أقولها للمرة الألف إن الإعلام القومي المصري هو خط دفاع أساسي لمواجهة الإعلام المغرض والمعادى و الذي يأتينا من كل حدب وصوب بهدف فرض توجهات معينة تضر بالأمن القومى المصرى، فالإعلام الأجنبى الموجه لنا أو الإعلام المحلى الممول من جهات غير معروفة أو من رجال أعمال مشكوك في ولائهم سواء كان ذلك في صورة صحف تدعى أنها مستقلة أو قنوات فضائية مملوكة لرجال أعمال أو سياسيين ممولين وموجهين من جهات مشبوهة، كل هذا يجعلنا نشعر بالخطر من سيطرة إعلام السبوبة وإعلام رجال الأعمال الذي يخدم أجندات خارجية تعادى مصر وتعمل على نشر الشائعات الكاذبة والمضللة بغرض التأثير على الشارع المصرى وتفتيت لوحمة تماسك الجبهة الداخلية الممثلة في الشعب العظيم الذي يضحى من أجل وطنه.
إن ما يجرى الآن من إضعاف وتهميش للمؤسسات الصحفية القومية العريقة لصالح الإعلام الخاص أقول أن ذلك يعتبر جريمة كبرى في حق الوطن فمن غير المعقول أن يتم إزاحة مؤسسات إعلامية وصحفية وطنية وتنويرية عريقة بكل تاريخها الكبير في خدمة الإعلام المصرى والعربى ونشر الثقافة العربية ونقل الأدب العربى من المحلية إلى العالمية.
هل من الممكن أن نصمد وننكفئ ونحن نرى مؤسساتنا الإعلامية الكبرى تنهار؟! هل هذا معقول؟!
أما مقولة أن المؤسسات القومية لا تحقق أرباحا أو أنها تخسر ماديًا! فهذا كلام ساذج ومردود عليه ببساطة أن كل دول العالم تنفق على إعلامها الوطني بسخاء دون النظر لحسابات المكسب والخسارة بمعناها الاقتصادي البحت، وإنما المكسب الحقيقي هو ريادة الإعلام الوطني وتفوقه على نظيره من قنوات الإعلام الخاص وإعلام السبوبة الذي في أغلبه مملوك لأفراد أو رجال أعمال لا يعنيهم إلا المكسب المادي ولو على حساب أمن واستقرار الوطن وقد أحصينا في الأشهر القليلة الماضية بث الكثير من الأكاذيب وترويج الشائعات والتشكيك والبلبلة من تلك القنوات الإعلامية بصورة مباشرة أحيانًا وبأسلوب خبيث وملتوي في أغلب الأحيان وإننى أقولها صارخًا بأعلى صوتي إن دعم الإعلام القومي والمؤسسات الصحفية القومية وتطويرها بأحدث الوسائل هي مسألة أمن قومي لا يقل أهمية عن تسليح الجيوش.
إن التفوق الإعلامى القومى هو صوت الدولة العالى وقوتها الناعمة في مواجهة خطر الهجمات الإعلامية التي تأتينا من الخارج والتى يصرف عليها بسخاء من دول تعادى مصر وتريد تحطيمها ولعل أقرب مثال على ذلك ما فعلته قناة الجزيرة القطرية والــ CNN الأمريكية والتى سيطرت على إعلام دول بأكملها وسممت الرأي العام وأسقطت تلك الدول وروجت لأفكار الهدم والتدمير. وللحديث بقية