صالون الرأي
العطب السياسي
By amrديسمبر 08, 2019, 17:46 م
1162
الحكيم يعترف بأخطائه، أما الأحمق يدعى أنه على حق.. فعندما ندرك أزمتنا، من الممكن إذَا أن تهب بداخلنا قوة تدفعنا، تحركنا لتحقيق أحلامنا و مواجهة ما يهدد أمالنا، استقرارنا لا أن نفترض أننا على الصواب نسير و نحن فى أخر الصف ننتظر النجاح
دفع الوطن إلى الأفضل غاية لا يدركها إلا أصحاب الهمم ، ممن يملكون الإدراك و فى طريقهم يسعون نحو ضرورة الإصلاح الحزبي، الذى فشلنا فى تحقيقه عبر عقود طويلة، فشلت فيها الأحزاب السياسية فى تكوين قاعدة شعبية لصناعة حالة من الزخم السياسى المفقود!
تحليل العطب السياسى يبدأ من النتيجة التى أفرزتها تلك الأحزاب البالغ عددها 105 أحزاب، اعترفت بالفشل و طلبت من الرئيس الدعم والمساندة لكونها لا تملك أرضية لدى المواطن، ليس لديها القدرة على أقنعة بانتخابها؟ هذا الاعتراف الصريح يحمل فى طياته نعمة و نقمة فى نفس الوقت؛ النعمة تجسدت فى إدراكهم بالفشل أما النقمة فتمثلت فى الإصرار على الاستمرار بنفس الطريقة والمنهج ، آملين فى نتائج مختلفة!
إثراء الحياة السياسية فى مصر بحاجة إلى معجزة، فهذه الأحزاب لا تستطيع تقديم ما يشجع إلى زيادة عدد المنتمين إليها، هذا هو حال أغلب الأحزاب التى تفتقد إلى الثقة فى ظل غياب الأيدولوجية، بالإضافة إلى عدم تمتع أغلبهم بالكاريزما السياسية، من هنا يمكن تفسير لماذا نعانى من الفراغ السياسى رغم وجود كم هذه الأحزاب؟
فى ظنى إذا أردنا الإصلاح السياسى فى هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن، أن نقدم متعاونين لتحقيق مشروعاً قومياً كبيراً، لدمج الأحزاب فى ثلاث تكتلات، تشكل ثلاث قوى حزبية كبرى، على أن يشكل التكتل الأول كل الأحزاب التى تمثل اليسار ، لخلق معارضة حقيقية تهدف لإظهار العيوب حتى يتسنى إصلاحها ، و يأتى فى التكتل الثانى من يمثلون اليمين من يرون فى سياسات الحكومة الرشد ليعملون على تأييد النظام و الترويج لسياساته لدعم الدولة ، أما التكتل الثالث ينضم إليه تيار الوسط لنبنى معاً بدلاً من تلك الأفكار الهدامة التى تتبنها كيانات ليس لها وجود على ارض الواقع.
بناء الحياة الحزبية أصبح ضرورة تفرضها الظروف السياسية ، ونحن مقبلون على شكل سياسى جديد أقرته التعديلات الدستورية ، بناء تلك التكتلات فى صالحنا جميعاً ، على أن يحدد كل تكتل منهم أهدافه بوضوح ويضع برنامجه بطريقة محددة ، قبل كل ذلك أن تكون بنيته سليمة ، مبنية على تصميم نظم داخلية ديمقراطية ، لا يسمح بتوالى أى منصب داخل الحزب إلا بالانتخاب.
من هنا يمكن أن نخلق حياة حزبية قادرة على إفراز كوادر جديدة للوطن ، تمارس من خلالها السياسة، يمكنها الاشتباك مع المشهد ، لتحقيق أحلام البسطاء فى التعددية الحزبية بمعناها الإيجابى .