https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

من شفقتهم إلى غيرتهم!

1929

تعجبنى جدا الطريقة الذكية الراقية للرئيس عبد الفتاح السيسى فى الرد العملى على من يتجرأ بالاقتراب من أمن مصر القومى، فهو لا يدخل فى حرب كلامية ولا يبعث برسائل وشتائم أو يثير أزمات، وحتى لا يهتم بمن يحاول استدراجه لصدام، هو يسير فى طريق اختطه لنفسه، يبنى ويعمر ويدفع ببلاده، ينشئ القواعد العسكرية «الوطنية» ويسلح جيشه على أعلى مستوى ويقدمه فى أروع الصور، ليبهر الدنيا كلها، ولا يلتفت أو يهتم بمن يتربص به، كل هذا وهو يسير فى طريق تنمية مجتمعه!
لكن مع الأسف فى كل حقبة زمنية يبتلى العالم بحاكم مجنون، يجرى وراء انتصارات زائفة، لا يعنيه أرواح البشر، ولا الصواب أو الخطأ، ولا يهتم بالقانون أو العدل، وفى سبيل أغراضه وطموحه المجنون يفعل أى شيء، ويجر العالم إلى كارثة بصلف وغرور!
مع تطور الحضارة البشرية، وبعد ما شهده العالم فى الحربين العالميتين الأولى والثانية – أصبحت هناك مؤسسات وهيئات دولية كبرى تنظم مصالح الدول وتفصل بين نزاعاتها، فكانت عصبة الأمم التى تأسست عقب الحرب العالمية الأولى، وفشلت فى منع حرب عالمية ثانية، فكانت منظمة الأمم المتحدة التى تأسست عام ١٩٤٥، والتى ضمت الجمعية العامة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية والأمانة العامة.
لكن فيما يبدو أنها هى الأخرى فى طريقها إلى زوال، بعد أن فشلت المرة تلو المرة فى تحقيق السلام والعدل فى العالم.. فأصبح بلطجية العالم يعيثون فى الأرض فسادًا، لهذا لا أستطيع أن أجد مبررًا واحدًا لهذا الصمت المطبق على حاكم مجنون اسمه رجب طيب أردوغان، ما إن فقد الأمل فى انضمام بلده إلى الاتحاد الأوروبى وفقد الأمل فى السيطرة على مصر بعد طرد الإخوان منها – حتى أصابه الجنون، وراح يخرب فى العراق ثم سوريا والآن يدس أنفه فى ليبيا، بعد محاولات مماثلة فى السودان للوصول إلى مصر.
كل هذا والعالم يقف متفرجا، ويتدخل على استحياء، حتى وهو يعلم أن مصالحه فى ليبيا ستتأثر بالتدخل التركى، لكنه يعلم أيضا أن أردوغان يبتزه بالمهاجرين السوريين، وهو لا يضيع فرصة يمارس فيها الضغط على أوروبا والعالم، إلا وسارع إليها، على الرغم مما يحققه من مغانم بسبب هؤلاء اللاجئين، لكن الأوروبيين لا يفهمون.. لا يفهمون أنه المستفيد الأول من المهاجرين ومن خراب سوريا والعراق وليبيا!
التصريحات الكوميدية التى أدلى بها أردوغان مؤخرا حول ليبيا التى ظلت لسنوات طويلة ولاية عثمانية أمر يثير الضحك، لا سيما أن مصر كانت أيضًا ولاية عثمانية ودول أخرى كثيرة كانت تحت الحكم العثماني، لكنه ينسى أن الدولة العثمانية قد سقطت وتبخرت بهزيمتها فى الحرب العالمية الأولى، لكنه الجنون الذى يقوده وحده إلى الهاوية.
الحقيقة أنه بعد المناورة العسكرية «قادر ٢٠٢٠»، التى قدمها الجيش المصرى فى افتتاح القاعدة العسكرية برنيس هى رسالة واضحة تطمئننا وتملأنا فخرا بجيشنا وقيادتنا، وتجعلنا نشعر بقيمة أن يكون لدينا رئيس حكيم منضبط الأعصاب والأخلاق خطواته محسوبة انتزع احترام كل منصف وأمين، يقرأ الحاضر جيدا ويخطط للمستقبل، لقد أصبحنا نثير غيرتهم ومنذ سنوات قليلة كنا نثير شفقتهم!