أسوان : محمد أمين
على مدى ثلاثة أيام التقى شباب القارة السمراء والشباب العربي في أول ملتقى للشباب العربي والإفريقي حمل عنوان “حان وقت إفريقيا ” والذي جاء تنفيذا للتوصية التي أقرها منتدى شباب العالم في نوفمبر الماضي بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وتحت رعايته جاءت النسخة الأولى للملتقى، ومن على أرض طيبة أرض الخير والنماء (أسوان) تحاور الشباب في عدد من الملفات شملت العديد من القضايا والموضوعات التي تهم الشباب العربي والإفريقي، خاصةً في ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي لهذا العام.
شارك في الملتقى 14 وزير شباب من مختلف الدول الإفريقية والعربية، فضلا عن عدد من الشخصيات الإفريقية والعربية البارزة.
كما تنوعت أشكال الفعاليات ما بين جلسات نقاشية وورش عمل ومائدة مستديرة تضم القادة من الشباب وصناع القرار في حوار مفتوح عن أهم ما يشغل الشباب في العالم العربي والقارة السمراء.
كما ضم الملتقى العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية؛ حيث تمت إقامة جولات سياحية للمشاركين في مدينة أسوان احتفالاً بكونها عاصمة الشباب الإفريقي لعام 2019. وتزين شعار الملتقى بألوان متعددة مستمدة من ثقافة وروح مدينة أسوان؛ المنطقة الحضارية التي طالما ظلت بوابة مصر على إفريقية.
وتضمنت قائمة المشاركين وزراء شباب نيجيريا، جيبوتي، تشاد، غانا، بوروندي، سيراليون، الصومال، جامبيا، السودان، الجابون، العراق، فلسطين، غينيا كوناكري، وموزمبيق.
كما شارك بالملتقى كل من موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وأحمد أحمد، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ومريم المنصوري، أول طيار مقاتلة من دولة الإمارات، والإعلامية زينة اليازجي، وحفيد نيلسون مانديلا.
وقد اصطحب الرئيس عبدالفتاح السيسي، مجموعة من الشباب العربي والإفريقي يحملون أعلام بلادهم، في أجواء احتفالية بمناسبة تسلم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، في جولة نيلية على متن يخت وصولا إلى مقر الاحتفالية بمدينة أسوان ضمن فعاليات ملتقى الشباب العربي الإفريقي.
وحرص الشباب العربي والإفريقي على التقاط الصور مع الرئيس السيسي على ظهر اليخت خلال وصوله مقر انعقاد الملتقلى.
ودعا الرئيس في بداية كلمته الحضور بملتقى الشباب العربي والإفريقي للوقوف دقيقة حدادا على ضحايا الحادث الإرهابي الذي شهدته نيوزيلندا واستهدف المصلين داخل مسجدين، وأعرب عن إدانته هذا العمل الإجرامي بكل ما لديه من قيم ومبادئ وإنسانية.
وقد شهدت احتفالية تسلم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي عرضا لفيلم تسجلي عن القارة، سلط الضوء على الاستثمارات المتاحة، وكذلك الخيرات التي لم تكتشف بعد. وكشف الفيلم المميزات التي تتمتع بها القارة الإفريقية، وما بها من خيرات طبيعية تحتاج فقط إلى وضع خريطة طريق لاستغلالها بما يتماشى مع مطالب الشعوب الإفريقية.
ولفت الفيلم إلى رؤية مصر خلال ترؤسها الاتحاد الإفريقي وتأكيدات الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ اللحظة الأولى لتولى مصر رئاسة الاتحاد أهمية وضع استراتيجية خلال هذه الدورة لاستغلال خيرات القارة، وإصرار الرئيس السيسي على النهوض بدولها عبر شبابها.
خلال حفل الافتتاح قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مؤتمرات الشباب منصة للتواصل بين الشباب والدولة، وأفرزت نجاحات كثيرة، من ضمنها تأهيل الشباب للقيادة بمؤسسات الدولة.
