صالون الرأي
الإخوان واستراتيجية البقاء!
By amrيوليو 29, 2019, 17:27 م
2087
لا يزال تنظيم الإخوان المسلمين يتبع نفس الاستراتيجية فى مواجهة إخفاقاته المستمرة وخسارته لأتباعه ومؤيديه وهى استراتيجية قديمة مكشوفة وفاسدة !! ولم تتغير فى أسلوبها منذ أزمة الإخوان بعد اغتيالهم للقاضى احمد الخازندار وحتى اليوم فعندما تم حل جماعة الإخوان بعد اغتيال الخازندار قام التنظيم السرى للجماعة باغتيال النقراشى باشا رئيس وزراء مصر فى العهد الملكى وهو الذى أصدر قرار حل الجماعة ثم أعقب ذلك عمليات اعتقال وسجن لقيادات الإخوان مما أدى إلى اتباعهم الأسلوب ذاته بالتبرؤ من جريمة الاغتيال والتى وصفوها بالجريمة المشينة! والغريب أنهم بعد ذلك عمدوا إلى اتباع أسلوب التفرق وتوزيع قياداتهم بين الأحزاب المختلفة سواء كانت أحزابا يسارية أو ليبرالية أو حتى فاشية وذلك لإيهام صانع القرار السياسى فى مصر أن الجماعة قد انتهت وتشرذمت وتفرق قادتها بين الأحزاب المختلفة وتقوقع أعضاؤها فى أماكنهم دون ممارسة أى نشاط سياسى أو اجتماعى وهو أسلوب الإخوان المعروف فيما يسمى استراتيجية الابتعاد والاختفاء والتقوقع.
وإن كانت هذه الاستراتيجية والتى أطلق عليها حسن الهضيبى المرشد الثانى للإخوان بعد اغتيال حسن البنا مؤسس التنظيم – استراتيجية البقاء – أى أن التقوقع والاختفاء أو ممارسة السياسة من خلال أحزاب أخرى قد يوحى بأن التنظيم قد انتهى!
لكن الغباء السياسى لقادة الإخوان جعلهم لا يدركون أن هذه الاستراتيجية قد تنجح لمرة واحدة ولفترة محدودة! لكن مزيد من الغباء جعلهم يكررون هذه الطريقة الغبية الساذجة عدة مرات وبالطبع كانت خسائرهم كل مرة كبيرة حتى تلاشى تواجدهم بالشارع المصرى من المؤيدين والمناصرين وقد أثر ذلك على نشاطهم السياسى وتحركاتهم التى باتت مكشوفة تمامًا ليس من الناحية الأمنية فحسب وإنما للمواطن العادى أما من الناحية السياسية من الأحزاب السياسية التى كانت تتحالف مع الإخوان فى فترات زمنية معينة ولظروف سياسية جمعتهم المصالح أصبحت هذه الأحزاب تتجنب المشاركة مع عناصر الإخوان بعد أن اتضح لهم أن الإخوان تنظيم إرهابى فاشى ملوث بالدم وأن خسارتهم السياسية من الاقتران بتنظيم إرهابى قد تودى بهذه الأحزاب إلى الهلاك السياسى وقد رأينا ذلك فى حزب الوفد عندما تحالف مع الإخوان وكذلك حزب العمل المنحل وأيضًا حزب الأحرار وحتى حزب التجمع اليسارى كل ذلك جعل الأحزاب السياسية تبتعد تمامًا عن الإخوان مما اضطر الجماعة إلى ترشيح أعضائهم مستقلين فى معظم الدوائر التى خاضوا فيها الانتخابات فى فترة نهاية التسعينات وبداية الألفية الثانية وربما حققوا بعض النجاحات فى تلك الفترة لظروف سياسية ليس لهم يد فيها عندما سمح لهم نظام مبارك بذلك.