أجرى الحوار:
محـمـد أمــين
سعيد صلاح
تصوير: رمضان على
من منطلق إيمانه بالدور المهم للإعلام وخاصة الصحافة التي وصفها الرئيس الراحل أنور السادات
بـ «السلطة الرابعة»، وبدافع من حرصه الشديد على متابعة كل ما يتعلق بهموم ومشاكل المواطن على مدار الساعة، جاءت الدعوة الكريمة من الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية لمقابلة نتبادل فيها وجهات النظر حول القضايا المختلفة، التي يرى أنها تستحق النقاش وتستوجب طرح الحلول العاجلة.
التقينا الدكتور «غراب» في مكتبه بالديوان العام، وفي جعبتنا الكثير من التساؤلات حول العديد من القضايا التي تتعلق بواقع الحال فى المحافظة، ولكن ما احتوت عليه جعبة الدكتور غراب، كان أكثر.
وبقدر ما جاءت إجاباته واضحة وصريحة ومباشرة ومدعومة بالأرقام بقدر ما كانت صراحته واعترافه بحجم التحديات في ظل ضعف الإمكانيات هي الأهم، لأن بداية الحل الصحيح لأي مشكلة والمواجهة النموذجية لأي تحد هو الاعتراف بوجود المشكلة وبحجمها الطبيعي.
وهذا ما يفعله الدكتور «غراب» فى الشرقية (يقول إن لديه مشاكل ويؤكد أيضا أن لديه حلولا، وينفذ قدر استطاعته هذه الحلول وهو يتمنى أن يكون هناك تدخل أكبر ودعم أوسع من قبل الجميع حتى ينجز ما يصدر له من تكليفات ويحقق ما يراوده من آمال وطموحات للشراقوة الذين
قلما يأتى إليهم مسئول يشعر بهم وبمعاناتهم ويحقق لهم بعضا من أمانيهم.
وإن كان الدكتور «غراب» من هؤلاء القلائل، فإن الأمانة تقتضى منا صدق العرض، والعزم على الدعم والتأييد، ولذلك كان هذا الحوار.
بداية متروك لكم الحديث عن أهم إنـجاز لديكم أو أهم تحد فماذا ستختار؟
لست وحدى بل كل الذين فى موقعى هذا من زملائى المحافظين، نتمنى أن يتمتع المحافظ بقدر أكبر من الصلاحيات وأن يكون هناك لا مركزية فى الإدارة والتعامل مع الأعمال داخل كل محافظة؛ لأنه وبطبيعة الحال المحافظ هو المسئول التنفيذى الأول والأكثر دراية بواقع المحافظة التى يتولى مسئوليتها، وهو الأقدر على تنفيذ المشروعات بمختلف أشكالها، وهو الوحيد الذى يجب الاستعانة بهم فى إدارة وتنفيذ كل ما يتعلق بالمحافظة، ويبقى وضع الاستراتيجيات والخطط للقيادات فى العاصمة، وأتمنى أن يكون لدينا تشريعات محققة لهذه الفلسفة التى من شأنها تحقيق نتائج أفضل نتائج على الأرض، ومن أهمها أن يشعر المحافظ فى محافظته أنه غير مقيد فى عمله بالمحافظة، الأمر الذى ينعكس على أدائه وحجم إنجازه للأعمال ويشعر بها المواطن فى الشارع.
إلى أى مستوى من الإنـجاز وصلتم فى ملف التكليف الرئاسى الخاص باسترداد أراضى الدولة المتعدى عليها؟
طلبات التقنين واسترداد أراضى الدولة واحد من أهم الملفات التى تتعامل معها المحافظة بناء على توجيه ومتابعة مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وحققت محافظة الشرقية تقدما كبيرا فى هذا الملف، بل وتحتل مركزا متقدما بين محافظات الجمهورية، حيث وصلت إلى المرتبة السادسة بين المحافظات.
بلغ عدد الطلبات المقدمة للتقنين 26129 طلبا، وعدد من سدد رسوم الفحص 15413 وعدد من سدد رسوم المعاينة 14404، وتم تحرير أكثر من 180 عقدا حتى الآن وقابلين للزيادة اليومية، وتم إزالة 17 ألف حالة و91، منها 10201 حالة زراعة بمساحة 3515 فدانا، و6890 حالة مبانى، كما تم تشكيل لجان من المتخصصين لإجراءات البت والفحص والمعاينة وتحديد السعر، وقد تم تحصيل 65 مليون جنيه .