وأضاف الرئيس خلال كلمته، أن الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، منصة لانتقاء الشباب بتجرد، حتى يحصل على الفرصة من خلال الأكاديمية والتي ستعتبر هي الوعاء الذي سنحصل منه لصالح الوظائف المختلفة والعليا بالدولة.
وأوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الدولة المصرية لا تختلف في تحدياتها عن الدول الإفريقية الأخرى وكثيرا من الدول العربية، سواء في النمو السكاني والتحدي السياسي والاقتصادي والأمني، وتابع محدثا شباب المؤتمر: “يجب أن نكون واعين للتحديات وتأثيرها وأسلوب التغلب عليها”.
مستقبل أفريقيا
من جانبه أشاد موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي بدور مصر في وضع الثوابت المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية.
وقال: “من منا لم يتذكر أن أول قمة لمنظمة الوحدة الإفريقية انعقدت في القاهرة 1964، كما استضافت مصر بين مؤتمرات عديدة القمة التي أسست لمنظومة استباق الأزمات وفض النزاعات التي شكلت البداية لمنظومة الأمن والسلم الإفريقيين وتوطيد الآليات الأولى لمجلس الأمن والسلم الحالي”.
ونوه بأن مصر طورت الأجندة الإفريقية في مجالات التنمية والسلام في مرحلة بعد الأزمات، ووجه كلامه إلى الرئيس السيسي قائلا: توليكم رئاسة منظمتنا يأتي في ظرف تاريخي متميز لقد بذلنا جهودا كبيرة في بناء اندماج القارة من خلال مشاريع استراتيجية ذات أثر بعيد، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المصادقة على منطقة التجارة الحرة في القارة اتفاق حرية التنقل وإقامة السوق الموحدة للنقل الجوي، أسس قوية لدفع الاندماج الإفريقي، الذي يشكل بعد تحرير القارة من الاستعمار والتمييز العنصري حلما يعبر عن تطلعنا الأسمي.
وعبر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي عن ثقته في رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي الاتحاد الإفريقي لما يتسم به من حسم وحكمة ونفاذ بصيرة وجدارة في الريادة.
وأشار فقيه إلى أن قرار زعماء الاتحاد الإفريقي بوقف كل الصراعات بالقارة بحلول 2020 يشكل التحدي الأكبر، معربا عن تطلعه لتنفيذ الأعمال والتطلعات الواردة في الأجندة 2063.
وشدد على أن الإصلاح المؤسسي لمنظمة الاتحاد الإفريقي فيما يتعلق بالتطبيق الصارم لضريبة 0.2% لهو شرط لا غنى عنه لاستقلالنا المالي والسياسي، ووسيلتنا في التحرك وفقا لتطلعات شعوبنا في قارة إفريقيا.
وتابع رئيس المفوضية قائلا “اسمحوا لي أن أبرز السمات المشتركة لشبابنا العربي والإفريقي، فنحن نواجه نفس التحديات المشتركة في التكوين والمخاطر، والهجرة وغزو المذاهب الهدامة والإرهاب والشذوذ الفكري والديني، ومن أجل تحقيق تطلعاتكم المشروعة، أثق بأن الاتحاد الأفريقي سيظل المرافق الأول لكم في كفاحكم هذا”.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال كلمته : ” لا يخفى على أحد حجم التحديات التي تواجهها الإنسانية وذلك الانتشار غير المسبوق للصراعات والنزاعات التي خلفت حجما من الدمار والتخريب لم يشهد التاريخ مثله، وأصبحت مشاهد اللاجئين معتادة وصوت صرخات الأطفال والثكالى جزءا من حياتنا اليومية .
