيجة جهد وعمل مخلص لشباب واعد محب لوطنه قادر على العطاء مدرك حجم التحديات التى تواجهها بلاده ومحيطها العربى والإفريقى.
فمنذ يوم السابع من نوفمبر 2018 ومع صدور توصية من منتدى شباب العالم بعقد ملتقى للشباب العربى والإفريقى، بدأ شباب البرنامج الرئاسى بإطلاق صفحة للتسجيل لحضور الملتقى، أعقبه عقد مجموعة من ورش العمل لمناقشة أهم المحاور والموضوعات التى سيناقشها وبدء الإعداد والترتيب.. مجموعات من الشباب عملت وتحملت المسئولية لتقدم للعالم نموذجًا جديدًا من النماذج المبهرة التى تؤكد قدرة الشباب على القيادة، وامتلاكهم للأفكار والرؤى التى تدفع بالأوطان إلى الأمام.
ثلاثة أشهر استطاع الشباب وضع أجندة عمل للملتقى وترتيب الجلسات واختيار العناوين والتواصل مع ضيوف الملتقى.
مقطوعة جديدة عزفها شباب البرنامج الرئاسى من مقطوعات النجاح التى يواصلونها منذ انطلاق أول مؤتمر وطنى للشباب عام 2016.
منصة جديدة أضيفت إلى منصة نموذج محاكاة الاتحاد الإفريقى، ومع رعاية الرئيس وحضوره لفعاليات ملتقى الشباب، تزداد معه ثقة الشباب فى أن الغد ملك لهم.. وبأفكارهم ورؤاهم وإخلاصهم لأوطانهم ترتقى الأوطان وتعلو.
وخلال الملتقى، حرص الرئيس على أن يكون الحوار مفتوحًا مع الشباب خلال الجلسات، فاستمع إليهم وكعادته يحرص على أن يدون ما يطرحه الشباب من أفكار ويدور النقاش وتتضح الرؤى.
وخلال الأيام الثلاثة كانت هناك 4 جلسات وثلاث ورش عمل ومائدة مستديرة، بالإضافة إلى حوار مفتوح فى اليوم الثالث وعقب جولة سياحية قام بها الرئيس وشباب الملتقى فى إحدى قلاع الحضارة ورمز من رموز الإنسانية، وعلى أرض التاريخ، قام الشباب بزيارة معابد «فيلة» وعلى مائدة الإفطار كان لقاء مفتوح بين الرئيس والشباب.
وخلال الملتقى، كانت هناك مجموعة من الرسائل للرئيس السيسى منها ما أطلقه خلال كلمته فى جلسة احتفالية تسلم رئاسة الاتحاد الإفريقى.
(1)
الرسالة الأولى.. أن الحوار هو الطريق الوحيد والصحيح لبناء المجتمعات فى ظل حالة الصراع التى تضرب المنطقة ومحاولات تزييف الوعى وغياب العقل، واستمرار محاولات قوى الشر لضرب استقرار المنطقة وتأجيج الصراعات الطائفية والعرقية، والمذهبية، والأيدلوجية.
«إننا فى مصر قد وضعنا شبابنا على أولوية الفئات التى تحظى بالاهتمام والرعاية؛ من أجل مستقبل بلا صراع».
(2)
الرسالة الثانية ضرورة العمل من أجل مستقبل الأوطان، فقد قال الرئيس موجهًا حديثه للشباب: «اعملوا من أجل مستقبلكم ومستقبل أوطانكم»، فمستقبل الأوطان مرتبط بدور الشباب فى البناء فى ظل ما تتمتع به بلداننا العربية والإفريقية من نسب عالية من الشباب حيث تتجاوز نسب الشباب أكثر من 50% من تعداد السكان.
فالآمال معقودة على ما يقدمه الشباب لأوطانهم.
(3)
الرسالة الثالثة «اجعلوا معركتكم من أجل الغايات النبيلة أسمى معارككم»، فالأوطان تبنيها أيادى المخلصين، والعمل بشرف لا بد أن يكلل فى النهاية بالنجاح.
(4)
الرسالة الرابعة، اقترح الرئيس بالتنسيق بين جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقى إقامة سوق عربى إفريقى مشترك أو مؤسسة تمويل عربية إفريقية بتكلفة مالية محددة، لعمل مشروعات لصالح البنية التحتية، مشيرًا إلى أن ذلك مقدمة لتنفيذ المشروع، وهو المقرر تنفيذه من خلال صناديق للتمويل، بالاشتراك مع الصناديق بالخارج.
(5)
الرسالة الخامسة ما يتعلق بإعداد آلية مشتركة لمكافحة الإرهاب، موضحًا أن الرئيس أشار إلى ذلك حينما قال: «من الضرورى التكاتف لمكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات التى تواجه الدول العربية والإفريقية، والعمل على إيجاد آلية عربية إفريقية لمكافحة الإرهاب»، مؤكدًا أن مكافحة الإرهاب ستكون من خلال خطة عمل، بعدما وجه الرئيس وزارة الخارجية والجهات المعنية للعمل على تنفيذها.
(6)
الرسالة السادسة ما أشار إليه الرئيس بإعداد ورقة جادة للحوار بين الدول العربية والإفريقية، على أن تطرح، خلال القمة العربية الإفريقية المقبلة، فى الرياض، مشيرًا إلى أن الرئيس قال خلال مشاركته فى المائدة المستديرة «وادى النيل ممر للتكامل الإفريقى والعربى» إنه يسعى لطرح هذه الورقة من خلال التعاون بين وزارة الخارجية المصرية والاتحاد الإفريقى وكل الدول العربية.
(7)
الرسالة السابعة جاءت تطبيقا فعليا لعنوان الملتقى.. فقد حان الوقت لرعاية أبناء القارة الإفريقية صحيًا وعلميًا، ببناء الإنسان تبنى الأمم، وكان قرار الرئيس ضمن توصيات الملتقى:
أولاً: قيام مجلس الوزراء وبالتنسيق مع وزارتى الخارجية والتعليم بفتح باب المشاركة للباحثين من الدول العربية والإفريقية، للاستفادة من بنك المعرفة المصرى، ومن خلال الآليات المناسبة لتنفيذ ذلك.
ثانيًا: قيام وزارة التعليم العالى، وبالتنسيق مع الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب على تأسيس مجلس التعاون بين الجامعات العربية والإفريقية؛ ليكون منصة فاعلة لتعزيز التعاون العلمى والثقافى بين العرب وإفريقيا.
ثالثًا: قيام وزارة الصحة، وبالتنسيق مع جميع الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة على تنفيذ إطلاق مبادرة مصرية من أجل القضاء على فيروس «سى» لـ «مليون إفريقى»، وإطلاق مرحلة جديدة من حملة «100 مليون صحة»، من أجل القضاء على فيروس «سى»، للضيوف المقيمين فى مصر.
(8 )
الرسالة الثامنة، ما أحوج البشرية أن يحلم الشباب ويأمل فى رحلة إلى المستقبل المشرق عمادها الإخلاص فى النوايا والاجتهاد فى العمل والإيمان المطلق بأن السلام والعدل هما السبيل الوحيد المؤدى إلى إنسانية حقيقية وعالم يسوده الاستقرار ويحقق للبشرية جودة الحياة.
(9)
الرسالة التاسعة العمل على تمكين الشباب والمرأة لتحويل الإرادة السياسية إلى إجراءات عملية لإعدادهم وتأهيلهم عن طريق الارتقاء بالتعليم والتدريب.
تحية لمن قدمن فلذات أكبادهن من أجل الوطن