وماذا عن جمعية العدلية التى لها تاريخ قديم فى التعدى على أراضى الدولة؟
أصحاب جمعية العدلية جرت معهم سابقا مفاوضات وتم تسعير الفدان بـ 130 ألف جنيه، ولكنهم رفضوا وقالوا وقتها إن المبلغ مرتفع جدا وعندما توليت مسئولية المحافظة شكلت لجنة تسعير وأبلغتهم بذلك وبعدها بقليل جاءوا إلى المحافظة وطلبوا التفاوض وقد تم الاتفاق على دفع 200 ألف جنيه مقابل الفدان الواحد، وبذلك انتهت إحدى المشكلات المزمنة فى هذا الملف.
ماذا ستقدم المحافظة للشراقوة فى إطار تطوير الخدمات بالمصالح الحكومية؟
يجرى العمل على تطوير مدينة الزقازيق بكل السبل، وسيتم تنفيذ مجمع الخدمات الحكومية على مساحة 12 فدانا يتم تجميع كل المصالح الحكومية حتى يتعامل معها المواطن بكل سهولة ويسر ودون أى عناء وجهد فى المرور على عدد كبير من المصالح الحكومية لقضاء مصالحه ويتم تعميم هذه الفكرة فى كل مركز، حيث يتم نقل المصالح الحكومية من الأماكن الموجودة بها وتجميعها فى مبنى واحد على أحدث النظم ويتم الاستفادة من الأمان بعد إخلائها فى الإنفاق على المجمع وفى متطلبات أخرى. ويتكلف هذا المشروع 740 مليون جنيه وقد تم تحديد قطعة أرض بعد موقف المنصورة هى تابعة للأوقاف وجار التفاوض عليها مع الوزارة وتواصلت مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ووعد بإنهاء إجراءات التخصيص، وسيتم بناء المجمع عليها وأيضا مجمع لمواقف السيارات على الطراز الحديث، لإحداث نقلة حضارية بالمدينة.
أرض «المصرية بلازا» قد تفيد كثيرا فى هذا النوع من التطوير فماذا حدث فى هذا الملف الذى انتظر التدخل لفترة طويلة من قبل المحافظة لاسترداد حقها المغتصب؟
بالفعل ظلت أرض المصرية بلازا لفترة طويلة لا تقدم أى فائدة للمحافظة والمواطن الشرقاوى كما كان الغرض من تأجيرها قبل عدة سنوات، وقد اقتحمت هذا الملف وأوقفت ما فيه من اغتصاب لحقوق المحافظة التى وصلت إلى 15 مليون جنيه ورفض المستأجر دفعها فقررت استعادة الأرض وتم الاتفاق مع إحدى الشركات التى ستقوم ببناء جراج متعدد الطوابق ومول تجارى ومشروعات أخرى ستعود بالنفع الكبير على أهالى مدينة الزقازيق والشرقية كلها وسيتم دفع مليون جنيه فى السنة من قبل هذه الشركة وبعد 20 سنة تؤول ملكية المشروع إلى المحافظة بالكامل.
مشروع المحاجر من المشروعات التى أثارت جدلا كبيرا إلى أى وضع وصل هذا الملف؟
لم يعد هناك مشروع –لا تتعجب– بالفعل لم يعد هناك مشروع اسمه المحاجر فقد تم العمل بهذا المشروع لأغراض معينة ولفترة محددة وانتهى الغرض وانتهت المدة وبالتالى أصبح وجوده غير مبرر وبلا فائدة فتم إيقافه
وماذا عن العمالة التى كانت فيه؟
هناك إدارة فى المحافظة تسمى إدارة المحاجر، هم يعملون فيها وجارى تثبيت عدد كبير منهم يتعدى 240 شخصا وتم تعيينهم بسنوات التخرج مساواة بزملائهم الذين فى سنة تخرجهم. وأتمنى أن تستقيم الأمور فى هذا الملف ولا يستمع هؤلاء الشباب لبعض الذين يريدون جنى مصالح شخصية من ورائهم ويبيعون لهم الوهم ويخدعوهم ويدفعوهم إلى عدم استلام عملهم، بل ووصل الأمر إلى دفعهم لرفع قضية لإلغاء قرار تثبيتهم وجاءوا يطلبون منى تنفيذ هذا الحكم القضائي، الذى ليس صعبا على تنفيذه مطلقا، ولكنه لن يكون فى صالحهم بالمرة. فالأفضل لهم أن يستلموا عملهم وينتظمون فيه؛ لأن المشروع انتهى بالفعل.
ترددت أنباء عن مشروع يحمل اسم مدينة الزقازيق الجديدة.. فهل هذا صحيح؟
نعم هناك مخطط لإنشاء مدينة بهذا الاسم بالقرب من العاشر من رمضان، ولكنها فى الحقيقة لا تتبع المحافظة، ولكن تتبع هيئة المجتمعات العمرانية التى تخضع لولاية وزارة الإسكان مثلها مثل مدينة العاشر من رمضان ونحن فى المحافظة نقوم بدورنا فى توفير البنية التحتية لهذه المدينة من طرق وصرف صحى وكهرباء ومياه ليكون مشروعا على أرض الواقع يخدم أبناء الشرقية.
