https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

بطل عمره 9 سنوات

2013

عمره 9 سنوات فعل ما لم يفعله الكبار أصحاب الملايين وقف وهو صغيرًا بجانب بلاده رافعا شعار مفاده أن حب الوطن لا يكون بالكلام والأمانى والأحلام.. وقال لابد أن نساند جميعا بلدنا بالتضحية بما نملك لتحقيق التنمية.
إنه الطفل يوسف أحمد إسماعيل بطل هذا الأسبوع ابن محافظة الغربية الذى تبرع بكل ثروته التى جمعها على مدار ثلاث سنوات كاملة «تحويشة العمر» التى بلغت 3 آلاف جنيه لصندوق «تحيا مصر» ومعها مبلغ 345 جنيها عملات معدنية تحمل شعار قناة السويس الجديدة من أجل تنمية سيناء.
حب مصر ترسخ فى قلب الصغير الذى أصر على الذهاب بنفسه ليتبرع رافضا شراء لعب أو ملابس جديدة وفضل تنمية بلاده بما ضحى به من مدخراته.
بطولة هذا الطفل الصغير ربما تكون درسا للكثير من الشباب الذين باتوا يبكون على حالهم جالسين فى بيوت آبائهم أو على المقاهى يتهمون الدولة بالتقصير وأنها المسئول الأول والأخير عن حالهم ويندبون على ضياع الديمقراطية وذهابها إلى طريق اللى يروح ميرجعشى.. وعند الانتخابات يقاطعون الصناديق وينوحون على غياب التنافسية.
فياليت هولاء الشباب يتعلمون حب الوطن من هذا البطل الصغير الذى لم يختار شعارا يتم ترديده ليعبر عن حبه لوطنه وإظهار ذلك بطريقة عملية.. بعد أن بتنا نعيش فى زمن شيع فيه الخجل إلى مثواه الأخير وضاعت المبادئ غير مأسوف عليها وذهبت الأصول واختفى المثل الأعلى إلى الأبد؟
جيلاً بأكمله بقيت عنده بعض من المبادئ حاول جاهدًا أن يعلم جيلًا آخر من الشباب معنى الأخلاق الحميدة وزرع القيم فى نفوس النشء، ولكنهم فشلوا عندما خلع اللسان رداء الأدب وأصبحت اللغة الدارجة السب والقذف وضرب القيم فى مقتل.
أنقذوا هذا الجيل قبل أن نندم جميعًا.. مصر تتسع لكل أبنائها ما دامت الأخلاق باقية علموهم النزاهة والشرف.. خذوا بأيدهم وأدفعوهم للعمل وبناء الوطن فالبناء يبدأ وينتهى بسواعد الشباب الذى يعد صمام أمان الأمم ومقياس قوتها.
فتفسير كلمة الشاب تعنى التفاؤل والأمل بالمستقبل المشرق وتدل أيضًا على أول النهار.. فازدهار الأوطان لن يكون إلا بهم وهو ما يستوجب الآن أن نبدأ فى بناء بناة المستقبل ثقافيًا وأدبيًا ورياضيًا وعلميًا لنصل إلى بداية النهار.