وللأسف فإن نصيب المنطقة العربية والقارة الإفريقية من هذه الصراعات، ومن هذا التدمير، هو النصيب الأكبر بلا منازع، وأصبحنا نسكن إقليما أرهقته صراعات الحاضر التي تكاد تعصف بمستقبله وتمحو ماضيه، ونحن بصدد مواجهة هذه التحديات المعاصرة التي تسعى لإعلاء النعرات الطائفية والإيديولوجية فإننا فى مصر قد وضعنا شبابنا على أولوية الفئات التي تحظى بالاهتمام والرعاية؛ من أجل مستقبل بلا صراع ولقد نجحنا في خلق مساحة مشتركة نجتمع فيها وندير فيها اختلافنا بشكل حضاري ونحقق تواصلا فاعلا ومستمرا فيما بيننا، وقد نجحت المؤتمرات الوطنية للشباب في تحقيق حالة حوارية حضارية متفردة ثم ما لبثت أن تحولت إلى فكرة قابلة للتعميم والعولمة؛ فانطلق منتدى شباب العالم وليدا من بنات أفكار شباب مصر ليكون منصة حوار بين شباب العالم بكل تنوعهم واختلافهم.
نحن بصدد حضور انطلاق نسخة جديدة من منتجات مؤتمرات الشباب المصرية حيث يلتقي على أرض مصر ووسط شبابها شباب من أبناء دولنا العربية الشقيقة وقارة إفريقيا الواعدة يتحاورون ويتناقشون ويتبادلون الرؤى في تناغم مميز رائع على أرض مصر، وعلى ضفاف نيلها الخالد سنتحاور باحثين عن الغد الواعد متطلعين إلى مستقبل عنوانه السلام والمحبة، متمنين عالما بلا صراع أو نزاع.
وصدقا أحدثكم أن الأمل معقود على عزيمة شبابنا في تجاوز التحديات المحيطة بدولنا العربية والإفريقية وهم بحماسهم ونقائهم سيكونون الرقم الفاعل في معادلة بناء المستقبل.
وأضاف الرئيس قائلا :” أهلا بكم جميعا في مصر السلام والتنمية، مصر الملتقى التي ينبع من قلوب أهلها الخير للعالمين، مصر التي تعتز بانتمائها الإفريقي والعربي والساعية دوما لتعزيز أواصر وروابط الإخاء والتعاون مع كل أشقائها، مصر مبتدأ التاريخ، مصر التي أراد أبناؤها لها السلام فقاتلوا من أجله وأرادوا لها التنمية والاستقرار فعقدوا العزم على العمل.
وبثقتي في عزائم شباب مصر وبفخري بذلك التنوع وتلك العيون الشابة الناظرة للغد وبإيماني بحماس الشباب وقدراتهم، أفتتح على بركة الله النسخة الأولى من ملتقى الشباب العربي والإفريقي.
تمكين الشباب
وخلال الجلسة الأولى من اليوم الثاني للملتقي قال أحمد خليل، مسئول الشراكات بمنتدى شباب العالم، إن القارة الإفريقية غنية بالثروات الطبيعية التي تحتاج إلى القيادة السليمة للاستفادة منها، مبينا أن المنطقة العربية والقارة السمراء تشتركان في نفس التحديات، لاسيما في فكرة تأهيل وتمكين الشباب.
مضيفا أنه يجب تحويل جميع تحديات القارة الأفريقية إلى فرص وعناصر جيدة نستفيد منها، مشيرا إلى تجربة مصر الرائعة في تأهيل وتدريب الشباب.
وموضحا أن الاعتماد على الخبرات الأجنبية إحدى المشكلات التي تواجه الدول الأفريقية، كما أن هناك مشكلة اقتصادية بسبب غياب الوعي، وهو ما يستغله البعض من أجل التركيز على الإرهاب الفكري للشباب.
مختبرات منتدى شباب العالم
وخلال الجلسة الأولى من اليوم الثاني أعلنت آية عطية المنسق العام لمنتدى شباب العالم خلال الجلسة الأولي لملتقى الشباب العربي والإفريقي، إطلاق منتج جديد من منصات منتدى شباب العالم، هو مختبرات منتدى شباب العالم WYF Labs، والهدف منه هو إلهام وتمكين الشباب أصحاب أفكار ريادة الأعمال من إنشاء شركات ناشئة Startups قوية تخدم أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة، وتوفر WYF Labs للشباب المعلومات والاستشارات اللازمة لتطوير شركاتهم، والتواصل بشكل فعال مع بيئة الأعمال.
