رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

لماذا رفض أبو مازن التعامل مع ترامب؟

1293

البعض قد يرى فى خطة ترامب بداية مع التعديل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ولكن من يدقق فى التفاصيل سيجد كل أنواع الشياطين التى تكمن بين السطور لأنه بعد أربعة سنوات من التزام السلطة الفلسطينية بالشروط (حسن النوايا) يمكن إعطاء حق العيش لمجموعة من السكان ومن بينها نزع السلاح الفلسطينى من غزة وإلغاء حق العودة وتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا بمعنى يوم للصلاة للإسرائيليين ويوم للفلسطينيين حتى ولو كان يوم الجمعة لإسرائيل، عدم وجود سيادة والموافقة على إلغاء قرارات الشرعية الدولية وعدم الانضمام إلى أى منظمة او محكمة العدل الدولية وكل هذه المطالب من أجل الحصول على دولة تحت الاحتلال ومنزوعة السيادة والسلاح.
من أجل هذا أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن عدم قبوله بضم القدس لإسرائيل إطلاقا، ضمن خطة السلام الأمريكية التى أعلن عنها الرئيس الامريكى دونالد ترامب مشيرًا إلى قطع السلطة الفلسطينية التعامل مع الإدارة الأمريكية على خلفية سياستها تجاه فلسطين، مبينا أنها على ما يبدو تنفذ وعد بلفور بالحرف وكأنها راعية له وليست وسيطا من أجل إقامة السلام العادل والشامل للصراع .
وقال عباس، فى كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب لن أقبل بضم القدس لإسرائيل إطلاقا وأن يسجل فى تاريخى أننى بعت القدس عاصمتنا الأبدية، وقال أرفض الرد أو الحديث مع الإدارة الأمريكية حتى لا يعلن أننى قبلت بما تعلنه، وحمّل الولايات المتحدة الأمريكية، مسئولية ما آلت إليه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه تم التفاوض مع الإسرائيليين من قبل دون معرفة أمريكا، ونجحت المفاوضات وأدت إلى اتفاق أوسلو.
وأضاف أن إسرائيل لا تريد التوصل إلى حل للأزمة، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا يؤمن بالسلام.
وحذر الرئيس عباس من التداعيات الخطيرة لخطة ترامب مؤكدًا على الرفض الفلسطينى لهذه الخطة جملة وتفصيلا.
وأعلن أن الفلسطينيين «جاهزون» للدخول فى مفاوضات برعاية الرباعية الدولية لافتا إلى أن فلسطين قطعت علاقاتها على إثر خطة السلام مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بما فى ذلك الجوانب الأمنية.
وتابع: «وجهت رسالة إلى الجانبين الأمريكى والإسرائيلي، لن يكون هناك أى علاقة معكم، بما فى ذلك العلاقات الأمنية، فى ضوء تنكركم للاتفاقات الموقعة والشرعية الدولية، وعلى إسرائيل أن تتحمل المسئولية كقوة احتلال»، واستطرد فى حديثه قائلا: «رفضنا استلام الخطة منذ اللحظة الأولى من إعلانها.. ورفضت اتصالات من ترامب لأننا نعلم أنه يريد أن يبنى على ذلك».
وقال «عندما أعلن ترامب عن خطته»، اتصلوا بنا وقالوا إنه يريد أن يرسل الصفقة لتقرأها، وأنا لم استلمها، وعادوا بعد أسبوع يقولون إنه يريد أن يتكلم معك ورفضت، وبعد ذلك رفضت أيضا استلام رسالة منه».
وأشار عباس إلى موقف سابق له مع ترامب، قائلا: «تفاجأنا بعد شهرين من لقاء إيجابى مع ترامب بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل وإيقافه ما يقدمه لنا من مساعدات تبلغ نحو 840 مليون دولار، لوكالة الغوث الدولية».
وتابع: «11 فى المئة فقط من مساحة فلسطين التاريخية للفلسطينيين فى خطة ترامب، إضافة للسيطرة الكاملة على كل ما هو غرب نهر الأردن».
واستطرد بالقول: «ما بقى لنا بالضفة الغربية وقطاع غزة هو 22 بالمئة من فلسطين التاريخية ورضينا بذلك لأننا نريد حلا، والآن يريد أن يأخذ 30 بالمئة من الضفة ليتبقى لنا 11 بالمئة».