https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الشاب الذكى والمرأة الحديدية فى مواجهة السلطان المريض

1424

إلغاء نتائج الانتخابات المحلية الخاصة ببلدية إسطنبول التركية انقلاب على الديمقراطية هكذا وصفت ميرال اكشينار، زعيمة حزب الخير،ما حدث من قبل حزب العدالة والتنمية الذى اختطف السلطة بعد أن انقلب على الجمهورية التركية التى أسس لها كمال الدين أتاتورك بعد أن أحدث ثلاثة تعديلات دستورية منذ سيطرته على السلطة كل تعديل منها أدى إلى تمكين الحزب من السلطة وضمنت وجود أردوغان فى الحكم مدى حياته.

ورغم أن عصابة أردوغان التى تختطف السلطة حصنت نفسها بعد مسرحية الانقلاب العسكرى الفاشل بالسيطرة على كل مفاصل الدولة إلا أن انتخابات الرئاسة الماضية كانت تشير لأمر ما سيحدث بعد أن هزت «ميرال اكشينار» عرش «أردوغان» فى الانتخابات مما جعل الأتراك يلقبونها بالمرأة الحديدية،الأمر الذى تبعه تحرك لحزب الشعب الجمهورى المعارض لسياسيات «أردوغان» حتى تمكن الحزب من هزيمة العدالة والتنمية فى الانتخابات المحلية والفوز بالعاصمة أنقرة بالإضافة لأهم ثلاث مدن تركية وهى إسطنبول وازمير وانطاليا وهى المدن التى تحتوى على شرائح من الناخبين لديهم وعى سياسى مما دفعهم لطرد حزب العدالة والتنمية من مدنهم.

فوز السياسى الشاب الذكى «أكرم إمام اغلو» بحكم مدينة إسطنبول فى مواجهة «بن على يلدريم» رئيس وزراء «أردوغان» السابق أمر لم يتحمله السلطان ورفاقه خاصة أن المدينة ذاتها هى التى كان يرأسها أردوغان  قبل أن يصبح رئيسا للوزراء،وهذا قبل تحويل نظام الدولة لرئاسي.

بعد محاولات استطاع حزب العدالة والتنمية بمساعدة اللجنة العليا للانتخابات من إعادة الاقتراع على رئاسة المدينة الأمر الذى دفع الشارع فى إسطنبول للخروج معربا عن استيائه،«أكرم إمام» وصف ما حدث كونه خيانة للديمقراطية والجمهورية الأتاتوركية معلنا رفضه الانهزام أمام رغبات السلطان المريض الذى يهتز عرشه ولم يعد قادرًا على حمايته مثله مثل أجداده العثمانيين.

الغباء السياسى الذى يمارسه حزب العدالة والتنمية زاد من شعبية الأحزاب الأخرى مثل الشعب أو الخير مما يؤكد أن اتفاق الأحزاب التركية فى الانتخابات الرئاسية القادمة والتفافها حول مرشح واحد من المؤكد أمر سيعصف بأردوغان وحزبه.