والملتقى هو أحد فعاليات منصات منتدى شباب العالم (WYF Platforms)، والتي تدور فكرتها حول منح الشباب المصرى ونظرائه في جميع أنحاء العالم، فرصة لتطوير ودعم أفكارهم المختلفة في جميع المجالات، وذلك من خلال تنظيم عدة فعاليات على مدار العام.
يأتي الملتقى، تنفيذاً لتوصيات منتدى شباب العالم الذي عُقد في نسخته الثانية نوفمبر 2018 بمدينة السلام شرم الشيخ، والتي نصّت على إقامة ملتقى للشباب العربي والإفريقي بمدينة أسوان.
قالت سارة أنيانج، مفوضة الاتحاد الإفريقي للموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو أحد رواد التطوير من أجل تعزيز العلوم والتكنولوجيا والابتكار في القارة الإفريقية.
وأضافت أنيانج، خلال كلمة لها بالجلسة الثانية لملتقى الشباب العربي والإفريقي والمنعقدة بعنوان “مستقبل البحث العلمي وخدمات الرعاية الصحية” بمدينة أسوان، أنها فخورة بشغف الرئيس عبد الفتاح السيسي لتطوير البنية التحتية في إفريقيا، بجانب شغفه بالشباب، علاوة على إعطاء المنح للطلاب والذي يعد أمرا محوريا للغاية.
وأوضحت مفوضة الاتحاد الإفريقي للموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا، أنه يجب استغلال جميع الموارد بالقارة الأفريقية، مبينة أن الإرادة السياسية تكون ناجحة، عندما يكون المجتمع لديه إرادة لتنفيذ الرؤية الأفريقية للتنمية المستدامة.
البحث العلمي
وخلال الجلسة الثانية من اليوم الثاني للملتقى قال الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، إن مصر تحتل المركز 35 على مستوى العالم في نشر الأبحاث العلمية، مشيرا إلى عراقة دراسة الطب في مصر والذي بدأت في العام 1827 بالمستشفى العسكري والتي عرفت بأول مدرسة للطب بمنطقة أبو زعبل حيث قامت بتخريج أول دفعة في العام 1832.
واستعرض وزير التعليم العالي، تاريخ الطب في مصر خلال كلمته في منتدى الشباب العربي والإفريقي، مشددا على أن جزءًا كبيرا من تاريخنا هو تدريب وتأهيل العرب والأفارقة، حيث بلغ عدد الطلاب الدارسين في القطاع الطبي نحو 15 ألف طالب، منهم 2648 منحة دراسية لكل العلوم الطبية، فضلا عن دراسة 20 ألف طالب إفريقي في مصر.
وأوضح الوزير أن منظومة التعليم الطبي كانت تدار عبر نظام السنوات الدراسية ولكن تم إقرار نظام الساعات المعتمدة لتتماشى مع النظام العالمي بهدف تدريب الطالب على جميع مهارات العصر والبحث العلمي، مشيرا إلى أن ميكنة الامتحان والاختبارات وتوحيدها على مستوى الجمهورية لتتماشى مع القياس والتقويم العالمي في مجالات الطب.
وذكر وزير التعليم العالي، أن مجلس النواب وافق على قانون مزاولة الطب وربطه بالامتحان الموحد لإحداث حالة من التفوق في مجال القطاع الطبي، ما أحدث في النهاية ترتيبًا متقدمًا للجامعات المصرية في المجال الطبي، على مستوى الجامعات العالمية، ومنها القاهرة والمنصورة والإسكندرية”.
وقال إن مصر تمتلك 113 مستشفى جامعيا بأكثر من 33 ألف سرير، فضلا عن ضخ استثمارات بـ 6 مليارات جنيه خلال الست سنوات الماضية.
من جانبه دعا الرئيس إلى الاستفادة من نتائج البحث العلمي الذي يقوم به الشباب الإفريقي خارج القارة.
وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمته في منتدى الشباب العربي والإفريقي بأسوان قائلا:” إذا كنا في المرحلة دي مش قادرين نحط صناعة البحث العلمي في مكانها بنفس المستوى اللي في الدول المتقدمة طب نتشارك ونتكلم معاهم لما يكون عندنا عقل متميز ها نبعتهولكم وينجح في بحث علمي ما تدونا نسبة من عقله دا ابننا وعلمناه عندنا وأتحناه لكم”.