بمناسبة الحديث عن العاشر من رمضان لا يفوتنا الحديث عن المشروع العملاق الصوب الزراعية؟
صحيح .. هذا المشروع من المشروعات العملاقة ونفخر به وبوجوده على أرض الشرقية وقد بدأت خيراته وفوائده تعم على أهل الشرقية، فهناك تواجد كبير لمنافذ الجيش الممتلئة بمحاصيل هذا المشروع وبأسعار مخفضة جدا عن الأسعار التى فى الأسواق ولذلك تشهد إقبالا كبيرا من الأهالى ونحن من قبلنا فى المحافظة نقوم أيضا بالتعاون والتنسيق مع وزارة التموين والغرفة التجارية بعمل منافذ خدمية من أجل توفير السلع الغذائية بأسعار مخفضة لمواجهة غلو الأسعار غير المبرر وجشع التجار.
تحتاج الزقازيق تطويرا دائما ومشروعا حضاريا يقدم خدمة مميزة، فهل هناك ما سوف يسعد الشراقوة خلال الفترة القادمة؟
يشغلنى باستمرار أفكار حول مشروعات يلمسها المواطن ويراها بعينه ويتعامل معها مباشرة فيشعر بالاختلاف – فهناك مشروعات بـ 50 مليار جنيه فى المحافظة ونعمل على تجميل القناطر التسعة بتكلفة 15 مليون وكوبرى شرويده 183 مليون جنيه، ونفق عرابى 100 مليون جنيه وتطوير منطقة أبو حسين 8 ملايين جنيه وأيضا كارفور 5 مليارات- مثل طريق نظيف مكان للخروج والتنزه وفى إطار ذلك يتم حاليا التجهيز لمشروع ممشى على بحر مويس من المحافظة وحتى الجامعة، حيث يجرى حاليا توسعة الكورنيش لإنشاء هذا الممشى والذى سيكون مكانه مثال للتنزه بالإضافة إلى محلات فخمة وشيك وبراندات من أجل تقديم خدمة للمواطن على هذا الممشى.
ولكن هناك تعديات كثيرة فى هذه المساحة كيف تتعاملون معها؟
لا أنكر أن هناك تعديات موجودة بالفعل ويجرى التعامل معها وإزالتها من أجل استكمال المشروع والانتهاء منها فى فترة قصيرة وأعتقد أن هذا المشروع سوف يغير من شكل الزقازيق كثيرا.
هل هناك مشاريع أخرى تطويرية للمدينة؟
نعم هناك مشروع إنشاء جراجات رأسية متعددة الطوابق على طراز متطور لتخدم المواطنين الذين سيتواجدون فى منطقة الممشى وحتى لا يحدث تكدث مرورى بهذه المنطقة الحيوية من المدينة، وسيتم إنشاء أول جراج مكان النصب التذكارى الموجود أمام مسجد الفتح وسوف يتم نقل النصب التذكارى إلى أمام الديوان العام للمحافظة، حيث أعتقد أن هذا هو المكان المناسب له، بالإضافة إلى النادى الذى سيقام على أرض الحرف النمطية.
يبدو أن جعبة المشروعات ما تزال عامرة؟
نعم .. يجرى العمل فى تطوير منطقة أبو حسين بتكلفة تقديرية 8 ملايين جنيه حيث يجرى تطوير واجهات المنازل بطلائها وتزيينها ببعض الأحجار ذات الطابع والشكل الجمالي، كما يتم إنشاء كوبرى شرويده وهو كوبرى سوف يحدث سيولة مرورية فى هذه المنطقة التى بها مزلقان قطار، ويحدث بها تكدث باستمرار وتبلغ تكلفة هذه الأعمال بالكوبرى 183 مليون جنيه، ويتم رصف وتطوير الطريق من أبو حسين مرورا بالشهيد طيار وحتى مشروع كارفور والتجمع السكنى التجارى والاستثمارى بهذه المنطقة أمام الإدارة العامة للمرور والذى يصل حجمه إلى 5 مليارات جنيه، وأيضا تطوير ورصف الطريق من عند كوبرى شرويده، مرورا بمستشفى الأحرار وحتى كارفور ليسلم إلى الطريق الصحراوى المار ببلبيس وموصلا للقاهرة وسوف يحدث ذلك سيولة مرورية كبيرة ولن يحدث تكدث بها أبدا باعتبارها أحد أهم المداخل الرئيسية لمدينة الزقازيق.