خاص أكتوبر
تتصاعد حدة الأزمة السياسية داخل حزب العدالة والتنمية بعد الإعلان رسميا عن فوز رئيس بلدية أسطنبول الجديد أكرم إمام أوغلو بمنصبه ، خاصة وأن هذا الفوز جاء رغم الدعم السياسي الكبير الذي وفره حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لمرشحه بن علي يلدرم ، وهو الدعم الذي كان واضحا وبقوة منذ اللحظة الأولى للانتخابات حتى الإعلان عن نتيجة الأنتخابات رسميا.
غير أن هزيمة يلدريم وفوز أوغلو تطرح بدورها الكثير من التساؤلات عن السبب وراء تحقيق أوغلو لهذا الانتصار ، ونجاحه في ذات الوقت بالإطاحة بمرشح حزب العدالة والتنمية المدعوم من الرئيس رجب طيب أرودغان شخصيا.
وتشير عدد من التقارير إلى أن تعاطي أوغلو سياسيا مع عدد من القضايا ذات التأثير على الوضع الداخلي ساهم بصورة أو بأخرى في حسم نتيجة الانتخابات لصالحه ، وعلى سبيل المثال جاء ملف اللاجئون فضلا عن العلاقات مع حركة حماس على رأس الأسباب التي أدت إلى تحقيق أوغلو لهذا الانتصار .
وسبق لأغلو أن انتقد هذه المنظومة من العلاقات ، مشيرا إلى أن الرئيس التركي والقائمين على حزب العدالة والتنمية يهتمون فقط بالموضوعات أو القضايا ذات البعد الدولي بعيدا عن المشاكل والأزمات الاقتصادية والاجتماعية المشتعلة في الداخل التركي. وبالطبع كان لهذا الخطاب اثر بالغ في نيل أكرم أوغلو وقيادات حزب الشعب شعبية كبيرة في الشارع التركي ، خاصة وأن المواطن التركي بالنهاية يشعر بأن الرئيس التركي والقيادات في حزب العدالة والتنمية لا توليه الاهتمام الكاف علة مختلف الأصعدة.
وتشير بعض من التقارير التركية إلى أهمية هذه النقطة خاصة مع تبني حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه أوغلو لأيديولوجية قومية ، حيث تمجد الأتراك فوق بقية المكونات الاجتماعية الأخرى. ودفع هذا بالطبع بأوغلو إلى المطالبة بأن تكون خيرات تركيا فقط للاتراك دون غيرهم ، خاصة مع الدعم الذي تقدمه تركيا للاجئين سواء من السوريين أو من عناصر حركة حماس التي تعيش في البلاد.
بالاضافة إلى إيمان أوغلو بأن تركيا تدفع ثمنا باهظا من وراء بناء علاقات وثيقة مع حركة حماس ، وهو الثمن المستمرة في دفعة حتى الان ، فضلا عن تعاطيه الدقيق مع اللاجئون السوريين في تركيا وتأكيد عدد من أقطاب حزبه بأن بينهم الكثير من اتباع حركة حماس ،وهو ما بات واضحا الان.