وتابع: “ممكن نعمل بروتوكول إن كل شبابنا اللي يروح ويعمل بحث علمي ويعمل منتج قابل للتداول من حقنا إن إحنا ناخد هذا المنتج”.
وفى نهاية كلمته وجه الرئيس حديثه لشباب القارة: ما لدينا في مصر بكل تقدير وتواضع نقدمه لكم”.
الصحة وبناء الإنسان
وخلال الجلسة الثانية أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، توقيع الكشف على 42 مليون مواطن ضمن حملة الكشف عن فيروس سي “100 مليون صحة” منذ انطلاقها، مبينة أنه يتم فحص من 500 إلى 600 مواطن يوميا.
وقالت هالة زايد، خلال كلمتها إن وزارة الصحة قامت بخطوات حثيثة لنقل التكنولوجيا والاستفادة من البحث العلمي، وبدأت بالمشروع القومي لتصنيع مشتقات البلازما، وسيتم عرض قصص نجاح له العام المقبل.
كما أكدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، تخفيض تكلفة الكورس العلاجي لمريض فيروس سي في ثلاثة أشهر، من 80 ألف دولار، إلى 50 دولار داخل مصر، من خلال التقدم التكنولوجي، بواسطة 21 مصنع دواء مصري يعملون لإنتاج علاج فيروس سي.
وقالت زايد، خلال كلمة لها بالجلسة الثانية لملتقى الشباب العربي والإفريقي والمنعقدة بعنوان “مستقبل البحث العلمي وخدمات الرعاية الصحية” بمدينة أسوان، إن وزارة الصحة المصرية حصلت على اعتماد دولي من منظمة الصحة العالمية لإنتاج كثير من الأدوية في إحدى المصانع المصرية.
وأوضحت وزيرة الصحة، أن من ضمن الابتكارات التي ساعدت وزارة الصحة خلال الشهرين الماضيين على تسجيلها في مصر، علاج مبتكر لأمراض الملاريا، وهناك مصانع يمكن أن تنتج 3 طن يوميا لإتاحته لكل الدول الإفريقية للتخلص من الملاريا ومقاومة البعوض.
وأشارت إلى أن مصر خطت خطوات كبيرة جدا في مجال تصنيع البلازما بدعم من منظمة الصحة العالمية، وتجهز مصر 12 مركزا لتجميع البلازما، وستعلن عن حملة كبرى لجلب 36 ألف متبرع دائم، لإنتاج 300 ألف لتر سنويا بداية من العام المقبل غير مشتقاته.
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن البحث العلمي، صناعة توجد مفرداتها، وعناصرها بالكامل في مصر وأفريقيا.
وأضاف الرئيس: مفردات صناعة البحث العلمي في الدول الأفريقية ليست بكفاءة مثيلتها في الدول المتقدمة، مبينا أن كفاءة البحث العلمي البشرية والعقول المتميزة في الدول الإفريقية أكثر من الدول المتقدمة.
وتابع الرئيس: “كل الدول المتقدمة عملت آليات علشان تجذب العقول دى ليها، وتستطيع من خلال هذه الآليات جذب مزيد من العقول للصناعة، وهم أخذوا البحث العلمي وحولوه لسلعة ثم للأسواق”.
وخلال الحفل الختامي أكدت جيهان الخطيب إحدى المشاركات في الملتقى من البحرين، أن الملتقى منصة قوية لدعم الشباب العربي والإفريقي وطرح مقترحاتهم والتعبير عن آمالهم وطموحاتهم ومناقشة التحديات المشتركة التي تجمعهم وطرح الحلول المناسبة لها.
كما أشار نهلا جونيور أحد المشاركين في الملتقي، إلى أن ملتقى الشباب العربي الإفريقي يعد نموذجا رائعا لتوحيد آمال وطموح الشباب وتوحيد طاقاتهم لمواجهة التحديات المشتركة.
مضيفا أن هناك العديد من التحديات الصعبة التي تواجه العالم العربي والإفريقي على رأسها البطالة والتحديات الاقتصادية وهى التحديات التي تم طرحها خلال جلسات الملتقى للاستماع إلى آراء ومقترحات الشباب حول الحلول التي قد تقضي على هذه التحديات.
وتضمنت فعاليات الحفل الختامي فقرة فنية لمجموعة من الشباب الأفارقة والتي تضمنت عروضاً غنائية إفريقية. كما تضمنت أيضا عرض فيلم قصير استعرض عددا من النماذج الناجحة في مختلف الدول الإفريقية والعربية والذين قدموا أفكارا وأسسوا تطبيقات ومؤسسات حققت نجاحا كبيرا في مجتمعاتهم.
وفى ختام الملتقى ألقى الرئيس السيسي كلمة قال فيها :” في البداية أتوجه إليكم جميعا حضورا ومنظمين وأجهزة ومؤسسات الدولة بالتهنئة على نجاح فعاليات هذا الملتقى وعلى نجاح هذه الأجواء الإيجابية المفعمة بالأمل التي صاحبتنا على مدى يومين متتاليين، وأؤكد لكم جميعا أن مشاعر الفخر والاعتزاز امتزجت بالسعادة وأنا أتابع عن كثب هذه النخبة المتميزة من شبابنا العربي والإفريقي الواعد وممتن كثيرا لشباب مصر الذين استطاعوا صياغة هذه المنصة الحوارية الإبداعية التي أتاحت لنا جميعا الفرصة لتبادل الأفكار والرؤى، لقد صنع شبابنا العربي والإفريقي نموذجا يحتذي به ويمكن البناء عليه في الحوار البناء الجاد، وأكدوا أن تكاملنا العربي والإفريقي هدف قابل للتحقيق، كما أكدوا ـ بلا شك ـ أن اختلافاتنا هي قيمة مضافة تعزز التكامل ولم تكن أبدا سببا للصدام والنزاع.
وأضاف الرئيس السيسي، كانت سعادتي بالغة بهذه النماذج الشابة الواعدة الملهمة والساعية لصناعة الغد وصياغة المستقبل المفعم بالسلام والاستقرار للبشرية كلها.. ويوما بعد يوم يستقر في يقيني بأن انحيازي لشباب مصر وأحلامهم وثقتي المطلقة في حماسهم ونقائهم كان انحيازا في محله ورهانا صائبا ودليلي على ذلك هو تلك المخرجات التي أفرزتها التجربة من أفكار ورؤى ومقترحات قابلة للتطبيق والتنفيذ.
وقال الرئيس : ” إن الواقع الذي نواجهه اليوم، والذي أرهقته الحروب والنزاعات والانحراف غير المسبوق عن النسق الإنساني يحتم علينا أن نكثف من مساعينا لإعادة تجديد الخطاب الإنساني وصياغة مستقبل البشرية، يشتمل على معاني الاستقرار والسلام والتنمية وتجاوز تلك الصراعات التي ألمت بها وتكاد أن تعصف بعالم اليوم.. ولا سبيل أمامنا سوى أن نتحمل مسئوليتنا الإنسانية والتاريخية ونعقد العزم على الانحياز المطلق لأحلام شباب العالم وأن نستثمر طاقاتهم وأفكارهم في مشروع بناء المستقبل، وأن نعلي من أجلهم قيم الحضارة والإنسانية ومبادئ السلام والعدل.
شباب مصر والعرب وإفريقيا أوصيكم بالتمسك بأحلامكم والعزم على تحقيقها دون حيود أو انحراف عن أهدافكم السامية.. اعملوا بكل جهد واجتهاد من أجل مستقبلكم ومستقبل أوطانكم.. اجعلوا الحوار وتقبل الآخر دستوركم والإنسانية شريعتكم والعمل منهجكم.. أعقدوا النية على أن تجعلوا أوطانكم وعالمكم أكثر سلاما واستقرارا.. اجعلوا معركتكم من أجل الغايات النبيلة هي أسمى معارككم، حافظوا على نقائكم وحماسكم ولا تحيدوا عن النسق الإنساني الأساسي”.
وقال الرئيس السيسي إنني إذ أثمن جهودكم الحقيقية التي تحققت خلال فعاليات هذا الملتقى الناجح، فإنني منحاز إلى توصياته ومؤمن بها، لذا فقد قررت:
أولا: قيام مجلس الوزراء وبالتنسيق مع وزارتي الخارجية والتعليم بفتح باب المشاركة للباحثين من الدول العربية والإفريقية للاستفادة من بنك المعرفة المصري ومن خلال الآليات المناسبة لتنفيذ ذلك.
ثانيا: قيام وزارة التعليم العالي وبالتنسيق مع الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب على تأسيس مجلس التعاون بين الجامعات العربية والإفريقية ليكون منصة فاعلة لتعزيز التعاون العلمي والثقافي بين العرب وإفريقيا.
ثالثا: قيام وزارة الصحة وبالتنسيق مع جميع الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة على تنفيذ إطلاق مبادرة مصرية من أجل القضاء على فيروس «سي» لمليون إفريقي، وإطلاق مرحلة جديدة من حملة «100 مليون صحة» من أجل القضاء على فيروس «سي» للضيوف المقيمين في مصر وليس اللاجئين.
رابعا: قيام إدارة منتدى شباب العالم بتشكيل فريق عمل من الشباب العربي والإفريقي بتولي إعداد تصور خاص بتحقيق فرص التكامل العربي الإفريقي في كل المجالات وتقديمه إلى الجهات المعنية بدولنا للبدء في تنفيذه.
خامسا: قيام إدارة منتدى شباب العالم بتشكيل فريق عمل من الشباب العربي والإفريقي لوضع رؤية شبابية لآليات التعامل مع قضايا الاستقطاب الفكري والتطرف وعرضها كمبادرة شبابية للقضاء على الإرهاب والتطرف.
سادسا: قيام إدارة منتدى شباب العالم بالإعداد والتجهيز لملتقى مصر والسودان لتعزيز التكامل بين البلدين الشقيقين على مبدأ أخوية وادي النيل.
سابعا: انطلاقا من مسئولية الاتحاد الإفريقي، تعد مصر ورقة بالتنسيق مع مفوضية الاتحاد الإفريقي وأمانة الجامعة العربية لتطرح على القمة العربية ــ الإفريقية المقبلة تتضمن مقترحات محددة وعملية في المجالات الثلاثة التالية:
إنشاء سوق عربية ــ إفريقية مشتركة.
إنشاء صندوق لتمويل بنية التواصل الإفريقي في مجالات الطرق والسكك الحديدية والكهرباء لتعزيز الاندماج القاري.
إنشاء آلية عربية إفريقية لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار.
ثامنا: الاهتمام بتوظيف المنصات الإعلامية والتواصل الاجتماعي لإزالة الصورة الذهنية الخاطئة للعلاقات الإفريقية ــ العربية.
تاسعا: العمل على تمكين الشباب والمرأة لتحويل الإرادة السياسية إلى إجراءات عملية لإعدادهم وتأهيلهم عن طريق الارتقاء بالتعليم والتدريب.
وأضاف الرئيس، الفكرة مبتدأ الحلم وبمقدار الإيمان في الحلم يكون تحقيقه، وما أحوج البشرية إلى أن يحلم الشباب ويأمل في رحلة إلى المستقبل المشرق عمادها الإخلاص في النوايا والاجتهاد في العمل والإيمان المطلق بأن السلام والعدل هما السبيل الوحيد المؤدى إلى إنسانية حقيقية وعالم يسوده الاستقرار ويحقق للبشرية جودة الحياة.. وفى النهاية، لا أجد من العبارات سوى أن أقول لكم أهلا بكم ومرحبا دوما في بلدكم الثاني مصر.. أقول لكل الشباب الموجود معنا حاليا وكل من يسمعني، من فضلكم حافظوا على بلادكم.. تحيا مصر وتحيا أمتنا العربية وتحيا قارتنا الإفريقية
ثم قام الرئيس بتكريم عدد من النماذج الشبابية المتفوقة.